جرحى من فلسطين في تونس: المقاومة أنصفتنا والنصر قريب

استقبلت تونس عشرات الفلسطينيين الجرحى ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة للعلاج، وعدد آخر من التونسيين المقيمين في القطاع جاءوا برفقة عائلاتهم الفلسطينية للإقامة بشكلٍ مؤقت في تونس.

  • الرئيس التونسي يحمل طفلة فلسطينية مصابة خلال تفقّده المستشفى

مع تطوّر الأحداث في فلسطين وتصعيد الاحتلال من مجازره التي راح ضحيتها آلاف الشهداء، تواصل تونس تحرّكاتها الداعمة للشعب الفلسطيني والمساندة له سواء عبر الوقفات الاحتجاجية والمسيرات الوطنية، أو عبر استقبال الجرحى الفلسطينيين وتوجيه طائرات محمّلة بالمساعدات إلى فلسطين.

دعم تونسي قد لا يكفي في ظل سياسة التجويع والتدمير التي تعتمدها "إسرائيل"، غير أنّ الاعتناء بالجرحى الفلسطينيين في تونس وتقديم يد العون لهم أقل ما يمكن القيام به في هذا الظرف الاستثنائي.

فقد استقبلت تونس عشرات الفلسطينيين الجرحى ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة للعلاج، وعدد آخر من التونسيين المقيمين في القطاع جاءوا برفقة عائلاتهم الفلسطينية للإقامة بشكل مؤقت في تونس.

الميادين نت التقى عدداً من هؤلاء للحديث عن رحلتهم الموجعة من غزة الى تونس، أوجاع اختزلتها ملامحهم المبتسمة رغم شدة الفقد والألم جرحى فلسطينيين "لا تؤلمنا إصابتنا بقدر ما يؤلمنا خذلان العرب لم يخف أحمد عيد صعوبة الحياة في غزة وتعقّد الأوضاع خصوصاً بعد سقوط قذيفة على منزل عائلته وما خلّفه ذلك من أضرار وإصابات، حيث تعرّضت ابنة أخيه شذى البالغة من العمر 16 سنة إلى إصابة أفقدتها إحدى ساقيها، وهو ما اضطرّه إلى مرافقتها للعلاج هنا في تونس.

أنتم في بلدكم ولا تحتاجون الى إقامة

وقد نوّه عيد في هذا السياق بحسن الاستقبال لهم في تونس والعناية الكبيرة التي يتلقّاها الجرحى في المستشفيات والمصحات ، موضحاً أنه يشعر أنه في بلده وبين أهله، قائلاً  "طالبنا الرئاسة بالإقامة فجاءنا الرد، أنتم في بلدكم ولا تحتاجون الى إقامة، الإقامة للغرباء وأنتم أبناء هذا البلد".

عيد استدرك ليقول إن الألم الحقيقي (لدى الفلسطينيين) هو خذلناهم من قبل عددٍ من الدول العربية، لذلك سيظل الشعب الفلسطيني دائماً في ظهر المقاومة ومسانداً لها لأنه لولا عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر لقضى "جيش" الاحتلال على القضية الفلسطينية، وأبادها برمّتها، بحسب تعبيره .

أما شذى عيد ابنة السادسة عشرة فلم تفارق البسمة وجهها رغم قساوة ما عاشته، مؤكدة ان أكثر ما يؤلمها ليس إصابتها وبتر ساقها وإنما خذلان العرب لأطفال غزة، الذين أصبح أقسى طموحهم الذهاب إلى المدرسة و إيجاد طعام جيد وارتداء حذاء يقيهم برد الشتاء، معبّرة عن مدى اشتياقها لشقيقتيها، معبّرة عن مدى خوفها على مصير عائلتها، ولا سيما في ظلّ ما تتعرّض له غزة من قصف وتجويع وتدمير.

 اختلفت القصص لكن المعاناة واحدة الرحلة من غزة الى تونس حملت في طياتها الكثير من الوجع وألم الفقد وأيضاً حملت صموداً وشموخاً وإيماناً ومقاومة، ذلك ما أوضحه عدد كبير من الجرحى الفلسطينيين في تونس، فمهما قتل الاحتلال من أبرياء ودمّر البنيان، ستعود غزة من جديد وستواصل كتابة التاريخ وتقديم الدروس للعالم في الصمود والمقاومة والإيمان.

وربما ما عاشته سجى اياد شناعة الطفلة التي يبلغ عمرها 15 سنة هو مثال عن صمود شعب غزة وتشبّثه بالحياة رغم كل القصف والدمار، فشذى تمّ إخراجها من تحت الأنقاض بعد فترة ليست بالقصيرة من قصف منزل عائلتها، قاومت شذى الألم وتشبّثت بالحياة رغم فقدانها قدمها اليسرى، آملة أن تجتمع مع عائلتها قريباً، موجّهة في هذا السياق نداء إلى الرئاسة التونسية لمساعدتها على لمّ شمل عائلتها، خصوصاً وأن أمها وأختها تعالجان في مصر من دون مرافق لهما فيما بقي أخوها ووالدها في غزة.

وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من المصابين قد غادروا المستشفى وهم في مرحلة النقاهة والتأهيل لتركيب أطراف اصطناعية، ولا سيما أن إصابات العديد منهم تطلّبت بتر الأعضاء المتضررة، وقد تمّ توفير مساكن مستقلة لهم.

وكانت تونس قد استقبلت ما يزيد عن 130 مصاباً على دفعتين لتلقّي العلاج في المستشفيات والمصحات الخاصة.