تدمير إسرائيلي شامل لبنية المنشآت التربوية في غزة
تعرّض 286 مبنى مدرسياً حكوميا ًمن أصل 307 في قطاع غزة، لأضرار تتراوح بين البالغة والطفيفة، فيما طال الهدم الكامل عدداً يقدر بالعشرات.
على مقعد دراسي في إحدى الغرف الصفية في مدرسة العائشية في دير البلح وسط قطاع غزة، تجلس طالبة الثانوية العامة دعاء الزعانين للدراسة، رغم أنها لن تتمكن من التقدم للامتحانات في دورتها الأولى للعام الدراسي 2023-2024، التي انطلقت.
دعاء، طالبة من بين 39 ألف طالبة وطالب حرمتهم حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 260 يوماً، من التقدّم لامتحانات الثانوية العامة "التوجيهي"، إما بسبب ارتقاء المئات منهم ضحايا في العدوان، أو لانقطاعهم عن التعليم بفعل الحرب وما تسببت به من تدمير شامل لبنية العملية التربوية.
ووفقاً لوزارة التربية والتعليم العالي، فإن 430 من طلبة الثانوية العامة ارتقوا شهداء في قطاع غزة، فيما استُشهد في الضفة الغربية 20 آخرون، خلال العام الدراسي الذي انطلق في شهر آب/ أغسطس المنصرم.
وتشير آخر إحصائية صادرة عن الوزارة، إلى أن هناك ما لا يقل عن 8000 شهيد في قطاع غزة ممن هم في سن الدراسة، و350 شهيداً من المعلمين والمعلمات، فضلا عن المفقودين، وهناك أكثر من 12500 طالب جريح، بينهم 2500 أصبحوا من ذوي الإعاقة.
مساكنَ للنازحين ليلاً، وصفوفاً للطلّاب نهاراً، هذه حال إحدى مدارس الإيواء في #دير_البلح، وسط قطاع #غزّة، بعدما قرّرت إعادة فتح أبوابها وتسجيل عدد من الطلّاب لمتابعة عامهم الدراسي.#فلسطين pic.twitter.com/KtV9F8zfs0
— Megaphone (@megaphone_news) June 22, 2024
اضطرت دعاء إلى النزوح مع عائلتها من بلدة بيت حانون إلى مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ومن ثم إلى مدرسة العائشية في مدينة دير البلح التي تتكدس بالنازحين الذين يحاولون البحث عن مكان آمن، هرباً من الغارات العشوائية والقصف المدفعي ونيران الطائرات المسيّرة وقناصة الاحتلال، التي طالت أيضا العديد من المدارس وغيرها من مراكز إيواء النازحين.
وتحوّلت الغرفة الصفية التي تقطن فيها دعاء إلى جانب 30 نازحاً من أفراد عائلتها وأقاربها، إلى مخزن للمونة والحطب الذي يُســتخدم في طهي الطعام في ظل شح الغاز، كما عُلّقت على السبورة حقائب تحوي ملابــس وبعض الحاجيات.
وبحسب وزارة التربية والتعليم العالي، فإن 286 مبنى مدرسياً حكوميا ًمن أصل 307 في قطاع غزة، تعرضت لأضرار تتراوح بين البالغة والطفيفة، فيما طال الهدم الكامل عدداً يقدر بالعشرات.
ودمّر الاحتلال قرابة 110 مدارس وجامعات بشكل كلي، و321 مدرسة وجامعة بشكل جزئي، وارتفع عدد المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" المخصصة كمراكز إيواء والتي استهدفها الاحتلال بالقصف، إلى نحو 150 مدرسة، من أصل 228 مدرسة تابعة للوكالة في قطاع غزة.
وقالت "الأونروا" إن أكثر من 76% من مدارس القطاع بحاجة إلى "إعادة بناء أو تأهيل بشكل كبير"، لتتمكن من العمل مجددا، وفقا لمجموعة التعليم العالمية.
أطفال يلعبون كرة الطائرة في إحدى مدارس النزوح في دير البلح وسط قطاع غزة.
— صور فلسطين (@PalestinianPic) June 24, 2024
📷أشرف أبو عمرة
📅22 يونيو 2024 pic.twitter.com/kJykSzFfGp
ويعاني 630 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة الحرمان من حقهم في التعليم منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يتوزعون بين مدارس الحكومة ومدارس وكالة الغوث والمدارس الخاصة، فضلاً عن 88 ألفاً من طلبة الجامعات، و80 ألف طفل بلغوا سن الالتحاق برياض الأطفال.
ـــ