بمشاركة "اليونيسكو"... سعي لترميم "أيقونة تدمر"
تدمر هي واحدة من أغنى مدن العصور القديمة المتأخرة في الصحراء السورية بين دمشق والفرات. وتقول الأساطير إنه، تم تأسيس المدينة من قبل الملك التوراتي سليمان. وقد أدرجت أنقاضها على قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو.
كشفت وزيرة الثقافة السورية الدكتورة لبانة مشوح أن فريقاً دولياً من العلماء والخبراء سيعمل على الترميم التاريخي التفصيلي لقوس النصر المدمّر في تدمر تماشياً مع المعايير الدولية، وذلك بمشاركة منظمة اليونسكو .
وفي كلمة لها على هامش "المنتدى الدولي لاتفاقية حماية التراث الحضاري والطبيعي العالمي" الذي عقد في الفترة ما بين 5 و8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري في مدينة قازان الروسية بمناسبة حلول الذكرى الـ50 لتبني ميثاق حماية التراث الحضاري والطبيعي العالمي قالت إن هذا الموضوع حساس جداً بالنسبة إلى سوريا، وسيعمل على تحقيقه خبراء اليونسكو ليرمّم القوس في تدمر وفقاً للمعايير الدولية.
وأضافت أن العلماء والخبراء الذين يمثلون بلداناً مختلفة ومنظمة اليونسكو سيبذلون قصارى الجهود لمراعاة أدق التفاصيل التاريخية أثناء الترميم.
وأشارت مشوح إلى أن عملية ترميم قوس النصر في تدمر تمر الآن بمرحلة تقديم المخططات والمستندات والوثائق وتحليل كل المعلومات اللازمة للترميم. وهناك مرحلة ثانية ستركّز على تنفيذ الأعمال الخاصة بالترميم مباشرة.
يذكر أن تدمر هي واحدة من أغنى مدن العصور القديمة المتأخرة في الصحراء السورية بين دمشق والفرات. وتقول الأساطير إنه، تم تأسيس المدينة من قبل الملك التوراتي سليمان. وقد أدرجت أنقاض تدمر على قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو.
وتم بناء قوس النصر في عهد الإمبراطور الروماني (سبتيموس سيفيروس) نهاية القرن الثاني بمناسبة الانتصار على البارثيين، وأصبح القوس رمزا لمدينة تدمر.
ويعتبر القوس الشهير عند مدخل شارع الأعمدة في هذه المدينة التاريخية "أيقونة تدمر".
وفي أيار/ مايو 2015 ، فجّر مسلحو تنظيم "داعش" هذا الأثر التاريخي، ونتيجة لذلك انهار قبو القوس، ودُمر امتداده المركزي تماماً.
وكان التنظيم الإرهابي قد دمر في وقت سابق في هذه المدينة الأثرية المدرجة ضمن التراث العالمي للإنسانية، جزءاً من معبد بل التاريخي ومعبد بعل شمين ومدافن برجية، كما دمر تمثال أسد اللات الأثري الضخم.
ويقع قوس النصر، البالغ من العمر 2000 عام، عند مدخل شارع الأعمدة في هذه المدينة التاريخية ، ويعود إلى عهد الدولة الرومانية.
وتعدّ مدينة تدمر إحدى أقدم المدن التاريخية في العالم، وتنتشر الصروح المختلفة فيها على مساحات واسعة وتعود معالمها الحضارية إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين، وقد ازدهرت بشكل خاص في عهد الملكة زنوبيا ونافست الحضارة الرومانية وقتها، وأدرجتها منظمة اليونيسكو عام 2013 على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر.