أجمل منزل في النبطية صار ركاماً.. اسأل عن "إسرائيل"
دمّر الاحتلال أحد أجمل بيوت النبطية.. وأمست دارة سعيد شاهين أثراً بعد عين..
التدمير الهمجي والمقصود يأتي بعد استهداف سوق النبطية التراثي بشكلٍ ممنهج، وتصدّع منزل وضريح العالِم والمخترع اللبناني حسن كامل الصبّاح.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازرها البربرية في مناطق متفرقة من لبنان، بعد أكثر من أسبوعين من توسّع العدوان، والذي يطال المدنيين النازحين في الأماكن التي لجأوا إليها بعيداً عن بيوتهم التي طالها القصف الإسرائيلي من الجنوب إلى الشمال والبقاع، وحتى قلب العاصمة اللبنانية بيروت.
ويعود العمر التاريخي لما يسمى بـ "سوق الاثنين" في النبطية الذي دمّرته طائرات الاحتلال، إلى العهد المملوكي في الفترة الممتدة ما بين عامي 1250 و1517 ميلادياً، ويتمّ ربطه بنشأة العديد من الأسواق في ذلك العهد، ومنها سوق "الخان" في حاصبيا وأسواق فلسطين.
في السابق صنّف المعماريون دارة آل شاهين بأنّها تجمع بين العمارة اللبنانيّة التقليديّة والزركشة الإيطالية، ويخيّم اللون التراثيّ اللبناني تماماً على الجهات الجانبيّة والخلفيّة للدار، من حيث الأبواب والنوافذ والجدران التي يعتمرها القرميد الإيطاليّ.
اقرأ أيضاً: الاحتلال "يغضب" على "سوق الفقراء" التراثي في النبطية
بنى سعيد شاهين، والد النائبين والوزيرين الراحلين غالب وفهمي شاهين، دارته في حيّ الميدان في النبطيّة، سنة 1928. هو ملّاك “نبطاني” هاجر في أواسط العشرينيات إلى أفريقيا وعاد بزاد من المال مكّنه من أن يصبح من أصحاب الأملاك، وقد استثمر أراضيه الشاسعة في زراعة القمح والتبغ، وبناء دارته في وسط حيّ الميدان، الحيّ الذي كان يعرف في تلك المرحلة بحيّ آل شاهين.
رزق سعيد شاهين بذكرين وأربع إناث. خاض الشقيقان غالب وفهمي غمار السياسة، النيابة والوزارة، ورحلا في عمر مبكر، غالب (1930- 1968) وفهمي (1932- 1972)، بعدهما آلت الدار إلى ابن شقيقتهما فاطمة الدكتور تنال صبّاح.
تعدّ واجهة الدار هي الأبرز في النبطيّة، تتألّف من شرفة يتجاوز طولها 25 متراً وعرضها نحو ثلاثة أمتار، تتقدّمها 15 قوساً منفرجة، منها اثنتان من الجهة الشرقيّة للواجهة واثنتان من الجهة الغربيّة. تتّكئ الأقواس على أعمدة صخريّة وحيدة عند الواجهة، وثلاثة أعمدة عند كلّ زاوية. تقطع أعمدة الأقواس بين "الدرابزونات" الصخريّة المزيّنة ببرامق منحوتة بشكل خفيف ومدروس.
يصنّف المعماريون دارة آل شاهين بأنّها تجمع بين العمارة اللبنانيّة التقليديّة والزركشة الإيطالية، ويخيّم اللون التراثيّ اللبناني تماماً على الجهات الجانبيّة والخلفيّة للدار، من حيث الأبواب والنوافذ والجدران التي يعتمرها القرميد الإيطاليّ.
ما يحافظ على ألق الدار، أنّ مالكها الحالي قام بترميمها سنة 2013 وأعاد للواجهة الصخريّة رونقها وحافظ على البلاط القديم المزيّن برسوم وألوان مختلفة، وأزال الشوائب والنباتات التي قد تضرّ بالبناء. وهو يتردّد عليها بين الحين والآخر ويبيت فيها لوقت محدود.