قال لزعماء: أنتم أضعتم فلسطين... من هو عبد القادر الحسيني؟
رمى عبد القادر بالخارطة في وجه الباشا والوزير، وقال بصوتٍ سمعه الحاضرون "أنتم خائنون، أنتم مجرمون. سيسجّل التاريخ أنكم أضعتم فلسطين. سأحتل القسطل وسأموت أنا وجميع أخواني المجاهدين. وسأقتحمها وسأحتلها ولو أدى ذلك إلى موتي، والله لقد سئمت الحياة وأصبح الموت أحبّ إليّ من نفسي من هذه المعاملة التي تعاملنا بها".
فلسطين ليست أرض شعب ودولة فحسب، بل هي الشيخ عز الدين القسّام وعبد القادر الحسيني وسعيد العاص وعلي سلامة وبهجت أبو غربية. فما أن يولد الطفل الفلسطيني حتى يسمع ببطولاتهم وتضحياتهم. فشهادتهم حجّة دامِغة على كل مَن يتراجع عن تحرير فلسطين.
إن تحديات المشروع الصهيوني منذ نهايات القرن التاسع عشر على أرض فلسطين، فرضت بروز قيادات فلسطينية تُجابه هذا المشروع، وفي مُقدّمتها عائلة الحسيني التي قادت الحركة الوطنية الفلسطنية. وهي من أعرق البيوت العربية والإسلامية وأقدمها، فكانت بيوتهم مركز زعامة العرب في فلسطين ومصدر انطلاقهم ومصدر الحركات النضالية والوطنية والشعبية، وقد أُطلق على بيت موسى الحسيني «الدار الكبيرة» لكثرة تردّد الوفود والضيوف عليها، وفي بهو هذه الدار تُعقد الاجتماعات الكبرى والهامة.
يقول مصطفى مراد الدبّاغ فى كتابه بلادنا فلسطين "تُعتبر عائلة (الحسيني) المقدسية من خير العائلات في الوطن العربي حسَباً ونسَباً، وظهر منها علماء ومفتون وصلحاء وإداريون وسياسيون، وفي عهد الانتداب البريطاني قادت هذه العائلة الحركات الوطنية في البلاد. وكفاها فخراً وشرفاً أنها أنجبت الشهيدين بإذن الله موسى كاظم (باشا) الحسيني وولده عبدالقادر . وكانت عائلة الحسيني تمتلك ثروة اقتصادية كبيرة عزّزت مكانتها الاجتماعية والسياسية، وهي عبارة عن مساحات واسعة وكبيرة من الأراضي التي تُقدّر بنحو خمسين ألف دونم في كلٍ من أريحا ورام الله واللد والرملة".
كان القطب الأبرز في عائلة الحسيني وأحد قادة النضال الفلسطيني الأساسيين الشيخ أمين الحسيني، وموسى كاظم باشا الحسيني، والد الشهيد عبد القادر، الذي كان بمثابة "الأب الجليل للحركة الوطنية الفلسطينية" منذ أوائل العشرينيات وحتى وفاته عام 1934.
تولّى موسى الحسيني منصب القائمقام والمُتصرّف في عددٍ من المدن الفلسطينية والعربية أثناء الحُكم العثماني، إلى أن أُحيل إلى التقاعد عام 1914. ومع بداية الاحتلال البريطاني لفلسطين تسلّم موسى الحسيني رئاسة بلدية القدس بدلاً من شقيقه المتوفّى حسين سليم الحسيني، وحسب بعض المصادر "إشترطت عليه سلطات الاحتلال ألا يشتغل بالسياسة ولكنه لم يتقيّد بذلك فاستقال من رئاسة البلدية سنة 1920، وقاد في آذار/مارس من تلك السنة تظاهرات ضخمة كانت تطالب بانضمام فلسطين إلى سوريا وتهاجم الاستعمار. كما اشترك في الكثير من التظاهرات التي كانت آخرها التظاهرة الكبيرة في يافا في 27 تشرين الأول/أكتوبر 1933، حيث أُصيب فيها بضربات هراوات قاسية من قِبَل الجنود الإنكليز، ما عجَّل بأجله وقد وافته المنيّة عام 1934.
ولما حانت وفاة موسى كاظم الحسيني، أهدى لولده عبد القادر نسخة من المصحف الشريف وأوصاه بما يلي" أمانة أمانة وديعة عندك يا ولدي. إن تحرير فلسطين العزيزة هو أمانة أُسلّمك إياها في رقبتك. فلسطين في رقبتك يا ولدي".
لقد أتاحت بيئة آل الحسيني السياسية والاجتماعية فرصة ثمينة لعبد القادر الحسيني الذي ولِدَ في عام 1908، لتحقيق قدرٍ كبيرٍ من التعليم، ومشاركة في القيادة الفلسطينية من داخلها.
تلقّى عبد القادر تعليمه الإبتدائي في المدرسة الرشيدية في القدس، واشترك في صباه بالتظاهرات الوطنية، واهتم بجمع الأسلحة والتدرّب عليها منذ بلغ الثانية عشرة، ثم التحق بمدرسة صهيون الإنكليزية، فما زاده ذلك إلا حقداً وكرهاً للاحتلال، فقد كان يقول: "لقد تعلّمت في مدرسة صهيون كيف أبغض الإنكليز".
بعد أن أتمّ دراسته الثانوية في القدس، التحق بكلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في بيروت، ودرس فيها سنة، إلا أنه طُرِدَ منها بسبب نشاطاته الوطنية ورفضه للحركة التبشيرية في الجامعة، فالتحق بالجامعة الأميركية في القاهرة قسم الكيمياء، وكان سجل سنواته في مصر حافلاً بالنشاط السياسي والدعاية لقضية فلسطين وجمع الأنصار من حولها. وهناك عايش الحركة الوطنية المصرية في نهوضها، واحتكّ بحزب الوفد المصري، ومارس نشاطه السياسي من خلال رابطة الطلبة الشرقيين، واكتشف مدى خطورة الدور السياسي الذي تلعبه الجامعة الأميركية. فانتهز فرصة حفل تخرّجه وتخرّج زملائه، الذي أقامته الجامعة في صيف سنة 1932، ووقف خطيباً في الحضور، وبينهم الوزراء ورجال السلطة، ورئيس الجامعة شارلز وال واطسون وأعلن عن رأيه بالجامعة وما تبثّه من أفكار، وأنها تُسمِّم عقول الطلاب، وكشف زيْفَ الدور العلمي الذي تزعم الجامعة الأميركية القيام به، واتّهمها بأنها بؤرة إفساد ديني، إذ تطعن في الدين الإسلامي وتشوّه الدين المسيحي، وندّد بالسياسة الأميركية، ومما قال "هذه شهادتكم فخذوها، فإني لفي غنى عنها، وإنه ليس مما يشرّفني أن أحملها أو أن أنتسب إليها، أنا لست بحاجةٍ إلى شهادةٍ من معهدكم الاستعماري التبشيري". فقوبل خطابه بعاصفةٍ من التصفيق الحاد وطالب بإغلاقها من قِبَل الحكومة المصرية، واتصلت الجامعة بالصحف المصرية للتعتيم على هذا الخبر. فما كان من عبد القادر إلا أن وجّه رسالة عبر الصحف ليروي ما حدث وأوضح فيها أن "شارلز واطسون في كتابه: (حروب صليبية مسيحية ) يقول إن "للمسلمين طقساً دينياً هو أساس الإسلام وهذا الطقس هو الحج، ويجب على كل مُقتّدرٍ أن يؤدّيه، وهو عبارة عن الذهاب إلى الكعبة، حيث تُقام طقوس دينية مُخزية، وهذا المكان وكر لصوص، تؤتى به جميع أنواع المخازي الأخلاقية" فما كان من الجامعة إلا أن سحبت منه الشهادة؛ ما أثار غضب رابطة أعضاء الطلبة التي كان يرأسها الحسيني، فقامت تظاهرة كبيرة آنذاك، فكان نتيجة ذلك أنه طُرِدَ من مصر بأمرٍ من حكومة إسماعيل صدقي، ولكن بشهادته التي قد سُحبت منه من قبل، وعاد بها إلى القدس في العام 1932.
عاد عبد القادر الحسيني إلى فلسطين مطروداً، ليعمل محرّراً في صحيفة الجامعة الإسلامية، التي كان يترأّس تحريرها الشيخ والشاعر والمحامي الفلسطيني سليمان التاجي الفاروقي. ثم مع بداية عام 1933 عمل مأموراً في دائرة تسوية الأراضي في فلسطين. وفي هذه الدائرة تمكّن عبد القادر من إحباط أكثر من محاولة للاستيلاء على أراضٍ عربية. على أنه بعد أقل من سنتين استقال من عمله في تسوية الأراضي، حتى يُحضّر للثورة على الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية.
في 27 آذار/مارس 1935 أعلن الحسينيون حزباً خاصاً بهم هو "الحزب العربي الفلسطيني" برئاسة جمال الحسيني الذي شارك في ما بعد في حكومة عموم فلسطين. وأصبح عبد القادر الحسيني نفسه تلقائياً في صفوف ذلك الحزب. فتولّى إدارة مكتب الحزب في القدس، وبدأ بتنظيم وحدات فلسطنية سرّية، ودرّبها وجهّزها بالسلاح، وعُرِفت في ما بعد بإسم "جيش الجهاد المقدّس".
كما ساهم في تحرير جريدة اللواء التي أصدرها الحزب عام 1935 وكان يرأس تحريرها خالد الفرخ والواقع أن موهبته الصحفية كانت قد تفجّرت قبلاً على صفحات مجلة "الجامعة الإسلامية".
كان لاستشهاد عز الدين القسّام في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1935 أكبر الأثر في اندلاع شرارة ثورة 1936التي شكّلت نقطة تحوّل في مسيرة الحركة الوطنية. فخلال الشهور الخمسة ما بين استشهاد القسّام وبين إعلان متابعة الجهاد في نيسان/أبريل 1936، قام اتباع القسّام وعلى رأسهم عبد القادر الحسيني بدراسة خطّة شاملة لمتابعة الثورة. فعقد مؤتمراً صحفياً رداً على ما قام به الصهاينة بحرق منازل العرب ومزارعهم ودعا إليه الصحفيين العرب والأجانب ووجّه كلمته إليهم "إن لم يتوقّف اليهود عن عملياتهم الشنيعة سيضطر للرّد عليها". ولما لم يجد رداً جهّز الفرق التي قامت بالهجوم على عمارة الصحف اليهودية في القدس ومبنى الوكالة اليهودية وعدّة مراكز في حيفا، فوقف اليهود عن عملياتهم الشنيعة.
وبدأت شرارة ثورة 1936في 15 نيسان/أبريل إثر مقتل يهوديّين وجرح آخر في كمين نصبه رجال عبد القادر لقافلة يهودية على الطريق العام بين نابلس وطولكرم. وفي اليوم التالي ردّ الصهاينة باغتيال فلسطيني في الطريق بين ملبس وعنابا.
وتشير بعض المصادر إلى أن عبد القادر كان أول مَن أطلق النار إيذاناً بإعلان ثورة 1936. فشكّل «منظمة الجهاد الإسلامي»، وقد ضمّت جميع التنظيمات السرّية الفلسطينية، وأصبح قائدها، فهاجم في 6 أيار/مايو من السنة نفسها ثكنة بريطانية في شمال غربي القدس، ثم انتقل من هناك إلى منطقة القسطل، وعمّت الثورة بعدها جميع الأراضي الفلسطينية، كما نجح عبد القادر في إلقاء قنبلة على منزل السكرتير العام لحكومة فلسطين، ثم قنبلة أخرى على المندوب السامي البريطاني، وبعد ذلك قام بعملية اغتيال للميجور «سكرست» وهو مدير بوليس القدس.
وفي إحدى معاركه في بيت لحم تمكّنت القوات البريطانية من أسره، لكنه نجح في الفرار من المستشفى العسكري في القدس بفضل رفاقه الذين هربوا به إلى دمشق، حيث أكمل علاجه، ثم عاد إلى فلسطين عام 1938، ليتولّى ثانية قيادة الثوّار في القدس، ونجح في القضاء على فتنةٍ قام بها الانتداب البريطاني لإحداث الفرقة بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين.
وخاض الحسيني معركة الخضر الشهيرة التي أدّت إلى إصابته إصابة بالِغة في عام 1939، فنقله أصدقاؤه إلى المستشفى الإنكليزي في الخليل، ثم نُقل إلى سوريا ولبنان وصولاً إلى العراق، فعمل هناك مُدرّس رياضيات في مدرسة عسكرية، والتحق في أول نيسان/أبريل سنة 1940 بدورة ضبّاط في الكليّة العسكرية مدّتها ستة أشهر. وكان من المؤيّدين لثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق عام 1941، وكان يشارك في القتال ضد القوات البريطانية، ما أدّى إلى اعتقاله لمدة ثلاث سنوات، وتم الإفراج عنه في عام 1943، بتدخّلٍ من الملك عبد العزيز آل سعود، فأقام في السعودية لمدة عامين.
مع بداية عام 1944 غادر عبد القادر الحسيني السعودية سرّاً إلى ألمانيا لتلقّي دورة عسكرية "على صُنع المتفجّرات وتركيبها" وقد أعطاه تخصّصه في دراسته الجامعية في قسم الكيمياء خبرة فى التعامُل مع المُتفجّرات. وعاد بعدها إلى السعودية، وانتقل منها عام 1946 إلى مصر، التي لم تُحسِن حكومتها برئاسة إبراهيم عبد الهادي استقباله، لا في المطار، ولا أثناء إقامته. وظلّ شبح المُضايقات والإبعاد يلاحقه حتى عام 1947، حينما دخلت القضية الفلسطينية في منعطفٍ حاسمٍ وخطيرٍ. فأعدَّ خطة للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، فنظّم عمليات للتدريب وقام بتسليح المقاومين، كما أنشأ معسكراً سرّياً مع قوى وطنية مصرية وليبية، وقام بتدريب عناصر مصرية شاركت في حملة المتطوّعين بحرب فلسطين وحرب القناة ضد الاحتلال البريطاني.
وبمساعدة المشايخ والزعماء في فلسطين وبتمويلٍ من مفتي فلسطين أمين الحسيني، أنشأ محطة لاسلكية في مقرّ القيادة في "بيرزيت"، وأوجد سُبلاً لإقامة اتصالات سرّية لنقل المعلومات، وجنَّد فريقاً للمخابرات يقوم بجمْع المعلومات والبيانات عن إسرائيل وأنشأ معملاً لإعداد المُتفجّرات، ومعسكراً للتدريب.
معركة القسطل
القسطل قرية عربية تقع على بُعد عشرة كيلومترات غربي القدس، وتشرف على طريق القدس يافا الرئيسة من جهة الجنوب الغربي. وتتميّز بموقعها الاستراتيجي لسهولة الحماية والدفاع عنها. فسقوط القسطل يُشكّل بداية لخطة يهودية لاحتلال الجزء الأكبر من فلسطين. ومن هنا فقد سعى الصهاينة إلى احتلالها في إطار خطتهم لفتح الطريق إلى القدس. وقد خصّصوا خمسة آلاف من أفراد الهاجاناه والبالماخ والأرجون وشتيرن لتنفيذ الخطة، وتم تسليحهم بأسلحة حديثة وصلت للصهاينة من تشيكوسلوفاكيا.
في هذا الوقت غادر عبد القادر القدس في أواخر آذار/مارس 1948 إلى دمشق للاجتماع مع اللجنة العسكرية التابعة للجامعة العربية، آملاً في الحصول على دعم عسكري لمواجهة الأسلحة الحديثة التي بيد الصهاينة. وفور وصوله إلى اجتماع الجامعة العربية وردت أنباء عن سقوط القسطل بأيدي الصهاينة. ودار الحوار التالي بين عبد القادر ومسؤولي اللجنة، بحضور عبد الرحمن عزام الأمين العام للجامعة العربية، ورياض الصلح رئيس وزراء لبنان، والحاج أمين الحسيني، التفت اللواء الركن إسماعيل صفوت (رئيس اللجنة العسكرية العربية) للقائد عبد القادر وقال له: "ها قد سقطت القسطل، عليك أن تسترجعها يا عبد القادر، وإذا كنت عاجزاً عن استرجاعها فقل لنا لنعهد بهذه المهمة إلى القاوقجي".
فغضب عبد القادر وأجابه قائلاً: "يا باشا القسطل كلمة مأخوذة من الإفرنجية ومعناها الحصن وليس من السهل فتح الحصن بالبنادق الإيطالية والذخيرة القليلة التي بين أيدينا. أعطني السلاح الذي طلبته منك وأنا استردّها. لقد كانت خطّتي إلى الآن أن أحاصر القدس والمستعمرات اليهودية وباب الواد، وأن أمنع وصول النجدات والمؤن إلى اليهود، ونجحت هذه الخطة حتى أن اليهود شرعوا يموتون رجالهم بالقدس وفي المستعمرات بالطائرات، وأما الآن فقد تطوّرت الحال وأصبح لدى اليهود مدافع وطائرات ورجال وليس باستطاعتي أن احتل القسطل إلا بالمدافع. أعطني ما طلبت وأنا كفيل بالنصر".
فقال له الباشا: "شونو عبد القادر؟ ما آكو مدافع؟"
وقال له الشراباتي وزير الدفاع (السوري): "إذا احتل اليهود القدس فسنأتي ونخرجهم منها، أو نُقتل فيها".
وعندها رمى عبد القادر بالخارطة في وجه الباشا والوزير، وقال بصوتٍ سمعه الحاضرون "أنتم خائنون، أنتم مجرمون. سيسجّل التاريخ إنكم أضعتم فلسطين. سأحتل القسطل وسأموت أنا وجميع أخواني المجاهدين. وسأقتحمها وسأحتلها ولو أدى ذلك إلى موتي، والله لقد سئمت الحياة وأصبح الموت أحبّ إليّ من نفسي من هذه المعاملة التي تعاملنا بها".
وتوجّه عبد القادر مباشرة بعد ذلك إلى القدس ووصل القسطل، حيث أعاد تنظيم صفوف المجاهدين. ثم دخل في معركة طاحِنة دامت أربعة أيام مُتتالية من 4 إلى 8 نيسان/أبريل، تمكّن خلالها المجاهدون من السيطرة على القسطل، واستشهد الحسيني في الثامن من أبريل عام 1948، ما كان له أثره السلبي في نفوس المجاهدين فزعزع ذلك من موقفهم، فاستغلّ الاحتلال الفرصة وشنّ هجوماً معاكساً تمكّن من خلاله احتلال منطقة القسطل مرة أخرى، وتشبّث بها. وقد دُفِن الحسيني بالقرب من ضريح والده في باب الحديد، واُطلق عليه "بطل القسطل".
ولما خرج الجميع غداة اليوم التالي في 9 نيسان /أبريل لتشييع عبد القادر الحسيني أبت قوات الاحتلال إلا أن ترتكب مجزرة أخرى فعمدت إلى مهاجمة قرية دير ياسين وارتكبت مجزرة مارست فيها أبشع أنواع التعذيب والقتل والحرق.
ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك التحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]