عبير شرارة للميادين نت: تيم حسن "باله طويل" ومنى واصف "حنونة"
شاركت في مسلسل "الهيبة" بجزأيه الرابع والخامس.. ماذا تقول عبير شرارة عن علاقتها بالفنان تيم حسن والفنانة منى واصف؟ ولماذا تركت تلفزيون لبنان؟
حين تُقابلها تكتشف في باطنها وسريرتها شخصيةً محبَّبة. ذخيرتها الثقة بالنفس أوّلاً. في المقابل، تحمل بعض ملامح شخصية "الست ثريا" في مسلسل "الهيبة" الذي يُعرَض في جزئه الخامس حالياً على شاشة MBC.
عبير شرارة "متحدّثة صريحة"، كما تصف نفسها. مثقّفة لبنانية تفضّل أحياناً التعبير بالمفردات الشعبية والواقعية التي يفهمها ويستعين بها الشارع، وإعلامية ناجحة، وشاعرة وكاتبة أنيقة على أُهْبَة الخيال.
في ظهورها في مسلسل "الهيبة" أثبتت شرارة موهبتها الفنية التي فاجأت الكثيرين. على الرغم من أنّ خبرتها قصيرة جداً في هذا الفضاء الإبداعي، إلاّ أنها تُعطي بأدائها انطباعاً للمتلقّي أو المتابع الحاذق والضليع بأنها وكأنّها طويلة الباع في فلك التمثيل، ما يؤكّد كفاءتها العالية التي خوّلتها الوقوف أمام النجم السوري والعربي تيم حسن ظافرةً بأمانيها ومرادها على هذا المستوى. في عالم الفن عتادها أيضاً الكاريزما وجديّتها في اقترانهما بتميّزها المتمظهر راهناً في إطلالاتٍ مكثّفة خاطفة كالومضة تُعشّش في الذاكرة.
عن أسباب مغادرتها "تلفزيون لبنان" بعد أكثر من 6 سنوات من تقديمها لبرنامجها الثقافي الحواري "خوابي الكلام"، واستمرارها حالياً في مسلسل "الهيبة"، وعلاقتها بنجومٍ من وزن تيم حسن و"السنديانة" السورية منى واصف، وعالم الكتابة في "تحويره" لصالح السيناريو، وأمورٍ أخرى، التقت الميادين الثقافية عبير شرارة في إطار محادثة واسعة ومتنوعة.
تقول عبير شرارة إنّ مشاركتها في الجزء الرابع من مسلسل "الهيبة" - "الهيبة/ الرد"، من كتابة مجموعة من الكُتّاب وإخراج سامر البرقاوي والإنتاج لشركة "صبّاح إخوان" وقد عُرض على Mbc وعدد من القنوات العربية- "كانت تجربة تُظهر للإنسان أشياء لا يعرفها في نفسه. بل إنّ الناس يعرّفونه بنفسه فيها".
وأردفت: "رأى فيَّ سامر البرقاوي ربّما شخصية امرأة قوية وعرض عليَّ دور "الست ثريا" حيث أكون اليد اليمنى لزيدان (مافيا). إنها امرأة ذات سلطة. استطعت أن أؤدّي الدور بكل أمانة، وبالنسبة لي فإنّ أيّ عمل في أيّ مجال هو أمانة والتمثيل كذلك. وقد ساعدني أشخاص في دورات تمثيل، مع مساعدة المخرج أيضاً ومشاهدي كانت مع الأستاذ تيم حسن وأيضاً مع الزميل عادل كرم، وكان لدي مشهد مع ديما قندلفت. هذا الدور الذي أحببتُه يشبهني، أي المرأة القوية التي تحاول في وسَطها وهي محاطة بكل هؤلاء الرجال أن تثبت نفسها دائماً إنْ على صعيد الرأي أو في التصرّف. كانت مَشاهدي ناجحة الحمد لله، لا سيّما الحلقة 30 حيث كان يجمعني مع النجم تيم حسن المشهد الأخير لي في هذه الحلقة (30). برأي الجمهور نجحت أيضاً. "الهيبة" حقّق لي شهرة في العالم العربي وعرّف الناس بعبير الممثّلة على مستوى واسع. ميّزني صوتي في المسلسل لأنني كنتُ أؤدّي بصوتي أيضاً. جزءٌ من التمثيل هو الأداء والحركات والوجه وكل التعابير، لكن جزءاً من دوري كان الصوت، وصوتي فيه قوّة واستعمالٌ للجُمَل بشكلٍ صحيح. الممثّلون يعطوننا أيضاً حيّزاً من القوّة مثل الأستاذ تيم الذي منحني مسؤولية الوقوف أمامه. بالنسبة لي، المشهد الأخير كان المشهد الأوّل الذي صُوِّر. المخرج وتيم حسن كانا مسرورَيْن جداً وأنا كنت سعيدة".
أما عن تأثير مشاركتها في "الهيبة" فأكّدت لنا شرارة أن أحداً طوال السنة لم ينادِها بإسمها "عبير" بل بإسم "الست ثريا"، ما يعني أنّ الناس أحبّوا الشخصية وتابعوها، وهو "ما انعكس بشكلٍ إيجابيّ ولم أمُت في الجزء الرابع. أُكمل معهم في الجزء الخامس "الهيبة- جبل" (على إسم "جبل" / تيم حسن). أنا ضيفة شرف في دوري حيث أكون مختبئة في السجن بشكل آخر بشعر قصير وأقول ما أقوله عن المجرمين الخمسة تحت يدَيْ "الختيار" الذي لم يُعرَف بعد. أَخرج من السجن ودوري يتابع في الحلقة 21. التمثيل عالم آخر فيه إبداع ومسؤولية، عالم وَسْط عالم، إنها شخصيات من الخيال نحاول تجسيدها في الواقع. نخرج من ذواتنا لدخول الشخصية التي نقدّمها، وهذا ما قد حدث معي. لدخول شخصية "ثريا" في شكلي وأدائي استغرق الأمر وقتاً وجهداً لأعود وأخرج منهت، ثم لأعود للدخول في الشخصية في الجزء الخامس. كان لديّ دائماً خوف لأنني كنت حريصة على تأدية الدور بطريقة صحيحة من دون أن أتعرّض للنقد، حتى لا يُقال: "ما الذي أتى بالمذيعة إلى عالم التمثيل؟"، وهم لا يدركون أن عالم التلفزيون هو عالم واحد والكاميرا واحدة لكن أدوارنا تختلف".
وتتابع شرارة: "الناس لا يعرفون أنّ الإعلامي أمام الشاشة في جزء منه هو ممثّل لأننا لا نستطيع الظهور على التلفزيون بشخصياتنا الحقيقية، بل بأخرى نقدّمها للناس تبعاً للبرنامج. كنت أقدّم برنامجاً ثقافياً، وفي مكان ما قدّمت المرأة التي ربَّيتُها فيّ. المرأة التي عشقتْ التلفزيون منذ صغرها. قدّمتُ "خوابي الكلام" الرصين وهو مساحة للضيف المبدع لكي يعرّف بنفسه. وكان هذا بمثابة تمثيل أمام الكاميرا. "تلفزيون لبنان" مؤسّسة فتحت أبوابها لي ولنجوم كثيرين. الإعلام رسالة والثقافة حاجة في كل التلفزيونات. 6 سنوات أو أكثر من الصراع لاستمرار هذا البرنامج".
وعن أسباب مغادرتها "تلفزيون لبنان" أوضحت شرارة لــ "الميادين الثقافية" قائلة إنّ استمرار أيّ برنامج متعلّق بالميزانية وبالمساعدين والناس المتفهّمين والداعمين: "غادرت لأنّ الآفاق لم تعد موجودة. البرنامج يحتاج إلى أن يتطوّر وإلى ميزانية. لا أستطيع أن أقدّم البرنامج وأن أُعِدَّه وأن أبحث عن الضيوف في الوقت عينه. بصراحة هناك من لم يكن داعماً للبرنامج ولاستمراري بشكلٍ خاص، لا أريد أن أتحدّث عن أسماء. وجدنا وواجهنا عوائقَ أمامنا".
وتعقيباً على سؤالنا حول إذا ما كان رحيل والدها بلال شرارة قد أثّر على هذا الصعيد قالت: "طبعاً، أثّر ذلك على طريقة تعامل الآخرين معي. أنا عنيدة وأدرك أنّ الحقّ معي وطموحي ليس الظهور بل أن أطوّر من أجل هذه المؤسّسة، وأنا بحاجة إلى إطلاق هذه المادة بشكلٍ أفضل. عندما وجدت في مكان ما أنّ هذه المادة سوف يُنتقص من قيمتها انسحبت على أمل أن يصبح هناك ذلك التجدّد في هذه المؤسّسة التي أحترمها كثيراً ودائماً أقول إنها كانت فاتحة خيرٍ عليّ، وإبراهيم الخوري تحديداً رحمه الله هو الذي منحني هذه الفرصة. بمجهودي وصلت إلى هنا وانسحبت لأنّني أرى البلد بوضع مأزوم وقد مرّ بفترة جائحة "كورونا". بعض الضيوف كانوا يرفضون الظهور على التلفزيون وكان البعض يطلب أيضاً المال مقابل الظهور على الشاشة، فشعرتُ بأنّ الأستديو بحجم جَيْب البنطال، وفي وقت البثّ المباشر قُطع البثّ المباشر عليّ من دون أن أعرف السبب!... فانسحبتُ بكل ذوق ولم أبلّغ، وصرّحتُ لوسائل الإعلام إنها كانت تجربة جميلة وناضجة وقد نجوتُ بأعجوبة! لا أساوم، فإمّا أن أبقى في المستوى ذاته وأرتفع، وإمّا أن أرحل".
أما عن علاقتها بالنجم تيم حسن من خلال "الهيبة" بدءاً من الجزء الماضي، فقالت عبير شرارة إنّه محترم ووجوده على الشاشة بهذه النجومية يعكس خلفيّته خلف الكاميرا.
"تيم حسن يحترم النجوم في العمل والممثّلين ويُعطي رافعة للآخرين وهو طويل البال. أحياناً يرتجل إضافات جميلة على جُمَله هو، وقْعُها خفيف الظلّ فأتفاجأ أثناء قراءتي لدَوْري. كل تركيز تيم حسن متمحور حول ما يقدّمه: يتابع المَشاهد لمعرفة إذا ما كان هناك أيّ خطأ ويُصغي للمخرج ويحترم الصغير والكبير، ما يؤثّر عليَّ أنا في العمل. أما عادل كرم، فهو خفيف الظلّ. الجوّ إيجابي في "الهيبة"، وراء الكواليس تسوده المحبّة، والشركة كريمة على الممثّلين وكريمة أيضاً وراء الكواليس وتقدّم كل طاقاتها.
وعن الفنانة منى واصف فأكّدت عبير أنها "تتميّز بالعطاء ومثلما تظهر على الشاشة بجبروتها وحنانها الكبير جداً فهي كذلك بالفعل في الحياة، وهي محترمة وتعطي الناس قيمتهم".
أما سامر البرقاوي، فهو مخرج رائع جداً – على حدّ تعبير عبير- وقليل الكلام، "يركّز على عمله ويهمّه نجاح العمل وكل فريق العمل، لا البطل فحسب. ثمّة مناخٌ من الألفة مريح، ما يساعد الممثّلين. أدّيتُ دوري بشكلٍ صحيح لأنني كنتُ محاطة باهتمام وباحترام وأنا سعيدة جداً لأنهم طلبوا حضوري في الجزء الخامس".
تمثلت تجربة عبير شرارة الأولى في التأليف الدرامي في مسلسل "أنا" (على "شاهد VIP")، إخراج سامر البرقاوي وإنتاج "صبّاح إخوان" (بطولة تيم حسن ورولا بقسماتي ورزان جمّال).
"إنها تجربتي الأولى في خلق عالمٍ وشخصياتٍ ومكانٍ وزمان: أنا امرأة أعيش في الخيال. استثمرتُ كتابة الشعر وبعض المقالات الصحفية و"حوّرتُ" هذه الكتابة من عالم الشعر والأفضية الأخرى لصالح السيناريو. الشركة منحت فرصاً كثيرة للشباب، أشكرها وتجربتي رائعة وممتعة، إن شاء الله أكمل فيها"، مؤكّدةً أنها تكتب حالياً سيناريو جديداً.
وردّاً على سؤلنا عن كيفيّة تعريفها غير الكلاسيكي بنفسها قالت عبير إنها ترى نفسها أمّاً أوّلاً لشابين وسيمين جداً، وتعتبر أنها ظُلمت في هذا العالم. إنها أمٌّ لا تمارس أمومتها حالياً "أمٌّ مع وقف التنفيذ" لأنّ ولدَيْها يعيشان في بريطانيا مع والدهما منذ 11 سنة. ثمة تخبّط داخل عبير لأنها تبحث عن نفسها: "عن عبير التي تعيش تشرذماً في مكانٍ ما". تؤكّد إنها امرأة تعيش في عالمٍ خيالي يشبهها وتحبّه كثيراً، علماً بأنّها واقعية في رصدها لواقعٍ فيه ظلم للمرأة وللمبدع(ة) بشكلٍ عام. تحلم شرارة بإنصاف المرأة والأمّ في العالم العربي ولبنان، كي تنال حقوقها. طموحها أن تستمرّ محقّقة نجاحات على صعيد إسمها وفي الكتابة.
وتختتم عبير شرارة حديثها إنّ الإعلام بالنسبة لها هو فكرة ومشروع كالثقافة تماماً، ومثل فلسطين التي تقول عنها إنها فكرةٌ ومشروع، وعليها أن تبقى، وكل ذلك في نظرها لا يتجزّأ، أي أن تعود فلسطين لأصحابها وناسها، وأن يستعيد الإعلام دوره وموقعه وموضوعيّته واحترامه. وذلك لأنه يمثّل واجهة البلاد والشعوب، كما أنّ الثقافة واجهة البلاد والحضارة. "أتمنّى ذلك لثلاثية الإعلام والثقافة وفلسطين لأنني أعتبرها حقاً مشروعاً لأصحابها وأتمنّى ألا ينساها الناس وألا تنساها البلاد، وأتمنّى ألا ينسوا أيضاً أنّ الثقافة والإعلام كذلك لأنّ الإعلام هو الوجه المتكلّم بإسم البلاد".