حربٌ على المعدات الطبية
يخوض العالم حرباً من نوع جديد هذه الأيام؛ حرباً لم يشهدها من قبل. عادةً ما يكون رابح المعركة هو من يملك السلاح والعتاد العسكري. لكن اليوم، في معركة العالم مع فيروس كورونا، الرابح هو من يملك الوعي والمعدات الطبية.
تواجه معظم الدول نقصاً حاداً في الكمامات الطبية وغيرها من معدات الحماية، ما يشكل خطراً في المقام الأول على الطواقم الطبية. وإزاء هذه الأزمة العالمية، تجري منافسة شرسة بين الدول للاستحصال على هذه اللوازم الثمينة، تصل إلى حد احتجاز وسرقة شحنات، أو تحويل وجهتها.
احتجاز، سرقات أو قرصنات ضخمة حصلت بين دول كبرى حول العالم. هنا، السارقون ليسوا مافيات أو قراصنة. إنهم دول وحكومات. هذا الأمر كان له تداعيات كبيرة بين الدول، واللافت أن بعض هذه الدول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلا أن مخاوف انتشار الفيروس الفتّاك لم تردعهم عن السرقة.
السرقات المحلية كثيرة، ويصعب إحصاؤها، ذكرنا بعضاً منها في الخريطة المرفقة، وقمنا برصد السرقات التي تمت على مستوى الدول.
الجشع في المقام الأول، ثم الفقر، الخوف، الإغلاق الشامل، وقف الأعمال.. عوامل كانت غطاءً وسبباً لقيام الكثيرين بمحاولة السطو على المعدات ووسائل الحماية الطبية، ولكن الأنانية التي اتسمت بها بعض الدول من خلال قيامها بالقرصنة في هذه الأوضاع لم تكن مفهومة أو مبررة.
يظهر الرصد أن أكثر السرقات سُجلت في دول أوروبا وأميركا؛ القارتين اللتين انتشر فيهما فيروس كورونا على نطاق واسع، وسجّلت آلاف الوفيات ومئات الآلاف من الإصابات، هذا على الرغم من كون هذه الدول الأكثر ثراءً، وربما "تحضراً"، بحسب ما تدعي.