لماذا على العالم تعزيز الصحة النفسية؟
كل 40 ثانية، يفقد شخص حياته بالانتحار. رقم مهول أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية مؤخراً، لتفتح الباب على آلاف التساؤلات حول الأسباب التي أوصلت 800 ألف شخص للانتحار سنوياً، والتي يعدّ الاكتئاب أبرزها.
10 تشرين الأوّل/ أكتوبر، يحتفي العالم باليوم العالمي للصحة النفسية، فاختارت المنظمة "التركيز على منع الانتحار" سِمة أساسية لهذا اليوم.
ففي الوقت الذي يُعد الانتحار ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة في أوساط الشباب بين 15 و29 عاماً، وفيما يعاني نحو 400 مليون شخص من جميع الأعمار في العالم من الاكتئاب، يتلقّى مجال الصحة النفسية حالياً أقل من 1% من المساعدات العالمية، ولم يعتمد سوى 38 بلداً حتى الآن استراتيجية وطنية لمنع الانتحار، فيما لا تزال الصحة النفسية مسألة ثانوية في الكثير من دول العالم، خاصة في دول الصراعات.
وتتحمّل الدول والحكومات مسؤولية كبيرة في تعزيز الصحة النفسية لمواطنيها، بينما من المتوقع أن ترتفع كلفة الأمراض النفسية إلى 6 تريليونات دولار بحلول عام 2030. في الوقت نفسه، كثير منّا خسروا أحباء لهم انتحاراً، من دون أن يعلموا أن كلمة جميلة أو مساعدة صغيرة قد تسهم في منعهم من إنهاء حياتهم. كثير منّا يهمل صحته النفسية ويتجنب زيارة المعالج خوفاً من أن تلتصق به صفة "المرض النفسي" أو "الجنون".
انطلاقاً من ذلك، يهمّ موقع الميادين تسليط الضوء على هذه الظاهرة، وعلى قضية الصحة النفسية عموماً، حتى لا يخسر العالم أناساً إضافيين، لم يجدوا يداً تمسك بهم أو اضطربت عليهم طرقاتهم، فاتخذوا قرارهم بالمضيّ... انتحاراً.