مستشفيات لبنان تطلق الصرخة: المرضى سيموتون إذا لم يتأمن المازوت

في ظل الأزمة الحادة التي يعيشها لبنان وعدم توافر الوقود وخاصة مادة المازوت المشغلة للمولدات الكهربائية، مستشفيات لبنان تطلق صرختها لتأمين هذه المادة التي في حال لم تتوفر فسيموت المرضى داخل المستشفيات خلال ساعات.

  • مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت تطلق الصرخة وتحمّل المسؤولين اللبنانيين من موت مرضاها
    مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت تطلق الصرخة جراء الاقتراب من نفاذ مادة المازوت

تتفاعل أزمة المحروقات في لبنان، وخاصة مع بدء نفاد مادة المازوت من الخزّانات في معظم المناطق اللبنانية حالياً، وتضيّق بأزمتها الخناق على كلّ القطاعات الحيويّة. إلا أن نفاد هذه المادة في القطاع الصحيّ باتت تشكل خطراً على أرواح العديد من المرضى داخل المستشفيات، وخاصة مرضى العناية الفائقة، الذين يعيشون على أجهزة التنفس الاصطناعي، إضافة إلى مرضى غسيل الكلى والسرطان.

مستشفيات عدة في مختلف المناطق اللبنانية أطلقت الصرخة مع اقتراب نفاد مخزون المازوت في خزاناتها لتشغيل المولدات الكهربائية، لعلاج المرضى، في ظل غياب كهرباء الدولة منذ أشهر. 

المستشفيات كانت قد أطلقت صرختها منذ مدّة، محذّرةً من نفاد كميّات المازوت لديها التي يصعب إيجادها في الأسواق، نتيجة الاحتكار والسوق السوداء، ما يهدّد القطاع الصحي بكارثة، في الوقت الذي يشهد لبنان انتكاسة كبيرة في مواجهته لانتشار الموجة الرابعة من فيروس كورونا، وعودة الارتفاع في عدّاد الإصابات والوفيّات.

فقد أعلن المركز الطبي في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت في بيان اليوم السبت، أنه "يواجه كارثة وشيكة قد تسبب الإغلاق القسري المحتمل، اعتباراً من صباح بعد غدٍ الاثنين نتيجة انقطاع الوقود. ما يعني أن أجهزة التنفس الاصطناعي وغيرها من الأجهزة الطبية المنقذة للحياة ستتوقف عن العمل، وسيموت على الفور 40 مريضاً بالغاً و15 طفلاً يعيشون على أجهزة التنفس. إضافة إلى 180 مريضاً يعانون من الفشل الكلوي، سيموتون بالتسمم بعد أيام قليلة من دون غسيل الكلى. كما سيموت المئات من مرضى السرطان، البالغون منهم والأطفال، في الأسابيع والأشهر القليلة اللاحقة من دون علاج مناسب".

ووجه بيان المستشفى نداءً عاجلاً إلى الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة ووكالاتها من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وإلى جميع الوكالات والمنظمات القادرة على المساعدة، مناشداً إياهم تزويد المستشفى بالوقود الكافي قبل أن يضطر إلى الإغلاق في غضون أقل من 48 ساعة المقبلة.

وحمّل البيان "الحكومة اللبنانية والمسؤولين في الدولة اللبنانية، المسؤولية الكاملة عن هذه الأزمة والكارثة الإنسانية، وعن أي حادثة ضرر أو وفاة ناجمة من عدم أمكانية تقديم الرعاية الطبية للمرضى".

وقبل يومين، أطلقت مستشفى المقاصد في بيروت صرختها، محذّرة من أن مخزون المازوت لديها يكفي لـ48 ساعة فقط.

وأوضح المدير العام التنفيذي للمستشفى أن هناك انقطاع شبه كامل للكهرباء في منطقة طريق الجديدة التي تتواجد فيها المستشفى، والتي لم تعد قادرة على تقديم الخدمات الطبية للمرضى لديها.

بدوره، حذّر مدير مستشفى بهمن في ضاحية بيروت الجنوبية، من أنه إذا لم تتأمّن كميات كافية من مادة المازوت سريعاً، فإن المستشفى سيواجه خطر انقطاع الكهرباء الشامل، الأمر الذي سيشكل خطراً على حياة المرضى. 

وأشار إلى أن "البديل كارثي"، وأنه يستحيل نقل المرضى إلى مستشفيات أخرى، لأنه لا قدرة استيعابيّة لديها كي تستقبل المزيد من المرضى من الخارج.

وفي السياق، أكد نقيب المستشفيات في لبنان سليمان هارون تبلّغه نفاد المازوت من مستشفيات عدة، منها مستشفيي قرطباوي والحياة. 

وقال هارون إنه "حتى اللّحظة ما من حلول في الأفق على الرغم من المساعي، ويجري البحث في نقل المرضى إلى مستشفيات أخرى، ما لم يتوفّر المازوت خلال ساعات"، مضيفاً أنه في باقي المستشفيات، فإنّ المخزون لا يكفي لأكثر من أيام قليلة قادمة.

وحذّرت نقابة المستشفيات في لبنان، في وقت سابق من "كارثة صحية" جراء الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، وعدم توفر مادة المازوت لتشغيل المولدات الكهربائية. 

ويغرق لبنان حالياً في أزمة اقتصادية متمادية بسبب الفساد المستفحل في الدولة، وانهيار الليرة اللبنانية أمام ارتفاع أسعار الدولار، حيث رجّح البنك الدولي الشهر الماضي أن تكون أزمة لبنان الاقتصادية من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ عام 1850.