كورونا قلّص عمر البشر عامين
تقرير لمنظمة الصحة العاملية يرى أنّ معدل العمر للإنسان في العالم انخفض بين عامي 2019 و2021 بمعدل عامين خلال جائحة كورونا ومحا سنوات من التقدّم، وأنه كان سبباً رئيسياً للوفاة.
قالت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في تقرير إنّ متوسط العمر المتوقّع للإنسان انخفض بنحو عامين خلال جائحة (كوفيد-19)، ما أدّى إلى القضاء على عقد من التقدّم في مجال الصحة.
ووجد تقرير الإحصاءات الصحية السنوي أنه بين عامي 2019 و2021، انخفض متوسط العمر المتوقّع العالمي (1.8 عاماً) إلى (71.4 عاماً)، وهو المستوى نفسه الذي كان عليه في العام 2012.
وقدّرت دراسة سابقة نُشرت في مجلة "لانسيت" في آذار/مارس الماضي، أنّ متوسط العمر المتوقّع العالمي قد انخفض بنحو (1.6 عاماً) خلال الجائحة.
وأظهر تقرير المنظمة أنّ الانخفاض أظهر أنّ المكاسب الصحية "هشة"، حيث أدّى (كوفيد-19)، إلى محو سنوات من التقدّم.
وقالت الدكتورة سميرة أسماء، المديرة العامة المساعدة لمنظمة الصحة العالمية للبيانات والتحليلات وتقديم النتائج من أجل التأثير، في مؤتمر صحافي: "هذه هي ورقة التقرير العالمي حول الصحة، والخلاصة، أننا نفشل".
واعتمدت الأمم المتحدة عام 2015، 32 هدفاً من أجل التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة منها: خفض معدل وفيات الأمهات في العالم إلى أقل من 70 لكل 100 ألف ولادة حية، إنهاء وفيات الأطفال دون سن الخامسة التي يمكن الوقاية منها، إنهاء أوبئة الإيدز والسل والملاريا وغيرها من الأمراض.
وعلى الرغم من التقدّم في بعض الجوانب، إلّا أنّ خبراء منظمة الصحة يقولون إنّ الأرقام "غير مقبولة"، فعلى سبيل المثال تموت كل دقيقتين امرأة لأسباب تتعلق بالأمومة، أي ما يعادل 800 حالة وفاة كل يوم. كما أنّ العالم خارج المسار الصحيح لتحقيق أهداف منظمة الصحة العالمية المتمثلة في تمكين مليار شخص إضافي من الوصول إلى التغطية الصحية الشاملة، والحصول على حماية أفضل من حالات الطوارئ الصحية.
ورأى التقرير أنه من المتوقّع أن يحصل نحو 585 مليون شخص آخر على الرعاية الصحية من دون تكبّد تكاليف "كارثية" بحلول عام 2025، بينما من المتوقّع حماية نحو 777 مليون شخص آخر من حالات الطوارئ الصحية بحلول عام 2025. ورغم أن كِلا الرقمين يعكسان التقدّم، إلا أنهما يقصّران عن هدف المليار.
ومع ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية إنه من المتوقّع أن يعيش 1.5 مليار شخص إضافي حياة أكثر صحة بحلول عام 2025، محذّرةً من أنّ التسارع في جميع المجالات الثلاثة ضروري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الأوسع بحلول عام 2030.
ووجد المؤلفون أنّ معظم المؤشرات الصحية تتحرّك في الاتجاه الصحيح على مستوى العالم على الرغم من قصرها عن تحقيق الأهداف.
أسباب الوفاة
وجد تقرير منظمة الصحة العالمية هذا العام أنّ كورنا (كوفيد-19)، كان سبباً رئيسياً للوفاة، حيث احتل المرتبة الثالثة من حيث أعلى سبب للوفيات في عام 2020 والثاني في عام 2021.
مات ما يقدّر بنحو 13 مليون شخص خلال الوباء، وأصبح الفيروس بشكل ملحوظ السبب الرئيس للوفاة في الأميركيتين خلال هذين العامين.
قبل وباء كورونا، كانت الأمراض غير المعدية مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والخرف والسكري سبب الوفاة الأكبر. وفي حين انخفضت هذه الأمراض خلال سنوات الوباء، إلا أنها لا تزال مسؤولة عمّا يقرب من 80% من الوفيات غير المرتبطة بـ (كوفيد-19).