قصة مستشفى أطفال غزة... احتلال لا يأبه للمواثيق الإنسانية

استشهد أكثر من 500 طفل فلسطيني في قطاع غزة وأُصيب 1600 آخرون، منذ العدوان الإسرائيلي، على ما أعلن مسؤول في منظمة الأمم المتحدة للطفولة.

  •  قصة مستشفى أطفال غزة...  احتلال لا يأبه للمواثيق الدولية
    الاحتلال يستهدف الأطفال في غزة

قال مدير مستشفى كمال عدوان في غزة، الدكتور أحمد الكحلوت، إن "تهديد العدو الإسرائيلي بإخلاء المستشفيات أمر ‏مستغرب جداً، ولأول مرة نُهدّد في غزة بهذه الطريقة التي تمس سلامة المرضى والمستشفيات".‏
وأردف لافتاً إلى أن "العدو الصهيوني يمكن أن يُقدم على تنفيذ هذه الجريمة، فقد عهدنا منه مثل ذلك من قبل".
وأضاف الكحلوت أن "مستشفى كمال عدوان يقع في مناطق شمال غزة، وهو المستشفى الوحيد الذي يقدّم خدمات طبية للأطفال والنساء والولادة، ونستقبل بعض الإصابات التي حدثت نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير".

وتابع أن "المستشفى يخدم نحو 450 ألف نسمة، ما يجعل من الصعب إخلاء مستشفى مثل هذا، لأنه لا بديل طبياً لهؤلاء الذين يقدّم لهم المستشفى خدمات طبية".

 وأشار الكحلوت إلى أن "كل المستشفيات تقريباً تلقّت هذا التحذير الغريب، مثل مستشفى كمال عدوان، والمستشفى الإندونيسي، ومجمع الشفاء الطبي، وهو أكبر مستشفى في قطاع غزة، ومستشفى العودة، وكذلك مستشفى الهلال الأحمر في الجنوب، لافتاً إلى أن مستشفى بيت حانون خرج عن الخدمة بسبب القصف".

وواصل أحمد الكحلوت: "لقد ناشدنا منظمة الصحة العالمية أن تضغط على الاحتلال لكي يسحب هذا التحذير والتهديد، إذ أن الاحتلال لا يأبه لهذه المواثيق الدولية ولا المناشدات الأممية ويضرب بها عرض الحائط".

وأكد مدير مستشفى كمال عدوان في غزة أن "المستشفيات تعاني حتى من قبل الأزمة الأخيرة من نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية بنسبة 40% تقريباً"، مذكّراً أن "الأزمة الأخيرة فاقمت من حدة هذا النقص بعد أن قاربت مخازن الوزارة على النفاد، والأشدّ خطورة من هذا هو نقص الوقود الذي قارب على النفاد تماماً ممّا سيجعل الخدمات تتوقّف على نحو كامل".

اقرأ أيضاً: أطفال فلسطين يكتبون وصاياهم مبكراً.. عن 17 حلماً منذ بداية 2023

واستشهد أكثر من 500 طفل فلسطيني في قطاع غزة وأُصيب 1600 آخرون، منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، على ما أعلن مسؤول في منظمة الأمم المتحدة للطفولة.

وأكد أن التأثير على العائلات والأطفال لا يتمثّل فقط في الوفيات والإصابات، وإنما أيضاً في "التأثير النفسي"، وتأثّرهم بانقطاع الإمدادات، في ظل منع دخول الإمدادات إلى قطاع غزة، وقطع المياه والكهرباء.
وفي سياق متصل، أكد رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" في فلسطين، المقيم في القدس، ليو كانز، أن "الوضع في غزة كارثي وأن المستشفيات مستنزفة".

وتابع كانز، في بيان ، قائلاً: "الجرحى يصلون بأعداد هائلة ويستمرّ تدفّقهم إلى جميع مستشفيات القطاع، والفرق الطبية منهكة لأنها تعمل على مدار الساعة لعلاج الجرحى".

وخلال الساعات الماضية، تركّزت الغارات الإسرائيلية على محيط مستشفى الشفاء ومستشفى القدس، وفق ما أفاد به مراسل الميادين في قطاع غزة.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: 50 ألف امرأة حامل في غزة يواجهن كابوساً

وألقى "جيش" الاحتلال الإسرائيلي قنابل مضيئة قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة، بحسب ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية. 

من جهته، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ مركبات إسعافه "لا تستطيع التحرّك من أمام مبنى مستشفى القدس، من أجل تلبية نداءات الاستجابة بسبب شدة القصف".

أما في مستشفى شهداء القدس، فبلغت حصيلة الضحايا الذين وصلوا إليه وحده 114 شهيداً، بينهم 37 طفلاً و44 امرأةً، فيما وصل 129 جريحاً، بينهم 40 امرأةً، و37 طفلاً.