عشرات ملايين الأطفال في خطر بسبب الحصبة

أعراض الحصبة حميدة في أغلب الأحيان، إلا أنّها يمكن أن تكون خطرة، إذ قد تؤدّي إلى مضاعفات في الجهازين التنفسي (التهاب رئوي) والعصبي (التهاب الدماغ) وخصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في حالتهم الصحية.

  • تقرير أممي: الحصبة تشكل تهديداً وشيكاً
    الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى 

كشف تقرير جديد مشترك لمنظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أن ما يقرب من 40 مليون طفل معرّضون بشكلٍ خطير لتهديد الحصبة المتزايد، مع انخفاض تغطية التطعيم ضد الحصبة بشكل مطّرد منذ بداية جائحة كوفيد-19.

 وقال د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية: "المفارقة هي أنه بينما تم تطوير اللقاحات ضد كوفيد-19 في وقت قياسي ونشرها في أكبر حملة تطعيم في التاريخ، تعطّلت برامج التحصين الروتينية بشدة. وخسر ملايين الأطفال اللقاحات المنقذة للحياة ضد الأمراض الفتّاكة مثل الحصبة."

في عام 2021، فوّت ما يقرب من 40 مليون طفل جرعة لقاح الحصبة: فوّت 25 مليون طفل جرعتهم الأولى وفوّت 14.7 مليون طفل جرعتهم الثانية.

وبحسب التقرير، فهذا الانخفاض هو نكسة كبيرة في التقدّم العالمي نحو تحقيق القضاء على الحصبة والحفاظ على هذا المكسب، ويترك ملايين الأطفال عرضة للإصابة.

وأضاف د. تيدروس يقول: "إعادة برامج التحصين إلى المسار الصحيح أمر بالغ الأهمية. وراء كل إحصائية في هذا التقرير طفل معرّض لخطر الإصابة بمرض يمكن الوقاية منه".

ومن بين البلدان التي لديها أكبر عدد من الأطفال غير المحصّنين ضدّ الحصبة نيجيريا والهند وجمهورية الكونغو الديموقراطية وإثيوبيا وإندونيسيا.

ووفقاً للتقرير فإنّ التقديرات تشير إلى أنّ عدد المصابين بالحصبة في 2021 بلغ 9 ملايين شخص توفي منهم 128 ألفاً.

والسنة الماضية تفشّت الإصابات بالحصبة في 22 دولة، غالبيتها في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وفي نيسان/أبريل الماضي حذّرت منظّمة الصحّة العالمية من أنّ حالات الإصابة بالحصبة المبلّغ عنها زادت بنحو 80% في الشهرين الأولين من عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقالت إليزابيث كوزينز، رئيسة "مؤسسة الأمم المتحدة"، إنّه "ما من وقت لنضيّعه. يجب أن نعمل بشكل عاجل لضمان وصول هذه اللّقاحات المنقذة للحياة إلى كلّ طفل".

والحصبة مرض فيروسي شديد العدوى لا علاج له، لكن يمكن الوقاية منه بجرعتين لقاحيتين.

وتسبّب الحصبة حمّى شديدة وطفحاً جلدياً، وتكون معدية خلال فترة أربعة أيام قبل ظهور الأعراض وبعده.

وعلى الرّغم من أنّ أعراض هذا المرض حميدة في أغلب الأحيان، إلا أنّها يمكن أن تكون خطرة في أحيان أخرى إذ قد تؤدّي إلى مضاعفات في الجهازين التنفسي (التهاب رئوي) والعصبي (التهاب الدماغ) وخصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في حالتهم الصحية.