دراسة: تلوث الهواء الناجم عن التكسير يُسبب وفيات مبكرة
باحثون من جامعة هارفارد يدرسون أكثر من 15 مليون حالة من الرعاية الطبية من الذين يعيشون في جميع مناطق التكسير الرئيسية، في دراسة تربط الوفيات المبكرة بسبب تلوث الهواء من التكسير الغازي.
يتداول سكان غرب بنسلفانيا والأطباء، منذ عدة سنوات، مخاوفهم في أن تكسير الغاز الأحفوري قد يتسبب في مرض الناس وربما يسبب سرطانات نادرة لدى الأطفال.
ووفقاً لموقع "انسايد كلايمت نيوز" فإن "دراسة جديدة أجرتها جامعة "هارفارد" الأميركية، ربطت التكسير الهيدروليكي بالوفيات المبكرة لكبار السن".
وذكر الموقع أن "فريق الباحثين من جامعة هارفارد نشروا دراسة تلقي باللوم على مزيج من الملوثات المحمولة جواً المرتبطة بما يعرف باسم تطوير النفط والغاز غير التقليدي. وذلك عندما تستخدم الشركات الحفر الأفقي والسوائل تحت الضغط لتكسير الصخور الجوفية لإطلاق الوقود الأحفوري من خلال عملية تعرف باسم التكسير الهيدروليكي".
ووجدت الدراسة أن "الأشخاص الذين يعيشون قرب الآبار وينابيع المياه ممن من العمر 65 عاماً أو أكثر، عرضة للوفاة المبكرة أكثر من غيرهم بنسبة 2.5%".
وأشارت الدراسة إلى أن "كبار السن الذين عاشوا في اتجاه رياح الآبار كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة مقارنة بأولئك الذين يعيشون عكس اتجاه الريح". مقارنة بالأشخاص الذين لم يتعرضوا للمرض. ولك يقم الباحثون في ورقتهم البحثية بتقدير العدد الإجمالي للوفيات المبكرة.
وبين المؤلفون إنها "الدراسة الأولى التي تربط معدل الوفيات بين أولئك الذين يبلغون من العمر 65 عاماً فما فوق بتلوث الهواء الناجم عن تكسير الآبار".
وقال زميل ما بعد الدكتوراه في قسم الصحة البيئية بالمدرسة والمؤلف الرئيسي للدراسة، لي لونجكسيانج، إن "النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أهمية النظر في المخاطر الصحية المحتملة لوضع (تطوير النفط والغاز غير التقليدي) بالقرب من منازل الناس أو عكس اتجاه الريح".
وكتب الباحثون أن "مجموعة متنوعة من الأنشطة يمكن أن تسبب تلوث الهواء حول آبار النفط والغاز، مما يؤدي إلى زيادة التعرض للمركبات العضوية المتطايرة وأكاسيد النيتروجين والإشعاع الذي يحدث بشكل طبيعي".
وقالت وكالة حماية البيئة إن "إطلاق الصناعة للمركبات العضوية المتطايرة هو مساهم رئيسي في تكوين طبقة الأوزون على مستوى الأرض، أو الضباب الدخاني المرتبط بتفاقم الربو، وزيادة زيارات غرف الطوارئ ودخول المستشفيات، والوفاة المبكرة". واقترحت وكالة حماية البيئة ما تصفه بـ"متطلبات الحد من الانبعاثات الموسعة والمعززة لمصادر النفط والغاز الطبيعي الجديدة أو المعدلة أو المعاد بناؤها".
وحسب الموقع، أنه "من المؤكد أن الدراسة ستزيد من إثارة النقاشات السياسية حول الآثار الصحية لطريقة استخراج الوقود الأحفوري، في وقت يخضع فيه الوقود الأحفوري لمزيد من التدقيق لأنه يتم إلقاء اللوم عليه أيضاً في المساهمة في أزمة المناخ".
ولم تكن استنتاجات الدراسة مفاجأة لطبيب الأطفال إدوارد سي كيتير، الذي كان يدق ناقوس الخطر بشأن الآثار الصحية الناجمة عن طفرة التكسير التي غيرت اقتصاد وشخصية جنوب غرب بنسلفانيا على مدار الـ15 عاماً الماضية.
وقال رئيس منظمة أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية في بنسلفانيا، كيتير، إنه "كانت هناك دراسات جيدة تم تكرارها حول نتائج الولادة السيئة، والولادات المبكرة، وانخفاض أوزان المواليد ومضاعفات الحمل وكذلك "البيانات الجيدة" التي تُظهر أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من عمليات التكسير لديهم مخاطر أعلى بدخول المستشفى، والصداع النصفي الصداع والتهابات الجهاز التنفسي العلوي".
وأضاف "ما زلنا قلقين للغاية بشأن مسألة ارتفاع سرطانات الأطفال النادرة" ، في إشارة إلى ساركوما إوينغ، التي لا تزال قيد التحقيق في منطقة من أربع مقاطعات خارج بيتسبرغ.
وقال الأستاذ المشارك في علوم الغلاف الجوي في جامعة تكساس "إيه آند إم"، جونار دبليو شاد، إنه "كانت هناك الكثير من دراسات الصحة العامة، على الأقل 10 أو 20 في الأدبيات العلمية، والتي نظرت في التأثيرات المختلفة على الصحة العامة، من التكسير الهيدروليكي"، مضيفاً أن "التركيز البحثي يشمل الهيدروكربونات المنبعثة من صناعة النفط والغاز في تكساس وأماكن أخرى".
وأوضح أنه "ليس على دراية بتفاصيل دراسة هارفارد، يبدو أن النتائج متسقة مع نتائج الآخرين الذين وجدوا عواقب صحية مختلفة تتعلق بالقرب من نقاط التعرض، مثل الآبار"، موضحاً أن "المشكلة تكمن في عدم وجود بيانات تعرض كافية لإجراء اتصالات أقوى"، مضيفاً أنه "جزء من جهد بحثي جديد يحاول القيام بذلك".
وأكد مايك سومرز الرئيس التنفيذي لمعهد البترول الأميركي، وهي مجموعة ضغط، أن "جودة الهواء بشكل عام أفضل في الولايات المتحدة الآن، لأن طفرة الغاز الوطنية حلت محل الكثير من الفحم في توليد الطاقة".
وأقر علماء جامعة هارفارد بأنهم "غير قادرين على تحديد ملوث الهواء أو الملوثات التي قد تفسر الوفيات المبكرة".
وحسب الموقع، فإن المؤلفين كتبوا أن "التكسير الهيدروليكي قد توسع بسرعة، وأنه اعتباراً من عام 2015، كان هناك بالفعل أكثر من 100 ألف بئر أرضي تم حفرهم باستخدام الحفر الموجه جنباً إلى جنب مع التكسير. بالمقارنة مع التنقيب عن النفط والغاز التقليدي، فإن الأساليب الجديدة تتضمن فترات بناء أطول ومنصات آبار أكبر، وتتطلب كميات أكبر من المياه والمواد الكيميائية".
ووفقاً للدراسة، "يعيش ما يقرب من 17.6 مليون ساكن على بعد حوالي نصف ميل من بئر واحد نشط على الأقل. ودرس الباحثون مجموعة من أكثر من 15 مليون مستفيد من برنامج Medicare، من أجل ورقتهم البحثية، الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكبر، والذين يعيشون في جميع مناطق التكسير الرئيسية بالولايات المتحدة، من عام 2001 إلى عام 2015. كما قاموا بجمع بيانات من سجلات أكثر من 2.5 مليون نفط وآبار الغاز. استخدموا طريقتين إحصائيتين مختلفتين لحساب تعرض الأشخاص، مع تعديل النتائج للعوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والديموغرافية".
وقالت أستاذة الإحصاء الحيوي بجامعة هارفارد وأحد المؤلفين العشرة المشاركين في الدراسة فرانشيسكا دومينيتشي، إن "هناك حاجة ملحة لفهم العلاقة السببية بين العيش بالقرب من الريح (تطوير النفط والغاز غير التقليدي) أو في اتجاهه، والآثار الصحية الضارة".