ما هو التهاب الزائدة الدودية؟ 

التهاب الزائدة الدودية هو الالتهاب الذي يصيب الجيب البارز من القولون في الجانب الأيمن السفلي من البطن، تحديداً في النقطة التي تصل الأمعاء الدقيقة بالأمعاء الغليظة. يُصنّف الأطباء هذه الالتهابات من ضمن الحالات الطارئة التي تتطلب دائماً إجراء عملية جراحية في أسرع وقت ممكن لإزالة الزائدة. بعد إزالتها، لن تواجه أي مشاكل صحية.

السبب الدقيق وراء ظهور أعراض الزائدة غير معروف، ربما تكون بسبب عدوى تسبب التهاباً داخل الزائدة الدودية. هذه العدوى تأتي عندما يتم سد فتحة الزائدة فتُحاصر البكتيريا الموجودة في أمعائك وتتكاثر بسرعة. على الرغم من أنّ التهاب الزائدة الدودية يمكن أن يصيب الشخص في أي عمر، إلا أنّه نادر الحدوث عند الأطفال الأصغر من سنتين وشائع عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 30 سنة.

ما هي أعراض الزائدة الدودية؟

ألم في البطن

ألم البطن هو العلامة الأولى على أعراض الزائدة الدودية، يبدأ حول السرة ثمّ يتفاقم ليتحوّل على الأرجح إلى الجانب السفلي من البطن. قد يصبح الشعور أكثر حدة في غضون ساعات قليلة ويزداد سوءاً عن طريق الحركة كالسعال أو أخذ نفس عميق أو العطس. عندما تصبح الزائدة الدودية أكثر تورماً والتهاباً، فإنّها ستهيّج بطانة جدار البطن المعروفة باسم الصفاق. 

يصف المرضى هذا الألم وكأنّهم لم يعانوا مثله من قبل، وقد يصل إلى إيقاظهم من النوم.

غثيان

الغثيان والقيء قد يكونان أيضاً من أعراض الزائدة الدودية. بالإضافة إلى فقدان الشهية، الإمساك أو الإسهال الشديد.

صعوبة في إخراج الغازات

إذا كنت تواجه مشكلة في إخراج الغازات، فقد يكون ذلك علامة على وجود انسداد جزئي أو كلي في أمعائك. قد تكون مرتبطة بالتهاب الزائدة الدودية.

حمى خفيفة

يسبب التهاب الزائدة الدودية عادة حمى تتراوح بين 99 درجة فهرنهايت (37.2 درجة مئوية) و 100.5 درجة فهرنهايت (38 درجة مئوية)، قد تصاحبها قشعريرة في جسمك. في غضون ذلك، قد تعني درجة الحرارة المرتفعة  (38.8 درجة مئوية) وزيادة معدل ضربات القلب أنّ الزائدة قد انفجرت.

أعراض أخرى قد تشمل:

انتفاخ البطن
تورم أو آلام في المعدة
الرغبة في القيام بحركة أمعاء لتخفيف حدة عدم الراحة

ما هي أعراض الزائدة الدودية عند الأطفال؟

 على الرغم من أنّ التهاب الزائدة الدودية أكثر شيوعاً عند الأطفال الأكبر سناً ويبلغ ذروته بين 12 و 18 عاماً، إلا أنّه يمكن أن يحدث عند الأطفال الصغار أيضاً. لذلك ضع في اعتبارك أنّه في حالة إصابة طفلك الصغير ربما لن يكون قادراً على وصف أعراض الزائدة الدودية عند الأطفال بشكل جيّد. بالإضافة إلى أنّه قد لن يعاني فقط من ألم في منطقة معينة إنّما في جميع أنحاء الجسم. 

ألم في البطن 

في حين أنّ الأطفال والرضع قد لا يعانون من ألم دقيق مثل المرضى الأكبر سناً، إلاّ أنّ ألم البطن لا يزال أكثر أعراض التهاب الزائدة الدودية شيوعاً عند اللمس. 

ألم في المعدة  

من المرجح أن يشتكي معظم الأطفال من آلام حادة في المعدة. وقد تلاحظ عليه العلامات التالية:

عندما يمشي قد يكون منحني الجسم باتجاه الخصر
يستلقي على جانبه ويترك ركبته مرفوعة

اقرأ أيضاً: هل أنت متردّد في إجراء تنظير المعدة؟

قيء 

عادة ما يظهر ألم البطن الذي يليه القيء مع أعراض الزائدة، أمّا القيء الذي يليه ألم في المعدة فهو دلالة على أسباب أخرى مثل فيروس المعدة. 

اضطرابات في الجهاز الهضمي

يمكن أن تشمل أعراض التهاب الزائدة الدودية الأخرى الإمساك، الإسهال وعدم القدرة على إخراج الغازات. بالإضافة إلى فقدان الشهية.

متى يجب أن تلتمس العناية الطبية لطفلك؟

من المهم التماس العناية الطبية كلما كان طفلك يعاني من ألم في الربع السفلي الأيمن أو إذا كنت تشك في أنّه قد يكون مصاباً بالتهاب الزائدة الدودية. يمكن لطبيب الأطفال إجراء فحص بدني أو اختبارات أخرى بهدف تشخيص طفلك، حتّى لو لم تظهر عليه أعراض الزائدة الدودية. قد تشمل الاختبارات الأخرى الفحص بالموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب CT scan.

اطلب عناية طبية فورية لطفلك، إذا كان يعاني من أعراض مثل آلام المعدة التي تتطور إلى القيء أو ضعف الشهية أو الحمى. في حال لم يتم تشخيص الطفل في غضون 48 ساعة، فإنّ فرص انفجار الزائدة قد تزداد بشكل كبير.

أعراض الزائدة الدودية عند النساء الحوامل

تتشابه علامات التهاب الزائدة الدودية أثناء الحمل مع علامات التهاب الزائدة الدودية لدى الأشخاص غير الحوامل. ومع ذلك، فإنّ الألم يأتي في الجزء العلوي من البطن لأنّ الطفل النامي يغيّر موضع الأمعاء والزائدة الدودية تكون أعلى.

ألم في البطن

بشكل عام، إنّ أول أعراض الزائدة الدودية عند النساء الحوامل هو الشعور بألم بالقرب من السرة والذي يتفاقم ليصل إلى الجزء العلوي من البطن. على عكس ذلك قد تعاني السيدات أيضاً من آلام في نقاط مختلفة من البطن، يشتدّ عندما تحاول تحريك ساقيها أو العطس أو التعرّض لمطبات أثناء الركوب في السيارة.

يمكن أن يكون تمزق الزائدة الدودية محفوفاً بالمخاطر لكل من الأم والطفل.

انتفاخ

قد تعاني بعض السيدات بعد الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية من آلام في الأمعاء، فضلاً عن صعوبة في إخراج الغازات.

حمى

الجمع بين الحمى والقشعريرة قد يكون من علامات أعراض الزائدة. في هذه الحالة، ستشعر المريضة بالبرد حتّى لو حاولت تدفئة نفسها بطرق مختلفة.

اضطرابات في الجهاز الهضمي

قد تعاني المريضة من القيء البسيط غير المدفوع لأكثر من يومين مع الشعور بضعف الشهية والغثيان الخفيف. بشكل عام في حالة التهاب الزائدة الدودية، فإنّ القيء سيزداد سوءاً بمرور الأيام بمعدل يتعدّى 12 ساعة. 

في السياق نفسه، قد تصابين بالإسهال المصاحب لألم البطن لمدة يومين مع ندرة في المخاط.

أعراض الزائدة الدودية عند الرجال 

ألم في بعض الأعضاء

تشمل أعراض الزائدة الدودية عند الرجال الشعور بألم في منطقة أسفل البطن، مكان تواجد الزائدة الدودية، والذي يشعر به المريض على أنّه تقلّص في البطن. يمكن أن يتفاقم هذا الألم ليصل إلى الظهر. 

بالإضافة إلى ذلك، قد يشعر المريض بألم شديد في الجانب الأيمن من الورك مصحوباً بتشنجات عضلية.

انتفاخ  

قد يشعر الفرد أيضاً بالامتلاء بسبب تورم الزائدة، حتّى على معدة فارغة. يمكن أن يكون هذا الشعور مصحوباً بألم خفيف في البطن. 

مشاكل في التبول

قد يعاني عدد قليل من الرجال أيضاً من أعراض غير نمطية، كالتبول المتكرر والإحساس بالحروق أثنائه. كما قد يحتوي البول أحياناً على دم.

بالإضافة إلى أعراض الزائدة المذكورة، قد يعاني الرجل أيضاً من:

ما هو علاج التهاب الزائدة؟  

استئصال الزائدة الدودية

يعتقد معظم الأطباء أنّ العلاج الوحيد الفعّال هو إجراء عملية جراحية لإزالة الزائدة الدودية الملتهبة تجنباً لتمزقها. في هذه الحالة وقبل الجراحة قد يتم إعطاؤك جرعة من المضادات الحيوية لعلاج العدوى التي تسبّبت بهذه الالتهابات. 

هناك نوعان من الاستئصال بعد ظهور أعراض الزائدة، الأول عبارة عن جراحة مفتوحة، حيث يتم شقّ البطن بطول 5 إلى 10 سنيمترات. والثاني هو عبارة عن استئصال بالمنظار حيث تُجرى الجراحة من خلال بضع شقوق صغيرة في البطن. أثناء استئصال الزائدة الدودية بالمنظار، يُدخل الطبيب الجراح أدوات جراحية خاصة وكاميرا فيديو في بطنك للاستئصال.

بشكل عام، الجراحة بالمنظار هي أقل ألمًا وندوباً من الجراحة المفتوحة، وتسمح لك بالتعافي بشكل أسرع. بالرغم من فوائدها، إلاّ أنها ليست مناسبة للجميع. ففي حال تمزق الزائدة الدودية وانتشار العدوى خارجها أو وجود خرّاج، قد تحتاج إلى الجراحة المفتوحة التي تسمح للجراح بتنظيف التجويف البطني. 

بعد الجراحة، يمكنك النهوض والتحرك في غضون 12 ساعة، أمّا العودة إلى روتينك اليومي فتكون في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وفي حالة التنظير سيكون شفاؤك أسرع. 

قد يصف لك طبيبك المضادات الحيوية ومسكنات الألم لدعم شفائك. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تأخذ الكثير من الراحة، تشرب الكثير من السوائل، تذهب في نزهة لطيفة كل يوم، تتجنب النشاط الشاق حتى يسمح لك الطبيب بذلك ويجب أن تحافظ على نظافة الجرح وجفافه. في بعض الحالات، قد يشجعك طبيبك على تعديل نظامك الغذائي. فإذا كنت تشعر بالغثيان بعد الجراحة، قد يساعدك تناول الأطعمة الخفيفة مثل الخبز المحمص والأرز.

تصريف الخراج قبل الاستئصال 

في حال تشكّل خرّاج بعد انفجار الزائدة الدودية، فقد يتم تصريفه عن طريق وضع أنبوب عبر الجلد في الخرّاج. يمكن إجراء استئصال الزائدة الدودية بعد السيطرة على العدوى بعدة أسابيع.

بعد استئصال الزائدة، يجب أن تتصل بطبيبك إذا كنت تعاني من:

القيء غير المنضبط
زيادة آلام البطن
دوار
دم في القيء أو البول
زيادة الألم والاحمرار في مكان الجرح
حمى
قيح في الجرح.

الفرق بين أعراض الزائدة والقولون 

في بعض الأحيان يخلط الكثير من الأطباء بين التهاب القولون والزائدة،فيلجأون مباشرة إلى استئصال الزائدة غير الملتهبة، والذي يُطلق عليه "استئصال الزائدة السلبي". تبلغ نسبة استئصال الزائدة الدودية السلبية حوالى 15% من الحالات. السبب وراء هذا الخلط يعود إلى تشابه أعراض الزائدة وأعراض القولون باعتبارهما سببان رئيسيان لألم البطن الحاد. بالإضافة إلى الإسهال، الإمساك المزمن، الحمى، انتفاخ البطن، فقدان الشهية والغثيان.

تتجلّى الاختلافات الرئيسية في اختلاف موقع الألم، حيث يميل مرضى الزائدة إلى الشعور به في الجانب اليميني السفلي من البطن، أمّا مرضى القولون فيشعرون به في الجزء السفلي الأيسر من البطن عادة بعد تناول الطعام. كذلك مرضى القولون قد يكونون أكثر عرضة لطلب العلاج إلاّ أنّه لا يشكّل تهديداً على حياتهم، أمّا في حال لم يتلق مريض الزائدة العلاج، فإنّ ذلك الأمر سيهدّد حياتهم. على غرار التهاب الزائدة، يعاني مرضى القولون أيضاً من وجود غازات في البطن بينما في حالة التهاب الزائدة الدودية يكون طردها أصعب.

بالإضافة إلى ذلك، قد يختلف علاج التهاب القولون عن التهاب الزائدة الدودية، بحيث أنّ القولون لا يتم علاجه بسهولة من خلال الجراحة.

يستخدم الأطباء بعض الاختبارات التي تساعد في تشخيص حالة المريض، بما في ذلك الفحص البدني كفحص المستقيم الرقمي (DRE) اختبارات الدم للتحقق من ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء (علامة على الإصابة)، اختبارات البول، اختبارات التصوير كالموجات فوق الصوتية للبطن. في حالة الاشتباه في القولون العصبي، يوصى أحياناً بإجراء التنظير الداخلي جنباً إلى جنب مع الاختبارات.

من المهم جداً الانتباه إلى أنّ اعراض الزائدة وطلب العلاج فوراً قبل أن يتضخم حجمها وبالتالي انفجارها. هذا الانفجار قد يؤدي إلى حصول مضاعفات خطيرة كالصفاق أو ظهور خراج.