"الصحة العالمية" قلقة من إمكان تفشي الأوبئة في غزة
في اليوم 291 من استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، منظمة الصحة العالمية تعرب عن "قلق بالغ" من تفشي الأوبئة في غزة وخصوصاً فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي، بسبب انهيار النظام الصحي بالكامل في القطاع.
أعرب مسؤول رفيع المستوى في منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، عن "قلقه البالغ" من إمكان تفشي الأوبئة في غزة بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي، محذّراً من خطر الأمراض المعدية على حياة سكان القطاع.
وذكرت وكالات تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، أنّ "شبكة مختبرات شلل الأطفال العالمية عثرت على فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النوع 2 في ست عينات من مياه الصرف الصحي تمّ جمعها من مواقع المراقبة البيئية في قطاع غزة اليوم".
وأوضح أياديل ساباربيكوف، رئيس فريق منظمة الصحة العالمية المعني بحالات الطوارئ الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة قائلاً: "لم نجمع بعد عيّنات بشريّة، لذا ما زال غير واضح إن كان هناك أي شخص مصاب بالفيروس بالفعل".
لكنّه أقرّ في تصريحاته للصحافيين في جنيف عبر الفيديو من القدس المحتلة، وقال: "أشعر بقلق بالغ".
يحتوي نوع من اللقاحات ضد شلل الأطفال، وهو مرض مميت يصيب عادة الأطفال تحت سن الخامسة، كميّات صغيرة ضعيفة ولكنها حيّة من فيروس شلل الأطفال التي قد تؤدي أحياناً إلى تفشي الوباء.
ويتكاثر "لقاح شلل الأطفال الفموي" في المعدة وقد ينتقل من شخص لآخر عبر المياه الملوّثة بالفضلات البشرية، ما يعني أنه لن يؤذي الطفل الذي تلقى اللقاح، ولكنه قد يصيب أشخاصاً يقطنون في محيط المكان حيث مستويات النظافة والمناعة متدنية.
وبينما تتواصل الدراسات الوبائية وعمليات تقييم المخاطر، قال رئيس فريق منظمة الصحة العالمية، إنه "يشعر بقلق بالغ من احتمال انتشار أي أمراض في غزة التي تعاني من أزمة إنسانية بعد أكثر من تسعة شهور على اندلاع الحرب"، مشيراً إلى التأكيدات أواخر العام الماضي بأنّ "التهاب الكبد الوبائي ينتشر والآن قد يكون لدينا شلل الأطفال".
وحذّر ساباربيكوف من أنه "في ظل حالة الشلل في المنظومة الصحية وشحّ المياه والتعقيم، إضافةً إلى عدم إمكانية وصول السكان إلى الخدمات الصحية.. سيكون الوضع سيئاً جداً".
وأعرب عن اعتقاده أنه "قد يكون لدينا أشخاص يموتون من مختلف الأمراض المعدية أكثر من أولئك الذين يموتون جراء أمراض مرتبطة بالجروح الناجمة عن الحرب".
وتحدّث سباربيكوف عن وضع خطير في غزة، حيث لا تعمل حالياً غير 16 من مستشفيات القطاع الـ36 وبشكل جزئي.
ولطالما شددت منظمة الصحة العالمية على الحاجة الملّحة للقيام بعمليات إجلاء طبي من غزة للمرضى والمصابين الذين تُعدّ حالاتهم خطيرة.
وقبل يومين، أكّدت منظمة الصحة العالمية أنّ الظروف في غزة تخلق البيئة المثالية لانتشار الأمراض.
وحذرّت المنظمة، من أنّ تدمير النظام الصحي في غزة، وانعدام الأمن وإعاقة الوصول والنزوح المستمر للسكان ونقص الإمدادات الطبية وسوء نوعية المياه وضعف الصرف الصحي، تؤدي جميعها إلى انخفاض معدلات التطعيم الروتيني وزيادة خطر الإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما في ذلك شلل الأطفال.
وفي وقت سابق، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أنّ كل المرافق الصحية في جنوبي قطاع غزّة وصلت إلى "نقطة الانهيار" بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل لجميع المرافق.
كما أكّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنّ "نظام الدعم الإنساني في غزة يكاد ينهار بالكامل".
شبح المجاعة يخيم على غزة.. 90% من أطفال غزة يعانون فقراً غذائياً#غزة #مجاعة#أطفال_غزة #الميادين_Go pic.twitter.com/UZcCa2qM0Y
— Almayadeen Go الميادين (@almayadeengo) June 15, 2024
هذا ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه البري والجوي والبحري على قطاع غزة، لليوم الـ291 على التوالي، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى 39 ألفاً و6 شهداء، إضافةً إلى 89 ألفاً و818 مصاباً، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
عدا عن القصف والنزوح.. أكثر من 330 ألف طن من النفايات تغمر مناطق آهلة بالسكان في قطاع غزة وتهدد بكوارث صحية وبيئية#غزة #فلسطين #الميادين_Go pic.twitter.com/OU15Vnvmh4
— Almayadeen Go الميادين (@almayadeengo) June 15, 2024