ما هو مرض الزهايمر وما هي أعراضه؟
الزهايمر هو مرض العصر، كما السرطان، ويصعب علاجه. ما هي أعراضه وكيف يمكن الوقاية من الإصابة به؟
داء الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعاً للخَرَف، فهو حالة تشهد انخفاضاً مستمراً في القدرة على التفكير وفي المهارات السلوكية والاجتماعية، ما يؤثر سلباً في قدرة الشخص على العمل بشكل مستقل، ويأتي ذلك بسبب اضطراب عصبي متفاقم يؤدي إلى ضمور الدماغ وموت خلاياه.
بحسب بيانات وأرقام لمنظمة الصحة العالمية، هناك 47.5 مليون من المصابين بالخرف في جميع أنحاء العالم، علماً بأنّ نصف هؤلاء المرضى (58%) يعيشون في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. كما يشهد كل عام 7.7 مليون حالة جديدة من المرض.
ومن المتوقّع، بحسب المنظمة، أن يرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالخرف ليبلغ 75.6 مليون نسمة في عام 2030 ونحو ثلاثة أضعاف في عام 2050 ليصل 135.5 مليون نسمة. ويُعزى قدر كبير من هذه الزيادة إلى ارتفاع أعداد المصابين بهذا المرض في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
ما هي أعراض مرض الزهايمر؟
فقدان الذاكرة هو العرض الرئيسي لداء الزهايمر. تتضمن العلامات المبكرة صعوبة تذكُّر الأحداث أو المحادثات الأخيرة. ومع تقدم المرض، تتفاقم اعتلالات الذاكرة وتظهر الأعراض الأخرى.
في البداية، قد يكون الشخص المُصاب بداء الزهايمر واعياً بوجود صعوبة في تذكُّر الأشياء وتنظيم الأفكار. ومن المحتمل جداً أن يلاحظ أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء كيفية تفاقُم الأعراض.
يؤثر الزهايمر في الذاكرة، والتفكير والاستدلال، وإصدار الأحكام واتخاذ القرارات، والتخطيط للمهام المشابهة وكيفية إجرائها، ويتسبب بالتغيرات في الشخصية والسلوك والمهارات.
ما هي أسباب الإصابة بمرض الزهايمر؟
الزهايمر ليس نتيجة لعامل واحد فقط، إذ يعتقد العلماء أن مرض الزهايمر ناجم عن مزيج من عوامل وراثية وعوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة والبيئة المحيطة، ومن الصعب جداً فهم مسببات الزهايمر، لكن تأثيره في خلايا الدماغ واضحة، إذ إنّه يصيب خلايا المخ ويقضي عليها.
وتشمل عوامل خطر الإصابة بالزهايمر: العمر، إذ يظهر الزهايمر عادةً فوق سن 65 عاماً لكن يمكن أن يظهر في حالات نادرة جداً قبل سن 40 عاماً.
نسبة انتشار المرض بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 - 74 عاماً هي أقل من 5%، أما بين من هم في سن 85 عاماً وما فوق فإن نسبة انتشار الزهايمر تبلغ نحو 50%.
من بين العوامل الأخرى التي تساهم في الإصابة بمرض الزهايمر، العوامل الوراثية والجنس، إذ إن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بمرض الزهايمر، بالإضافة إلى عامل الإصابة بعيوب إدراكية بسيطة في الأصل، والحالة الصحية العامة.
ومن المستغرب أيضاً أنّ عامل الحفاظ على اللياقة البدنية، وتجاهل تدريب الدماغ يساهمان في الإصابة بمرض الزهايمر، وكلما ارتفع المستوى التعليمي والثقافي للشخص، تنخفض نسبة خطر الإصابة بالزهايمر.
ما هي مضاعفات مرض الزهايمر؟
الالتهابات، والالتهاب الرئوي بشكل خاص، تعدّ من الأعراض الرئاسية، بالإضافة إلى الإصابات الناجمة عن السقوط، إذ إن مرضى الزهايمر الذين يعانون من الارتباك والتشوش هم أكثر عرضة للسقوط، ما قد يؤدي إلى حدوث كسور، أو إصابات خطرة في الرأس.
ما هي طرق الوقاية من مرض الزهايمر، وهل من علاج له؟
تقول مواقع طبية إنّ التجارب التي أُجريت على البشر للتطعيمات ضد مرض الزهايمر تم إيقافها قبل بضع سنوات، لأن بعض المشاركين في التجارب ممن حصلوا على اللقاح أصيبوا بالتهاب حاد في الدماغ.
مع ذلك، يمكن تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر مثلما نقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والعديد من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب قد تزيد من خطر الزهايمر، والعوامل الأساسية هي: ضغط الدم المرتفع، ومعدلات الكوليسترول، ومعدلات السكر في الدم.
وبما أن انخفاض النشاط البدني والعقلي والاجتماعي يساهم في الإصابة بالزهايمر، فإن تحسين هذا النشاط من شأنه أن يقلل مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وبالنسبة إلى علاج مرض الزهايمر، فليس هناك دواء مباشر له، إذ إن موت خلايا الدماغ هو أمر لا يمكن عكسه، إلا أن العلاجات المتوفرة تساعد على التخفيف من شدة الأعراض، وتأخير تدهور حالة المرض إلى أقصى مدة ممكنة.
وهناك بعض الأدوية التي ثبتت فعاليتها في إبطاء التدهور العقلي الناجم عن مرض الزهايمر، وهي: مثبطات إنزيم كولِينِسْتيراز (Cholinesterase)، وميمانتين (Memantine)، وناميندا (Namenda).
ويقوم الأطباء بوصف أدوية للحد من الأعراض التي غالباً ما تصاحب مرض الزهايمر، مثل عدم القدرة على النوم، والتخبط، والقلق، والأرق، والاكتئاب.
واكتشف علماء روس منذ أشهر، أنّ كمية الزنك الزائدة تبطئ عملية تطور مرض الزهايمر، علماً أنه كان يساعد على تطور المرض كما يعتقد سابقاً.
ويستطيع الأطباء تشخيص 90% من حالات مرض الزهايمر تشخيصاً دقيقاً، للتمييز بين مرض الزهايمر وبين مسببات أخرى لفقدان الذاكرة، بالاعتماد على الفحوصات المخبرية، واختبارات علم النفس العصبي، واختبارات مسح الدماغ.