دراسة: تخفيف قيود كورونا قبل التلقيح يزيد من خطر المتحورات
تخفيف القيود الصحية قبل تلقيح جميع السكان يخلق بيئة مؤاتية لمتحورات مقاومة، بحسب دراسة نشرتها مجلة "نايتشر ساينتفيك ريبورت".
أظهرت دراسة نُشرت الجمعة أن تخفيف القيود الصحية مثل عدم فرض وضع الكمامة والتزام التباعد الجسدي في وقت لم يحصّن جميع سكان الكوكب بعد، يزيد بشكل كبير من خطر ظهور متحورات أكثر مقاومة للقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وفي حين أن قرابة 60 في المئة من الأوروبيين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح المضاد لـ"كوفيد-19"، فإن هذه الدراسة تظهر الحاجة إلى الحفاظ على تدابير أخرى بالإضافة إلى اللقاح حتى يتم تلقيح الجميع، كما أوضح مؤلفوها.
وبهدف دراسة كيف يمكن لفيروس كورونا أن يتحور استجابة لحملات التلقيح المتزايدة، قام فريق من الباحثين من دول أوروبية عدة بمحاكاة احتمال ظهور سلالة مقاومة للقاح لدى مجموعة سكانية يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين شخص في غضون ثلاث سنوات.
وضم النموذج الذي وضعوه متغيرات منها نسبة تلقيح السكان ومعدل تحور الفيروس وسرعة انتقاله، وتوقع "موجات" متتالية مع زيادة في عدد الإصابات يليها انخفاض في الإصابات الجديدة بعد إدخال قيود.
وعرض حساب المجلة على "تويتر" هذه الدراسة المعنونة بـ" ما هو تأثير استراتيجية التطعيم في الولايات المتحدة الأمريكية على تحرك موجة كوفيد-19 ؟"
What is the impact of US vaccination strategy on #COVID19 wave dynamics? https://t.co/JsYB95AWLh
— Scientific Reports (@SciReports) July 22, 2021
وخلصت الدراسة التي نشرتها مجلة "نايتشر ساينتفيك ريبورت"، إلى أن التلقيح السريع يقلل من خطر ظهور "سلالة مقاومة".
لكن نموذجهم يظهر أيضاً أن هذا الخطر يكون بحده الأقصى عندما يكون جزء كبير من السكان ملقحاً لكن ليس بشكل كاف لضمان مناعة القطيع.
وهذه الظاهرة أطلق عليها الباحثون "ضغط الانتقاء"، وكلما طور عدد أكبر من السكان أجساماً مضادة للفيروس، تزداد الأفضلية التنافسية للسلالات الأكثر مقاومة.
ووفقاً للباحثين، يصبح احتمال ظهور متحورات أكثر مقاومة مرتفعا عندما يكون 60 في المئة وأكثر من السكان ملقحين.
وهذا الامر يتوافق مع الوضع الوبائي الحالي في معظم الدول الأوروبية التي تشهد انتشارا سريعا لمتحور دلتا.
وعلى الصعيد العالمي، تم تحصين ما يزيد قليلاً عن مليار شخص بشكل كامل، وما زال يتعين على بعض البلدان، خصوصا في إفريقيا وأميركا الجنوبية اللتين لم تبدآ بعد حملتيهما على نطاق واسع بسبب نقص الجرعات.
وتظهر هذه النتائج الحاجة إلى الحفاظ على التدابير الاحترازية حتى يحصّن الجميع وبذل "جهد تطعيم عالمي حقيقي" وإلا "سيكون من الممكن القضاء على سلالات مقاومة للقاحات في بعض المناطق لكنها ستستمر في أماكن أخرى" قبل انتشارها مجددا، كما أكد المؤلفون.