اختبارات تظهر أن 3 جرعات "فايزر" توفر حماية من أوميكرون
أظهرت عينات الدم من أشخاص بعد شهر من تلقيهم جرعة معززة وجود أجسام مضادة محايدة ضد متحور أوميكرون، مقارنة بمستويات الأجسام المضادة ضد نسخة سابقة من الفيروس بعد تلقي المشاركين في الاختبار جرعتين.
قالت شركتا فايزر وبايونتك أمس إن الاختبارات المعملية تشير إلى أن ثلاث جرعات من لقاح الفيروس كورونا توفر حماية كبيرة ضد متحور أوميكرون سريع الانتشار.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، قالت الشركتان إن اختبارات الدم من الأفراد الذين تلقوا جرعتين فقط وجدت انخفاضاً بأكثر من 25 ضعفاً في مستويات الأجسام المضادة ضد متحور أوميكرون مقارنة بنسخة سابقة من الفيروس. وقالت الشركتان إن هذه النتيجة تشير إلى أن الجرعتين وحدهما "قد لا تكونا كافيتين للحماية من العدوى" من خلال المتحور الجديد.
وقالت الشركتان في بيان إن عينات الدم التي تم الحصول عليها من الأشخاص بعد شهر واحد من تلقيهم جرعة معززة أظهرت وجود أجسام مضادة محايدة ضد متحور أوميكرون، مقارنة بمستويات الأجسام المضادة ضد نسخة سابقة من الفيروس بعد تلقي المشاركين في الاختبار جرعتين.
كما أشارت الاختبارات إلى أن الطفرات في متحور أوميكرون لا يبدو أنها تؤثر بشكل كبير على الخلايا التائية، وهي جزء مهم آخر من استجابة الجهاز المناعي. وقالت الشركتان إن هذا يشير إلى أن "الأفراد الذين تم تلقيحهم ربما يظلون محميين ضد الأشكال الحادة للمرض" بعد جرعتين فقط.
ولا يمكن لهذه التجارب، التي أُجريت على الخلايا والأجسام المضادة في المختبر، أن تحدد على وجه اليقين كيف ستعمل اللقاحات في العالم الحقيقي.
وتحفز اللقاحات استجابة مناعية واسعة تتضمن أكثر من مجرد أجسام مضادة. لذلك تقدم هذه التجارب صورة غير كاملة عن مدى جودة حماية اللقاح من الاستشفاء أو الموت نتيجة الإصابة بمتحور أوميكرون.
لكن يبدو أن النتائج تؤكد أهمية الجرعات المعززة في مكافحة المتحور الجديد.
وقال الدكتور أوغور شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة بايونتك، الشريك الألماني لشركة فايزر، إن مجموعة البيانات الأولية لدينا تشير إلى أن الجرعة الثالثة لا تزال توفر مستوى كافياً من الحماية من أي مرض من أي شدة يسببها متحور أوميكرون.
وتأتي النتائج بعد يوم واحد من صدور تقرير أولي عن التجارب المعملية في جنوب إفريقيا، حيث وجد أن متحور أوميكرون يبدو أنه يضعف قوة لقاح فايزر. وأشارت هذه التجارب أيضاً إلى أن الأشخاص الذين تلقوا جرعة معززة قد يكونون محميين بشكل أفضل.
وانتشر متحور أوميكرون حالياً في عشرات البلدان، وبينما لا يزال متحور دلتا هو المسيطر بشكل كبير في الولايات المتحدة، فإن إدارة بايدن تستعد لتأثير متحور أوميكرون.
وفي مقابلة الأسبوع الماضي، قال الدكتور ألبرت بورلا، رئيس شركة فايزر ومديرها التنفيذي، إن الشركة بدأت في تطوير نسخة من لقاحها تستهدف على وجه التحديد متحور أوميكرون في اليوم التالي لعيد الشكر. وسارت شركة موديرنا على المسار نفسه.
وقال بورلا إنه إذا اتضح أن هناك حاجة إلى نسخة مختلفة من اللقاح، فيمكن لشركة فايزر إنتاجه في غضون 95 يوماً. وأوضح: "سنكون قادرين على تبديل الإنتاج بين عشية وضحاها. لن تكون هناك حاجة لبدء إنتاج آلات جديدة، ومعدات جديدة، وتركيبات جديدة". وأضاف: "سنكون قادرين على إنتاج نفس العدد تقريباً من الجرعات مثل لقاحنا الحالي".
وقال إنه منذ ظهور لقاح فايزر لأول مرة، طورت الشركة نموذجين أوليين آخرين استجابة للمتحورات الجديدة. وقال إنه لم يثبت أنهما ضروريان لأن اللقاح الأصلي عمل ضد طفرات الفيروس.
وقالت كاثرين يانسن، نائبة الرئيس الأولى ورئيسة أبحاث اللقاحات وتطويرها في شركة فايزر، إنه "علينا أن نبدأ من مكان ما"، بينما ننتظر نتائج الدراسات الأكثر تعقيداً و"الأدلة الواقعية التي تخبرنا بما نحتاج لنعرفه".
ويقول العلماء إن الأمر قد يستغرق شهراً أو أكثر لفهم تهديد الشكل الجديد فعلياً. بحلول ذلك الوقت، ستكون الدول التي لديها أنظمة مراقبة صحية متطورة قد جمعت المزيد من البيانات حول ما إذا كان متحور أوميكرون سيتغلب على دلتا وكيف ستصمد اللقاحات ضده.
وأثناء وصف النتائج بأنها "أخبار جيدة فعلاً"، أشار الدكتور بيتر هوتيز، خبير اللقاحات في كلية بايلور للطب، إلى أن الباحثين قاسوا فقط مستويات الأجسام المضادة بعد شهر واحد من الجرعة المعززة. وقال إنه يشعر بالقلق من أن زيادة الأجسام المضادة التي تحجب الفيروسات التي توفرها الجرعة المعززة قد تكون قصيرة الأجل.
وقالت فايزر إن أوميكرون لن يقلل بشكل كبير من قوة الخلايا التائية، التي تقتل الخلايا المصابة. وحدد الباحثون أجزاء من متحور أوميكرون يمكن التعرف عليها بواسطة الخلايا التائية المنتجة بعد التطعيم. لكن معظمها لم يحتوِ على أي طفرات.
وقالت يانسن إنه "من المهم جداً" ألا تتغير أجزاء متحور أوميكرون التي تستهدفها الخلايا القاتلة للفيروسات عن المحورات السابقة. وقالت: "إنه لمن دواعي الراحة أنه سيكون لديك استجابات كافية للخلايا التائية لمنع أسوأ النتائج".
وفي إحاطة إعلامية في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، قال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الحكومة الأميركية، إن الأمر سيستغرق أسابيع قبل أن يفهم العلماء مدى ضراوة نوع متحور أوميكرون. وقال "لا ينبغي أن نتوصل إلى أي استنتاجات نهائية، وبالتأكيد ليس قبل الأسبوعين المقبلين".
وأشار فاوتشي إلى أن التقارير المبكرة من المسؤولين الطبيين في جنوب إفريقيا قدمت صورة مفعمة بالأمل إلى حد ما لتأثير أوميكرون. وأفاد باحثون في مجمع مستشفيات كبير في بريتوريا هذا الأسبوع أن مرضى فيروس كوفيد هم أقل مرضاً بشكل ملحوظ من أولئك الذين عولجوا من قبل، وأن المستشفيات الأخرى تشهد نفس الاتجاهات.
وقال فاوتشي: "نحن لا نرى صورة مرضية شديدة الخطورة"، وأضاف أن فترات الإقامة في المستشفى كانت أقصر وأن المرضى يحتاجون إلى كمية أقل من الأكسجين. وقال: "قد يكون المتحور أقل حدة، كما يتضح من نسبة الاستشفاء لكل عدد من الحالات الجديدة".
وحذر من أن البيانات أولية قد تتأثر بنسبة أعلى من الشباب المصابين. كما أشار إلى أن جنوب إفريقيا لديها عدد أقل من السكان الذين تم تلقيحهم من الولايات المتحدة، ونسبة أكبر من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، مما قد يؤدي إلى تلف جهاز المناعة.
نقله إلى العربية: الميادين نت