مرة جديدة.. حساباتٌ سعوديةٌ تروّج لـ "انتفاضة" في إيران على غرار لبنان والعراق
الإحتجاجات التي شهدتها مدن إيرانية في الأيام الأخيرة ترافقت مع حملة مكثفة على مواقع التواصل الإجتماعي العربية، وخصوصاً في السعودية، حيث نشطت حسابات وهمية للترويج لوسوم تحرض على التظاهر والعنف في إيران.
تشهد بعض المدن الإيرانية إحتجاجات بسبب رفع سعر البنزين، ما استدعى اجراءات حكومية معينة لتوضيح قرارات الحكومة وكيفية تطبيقها.
لكن اللافت في وسائل التواصل وخصوصاً في اللغة العربية أن هذه الإحتجاجات كانت حاضرة في السعودية أكثر مما كانت عليه في إيران، حيث تصدر هاشتاغ (#إيران_تنتفض) الترند في تويتر في عدد من الدول العربية..
وفيما يلي أبرز الملاحظات التي خرجنا بها من خلال تحليلنا لأرقام موقع "تويتر" في الأيام الأخيرة:
تقييد الانترنت في إيران، فمن يقوم بالتغريد حول الإحتجاجات؟
قال موقع netblocks المتخصص إن مشغلي الانترنت في إيران حجبوا أي وصول للشبكة، حيث أبلغ المستخدمون الموقع أن خدمة الانترنت قُطعت بدايةً في مدينة مشهد، والتي شهدت أيضاً انخفاضاً في فعالية الاتصال ابتداءً من مساء الجمعة 15 تشرين الثاني/نوفمبر، حيث إن الاحتجاجات زادت حدتها وحجمها اعتباراً من الساعة التاسعة بالتوقيت العالمي (12 بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي)، واستمرت حتى السبت، وكان هناك تأثير واضح على إحصاءات الإتصال في كل البلاد.
وبحسب الموقع فإن مزودي خدمة الهواتف المحمولة في إيران بما في ذلك MCI و RIGHTEL و IranCell أوقفوا خدماتهم يوم السبت الساعة السادسة مساءً (14:30 بالتوقيت العالمي) وسط تزايد حجب الانترنت مع اشتداد الإحتجاجات.
ما يقوله الموقع من انقطاع الإتصالات في إيران يطرح تساؤلاً حول مصدر التغريدات التي أُغرقت بها صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، وخصوصاً الفيديوهات والصور التي تم نشرها لعدد من المدن الإيرانية.
التغريدات من السعودية باستخدام الروبوتات bots
الكثير من الحسابات الوهمية التي كانت تغرد بكثرة على هاشتاغ #إيران_تنتفض استخدمت تقنية الـ Bots للتغريد، وذلك حتى يصبح الهاشتاغ ترند في أغلب الدول العربية، وهذا الحساب مثال على هذه الحسابات..
بعد قيام هذه الحسابات الوهمية بالتغريد كثيراً على الهاشتاغ المذكور، قام تويتر بحجبها.
وهذا الحساب مثال آخر على الحجب.. @minaha13، حيث تم حجبه، ولكن يمكنكم أن تلاحظوا بوضوح نوعية التغريدات السابقة على هذا الحساب:
الأمر لا يقف عند الحسابات الوهمية، أيضاً الحسابات الحقيقة التابعة لسعوديين كانت تعمل بشكل نشط على ترويج هاشتاغ (#إيران_تنتفض)
والصور تبين أمثلة من هذه الحسابات:
لوحظ أيضاً أن بعض الحسابات السعودية المشبوهة لا تعمل على التغريد فقط مستغلة الاحتجاجات في إيران، بل أيضاً أرفقت تغريداتها بالترويج للإحتجاجات في العراق ولبنان.
هذه الحسابات وأمثالها لا تحتوي غالبيتها على أسماء حقيقة وعناوين بريد إلكتروني لأشخاص حقيقيين، ولا تحتوي ملفاتهم الشخصية على صور شخصية، بل صوراً عشوائية، ونلاحظ أيضاً أن لديها عدداً قليلاً جداً من المتابعين، وتحظى بكمية محدودة جداً من التفاعل مع تغريداتها.
أيضاً نلاحظ في الحسابين السابقين أن لهما نفس السيرة الذاتية bio.
وفقاً لـ Twitter api فإن الترند السبت مساءً في المملكة العربية السعودية كان كما يظهر في الصورة، حيث تم نشر أكثر من 13 ألف تغريدة من السعودية تتضمن عبارة (الشعب الإيراني).
علامة استفهام كبرى تظهر عند مراقبة التغريد في إيران، حيث إن الشعب الإيراني كان يقوم بالتغريد باستخدام هاشتاغات باللغة الفارسية، وهي: (#تظاهرات_سراسرى) (#بنزین_۳۰۰۰_تومنی) (#مردم_ایران)، ولكن المراقبة أظهرت إستخداماً مشبوهاً لهذه الهاشتاغات لتوجيه المضمون ضد أشخاص محددين، وهنا نتحدث عن المرشد خامنئي واللواء قاسم سليماني.
دراسة محتوى التغريد فيما يخص الإحتجاجات في إيران تظهر أن المحتوى باللغة الإنكليزية غلب عليه المعلومات حول ارتفاع أسعار البنزين ومشاهد الإحتجاجات، والصورة تظهر أكثر الكلمات المتسخدمة.
أما التغريد باللغة العربية فكان يدور حول المرشد الإيراني خامنئي، دون أية كلمات تحمل موقفاً معاكساً لما يتم النقاش حوله، أيضاً كان هناك ذكر لاحتجاجات العراق ولبنان.
#خامنئي_عدو_مشترک
هذه الهاشتاغ كان من أهم الهاشتاغات التي كان يروج لها من قبل الحسابات السعودية، وخصوصاً لدعوة العراقيين لزيادة التغريد ورفع نسبة الوصول (reach)، ليصبح وصول الهاشتاغ في المحتوى العربي على الشكل التالي:
أيضاً قام الأشخاص الذين يحظون بشعبية على "تويتر" (influencers) بدعوة متابعيهم لاستخدام الهاشتاغ ذاته من أجل زيادة نسبة الوصول reach لأكبر قدر ممكن من الحسابات على "تويتر".
هنا يظهر أحد الحسابات ويدعو للتغريد على هاشتاغ #الاحواز_تنتفض، بينما في إيران لا يُستعمل اسم المنطقة بهذا الشكل، بل يُطلق عليها اسم "الأهواز".