كابوس روسيا

ما بين إعلانه في بداية ولايته الرئاسية أنه يريد إقامة علاقات جيدة مع موسكو إلى اعلان استراتيجية الأمن القومي مع نهاية العام الأول له في البيت الأبيض والتي وضعت روسيا إلى جانب الصين التحديين الأساسيين للولايات المتحدة مسار من العلاقة التي حكمتها الخلافات بين ترامب والمؤسسة الأميركية. قراءة لمدير مركز الحوار العربي في واشنطن د. صبحي غندور.

عن العلاقة بين إدارة ترامب وروسيا يتحدث د.صبحي غندور

يعيش الرئيس الأميركي دونالد ترامب كابوس روسيا منذ الأيام الأولى له في البيت الأبيض. من يدري ما إذا كانت القضية التي بدأت بإقالة مستشاره للأمن القومي مايكل فلين ستنتهي به. يصرّ ترامب على نفي كل الاتهامات الموجهة له بشأن العلاقة مع موسكو وتدخل الأخيرة في الانتخابات لمصلحته في مواجهة منافسته هيلاري كلينتون. لكنّ القرارات التي اتخذها في أقل من سنة زادت التساؤلات بدلاً من أن تبددها. 
آخر التقارير التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" اتهمته بمحاولة إقالة المحقق الخاص روبرت مولر علماً أن ترامب أعلن استعداه الإدلاء بشهادته أمامه. لكن ما بين إعلانه في بداية ولايته الرئاسية أنه يريد إقامة علاقات جيدة مع موسكو إلى اعلان استراتيجية الأمن القومي مع نهاية العام الأول له في البيت الأبيض والتي وضعت روسيا إلى جانب الصين التحديين الأساسيين للولايات المتحدة مسار من العلاقة المبهمة التي حكمتها الاختلافات والخلافات ما بين ترامب من جهة والمؤسسات الأميركية العديدة سواء مكتب التحقيقات الفيدرالي أو وزارة الخارجية أو الاستخبارات أو حتى القضاء والاعلام.
يقول مدير مركز الحوار العربي في واشنطن إنه "لو ترك الأمر لترامب في العلاقات الأميركية الروسية لوجدناه يقيم أفضل العلاقات لأن الهدف لديه ليس فقط تحسين العلاقة مع روسيا بل ثمة اتفاقات رعاها مايكل فلين قبل طرده والمستشارون الذين كانوا يعملون معه في حملته الانتخابية".  
وفق غندور لن يكون بوسع ترامب اتخاذ أي قرار تجاه روسيا يتعارض مع هذه المؤسسات، ربما هذا ما يفسر التحوّل في خطابه تجاه موسكو التي استفادت من وجود ترامب في كلا الحالتين.
كيف ذلك؟ إذا تخطى ترامب التحقيق بشأن الدور الروسي في وصوله الى البيت الابيض فإنه سينفذ التزاماته وإذا عجز عن ذلك وذهب إلى المواجهة معها فإن الأمر سينعكس ضعفاً في السياسة الخارجية وعدم استقرار في هذه السياسة بما يتعلق بكوريا الشمالية وايران والعلاقة مع الناتو والدول الاوروبية بحسب رؤية غندور. وبالتالي فإن أي ضعف في المؤسسات والرئاسة سيعود بالفائدة على روسيا.
ولكن هل سينتهي الكابوس الذي أرّق مضجع ترامب في عامه الأول؟ يقول مراقبون إن التحقيق لن يطول كثيراً وإن نتائجه هي التي ستحدد مصير ترامب. إلى أن يحصل ذلك يتوقع د. صبحي غندور أن يواصل ترامب وموسكو محاولاتهما لإظهار الخلافات لكي يستفيدا منها كل من جانبه. "بوتين بحاجة لذلك داخل روسيا لتعبئة الشعب الروسي في الانتخابات الرئاسية المرتقبة وكذلك ترامب الذي يجد في هذه الإشارات السلبية لروسيا صك براءة من الاتهامات بشأن علاقته بها" يقول مدير مركز الحوار العربي.