باع أملاك الكنيسة للإسرائيليين: الفلسطينيون يدعون البطريرك ثيوفيلوس للرحيل

الفلسطينيون يدعون البطريرك ثيوفيلوس للرحيل

تفاعلت قضية بيع أراضي وقف الروم الأرثوذكس للإسرائيليين في فلسطين على يد البطريرك اليوناني الأصل والانتماء ثيوفيلوس، وبلغت عمليات البيع ما لم يعد يحتمله السكان بفئاتهم جميعا، فانطلقوا في مسيرة حاشدة من باب الخليل بالقدس المحتلة إلى مقر البطريركية، واختارت هذا الحي لاشتماله عقارين هامين هما فندق امبريال وفندق البتراء لصالح الجمعيات الاستيطانية الصهيونية. 

 

شارك في المسيرة حشد غفير من مختلف البلدات والمدن والفئات، من بينهم النائبان أسامة سعدي وأيمن عودة، وجابت شوارع القدس العتيقة الضيقة، وبين أبنيتها التراثية، وهتفوا لرحيل ثيوفيلوس، ومن الهتافات: "وحدة وحدة وطنية..لتحرير البطركية"، و"يا للعار للعار.. ثيوفيلوس والتجار.. يا عبيد الدولار"، و"الحقيقة جاية جاية..حكم الظالم ألو نهاية"، و"بدنا نقولا عالمكشوف.. ثيوفيلوس Runaway (إرحل)”.

 

بالإضافة إلى أعضاء أخوية القبر المقدس، وتعيين مسؤولين عربا مكانهم، للعمل على كشف الصفقات التي قامت بها البطريركية اليونانية والعمل على ابطالها.

 

العديد من الهيئات ومنظمات المجتمع الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج حيت التحرك، وقال رئيس الهيئة الإدارية لـ "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" المحامي واكيم واكيم "إننا نحيي الجهود الرافضه لبيع أراضي الأوقاف المسيحية والإسلامية ...أصلا نحن تصدرنا حملة مماثلة تدعو الناس لرفض استلام تعويضات عن أراضيهم المصادرة تحت شعار لا للتفريط بأرض الإباء والأجداد، ونحن نتمسك بهذه الأرض بقوة. وقد نظمت جمعيتنا حملة لحماية أرض الإباء والأجداد شملت محاضرات، وندوات كثيرة في العديد من المناطق داخل أراضي 1948. وهناك بداية لتواصل رسمي من قبل جمعيتنا مع جهات تعد لحملات ضد بيع الأراضي".

 

يذكر أن هذا الاحتجاج الشعبي والمظاهرة الحاشدة تعتبر الأولى من نوعها منذ النكبة.

أعضاء في "حركة الشباب المسيحي" كانوا بين المشاركين

ولفت بين المشاركين أعضاء في "حركة الشباب المسيحي" على ما ظهر على قمصان بعض المشاركين، ورفعوا شعارات على القمصان كتب فيها: "بيتي بيت الصلاة يدعى..وأنتم جعلتموه مغارة.. لا للتفريط بأرضنا".

حمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها “الأوقاف الأرثوذكسية ملك للطائفة وليس لثيوفيلوس"

كما حمل المتظاهرون لافتات عليها: “الأوقاف الأرثوذكسية ملك للطائفة وليس لثيوفيلوس"، و"أوقافنا ليست للبيع..هي ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا"، و"ثيوفيلوس غير مستحق.. لا شرعية لك"، و"ليسقط نظام القمع والاستبداد"، ولافتة من يافا تقول: "يافا عروسة البحر تستنكر بيع الأراضي"، وشعارات ولافتات كثيرة رافقت المسيرة. 

ألقى عضو المجلس الملي الأرثوذكسي شفيق ذيب كلمة دعا فيها الفلسطينيين إلى وحدة الموقف تجاه قضية بيع الأراضي

وألقى عضو المجلس الملي الأرثوذكسي شفيق ذيب كلمة دعا فيها الفلسطينيين إلى وحدة الموقف تجاه قضية بيع الأراضي، وخيَر السكان بين البقاء في أرضهم وبيوتهم، وبين التشتت والتشرد من جديد، وتمنى على كل فئات الشعب الفلسطيني الاحتشاد الأسبوع المقبل من أجل تصعيد الموقف حماية للأرض.

ختام الرسالة تضمن مطالبة للبطريرك بالرحيل

ونقل وفد من المتظاهرين رسالة باسم المجالس الملية الأرثوذكسية، وحراك "الحقيقة"، وشخصيات وطنية فلسطينيّة، إلى البطريرك ثيوفيلوس وأعضاء مجمعه مطالبة إياهم بالرحيل. ونشر موقع "عرب 48" الرسالة التي جاء فيها: "منذ الآن، لا نعترف بأنك بطريرك المدينة المقدسة؛ فإن من يخون الأمانة بحفنات من الدولارات مثل يهوذا الإسخريوطي لا يمكنه ولا يحق له أن يسمى بطريركا".

 

أضافت الرسالة: "كلمة "بطريرك" تعني الأب، وبفشلك أفقدت نفسك هذه القيمة، وهذا المعنى. أما أُم الكنائس، فقد أفقدتها أمومتها وحنانها بجلافتك، وغطرستك، وتسلطك عليها، واغتصابك لقرارها. لقد أفقدت هذه المؤسسة الروحية رسالتها، وحولتها إلى وكالة عقارات ومال وفساد وشراء ذمم".

 

ختام الرسالة تضمن مطالبة للبطريرك بالرحيل، وجاء في الختام: "لقد اعتدنا على نكثك للوعود وللعهود، وعلى عدم استجابتك لطلباتنا. هذه المرة أتينا بالمئات إكراما لكنيستنا التي نحبها وخوفا عليها، كي نقدم لك طلبا واحدا: كف شرك عن كنيستنا، وارحل!".

 

الناشط جهاد أبو ريا شارك في الوفد الذي نقل الرسالة، و علق بقوله أنّ "الأوقاف التي تسيطر عليها البطريركية اليونانية هي أوقاف فلسطينية أرثوذكسية ومسؤولية تحريرها تقع على جميع الفلسطينيين وليس على طائفة بعينها”.

 

أضاف: "إن ما تقوم به البطريركية اليونانية هو جريمة بحق الفلسطينيين وعلى المؤسسات الفلسطينية ملاحقتهم ومعاقبتهم وعدم الاكتفاء بالتنديد، نحن نتحدث عن إرث وطني فلسطيني يتم تقديمه هدية إلى الجمعيات الصهيونية التي تعمل ليل نهار على تهويد القدس وهؤلاء الغرباء يساعدونهم في عملية التهجير والتهويد".

 

وأفاد أبو ريا أنه "في الأشهر الأخيرة تم الإعلان عن عمليات بيع أوقاف ارثوذكسية واسعة قامت بها البطريركية اليونانية للجمعيات الاستيطانية في مناطق حساسة واستراتيجية، مثل عملية بيع فندق امبريال وفندق البتراء في باب الخليل، ومبنى المعظمية في باب حطة القريب من مدخل الاقصى، كذلك تم الإعلان مؤخراً عن بيع أكثر من 500 دونم من أراضي الطالبية في القدس الغربية، ومئات الدونمات في قيسارية بالإضافة إلى عمليات بيع في طبريا، وفي ميدان الساعة في مدينة يافا، وترفض البطريركية اليونانية الكشف عن حجم الاوقاف الأرثوذكسية أو الصفقات التي تقوم به مما يثير الشكوك أنّ عمليات البيع بالتفريط بالأوقاف الأرثوذكسية هي أكثر بكثير مما يتم الإعلان والنشر عنه".

 

وتعتبر البطريركية اليونانية أنّ الأوقاف الأرثوذكسية في فلسطين هي ملك الأمة اليونانية، ولا يحق للأرثوذكس العرب التدخل في شؤونها، ولذلك لا يرون ببيع أملاك وأوقاف الكنيسة الأرثوذكسية للجمعيات الصهيونية جريمة أو خطأ، وفي المقابل يرى الفلسطينيون أن هذه الأوقاف هي ملك الطائفة الأرثوذكسية الفلسطينية ولا يجوز التفريط بها أو بيعها للإسرائيليين باعتبارها إرثاً وطنياً وتاريخياً.