رباط الخارج الفلسطيني بالداخل في احتفالية برج البراجنة
كان ملعب أجيال العودة في مخيم "البرج"، يغلي حركة وتفاعلاً مع الداخل، في لقاء جرى بدعوة من "اتحاد روابط قرى مخيم برج البراجنة"، أقيمت فيه مختلف الأنشطة المعبرة عن تمسك الفلسطيني بالعودة، وحبه لوطنه.
تتزايد حساسية الفلسطيني على قضيته بحلول شهر أيار/مايو، حيث تحل ذكرى النكبة، والاستفزاز الاسرائيلي باعتباره استقلال الدولة العبرية، وهي سلطة لم تكن دولة موجودة، ولا محتلة، حتى تستقل. هكذا تستفز الفلسطيني المفاهيم الكيدية للاحتلال.
بين نكبته، وتهجيره، وتدمير وطنه، وإحلال قوم محل قوم آخر، في فترة زمنية وجيزة نسبياً في عمر التاريخ، يشعر الفلسطيني أنه ضحية حدث غير مسبوق في عمر الانسانية، بما يختزن من حساسية، وقساوة التداعيات الناجمة منه.
لذلك، ما إن تطل مناسبة أو يقع حدث يعبر عن عمق المأساة، حتى يهب الفلسطيني مؤكداً استمراريته، وغير متنازل عن حقه، ومصّراً على استعادة ما فقده، مهما بلغت التضحيات، ومهما طال الزمن.
في فلسطين، تداعى المهجرون للعودة إلى إحدى قراهم كما جرت العادة منذ عشرين عاماً، مع فارق حجم المشاركة المتنامي عاماً بعد عام. تواصل فلسطيني الداخل مع الخارج، وتم التنسيق في الأمور ذات الصلة، فتم الاتفاق على أن تكون المسيرة هذا العام إلى بلدة "الكابري"، ومنها تجمع سكاني كبير في مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت.
بعد وضع الترتيبات للتحرك الذي جرى في الداخل الفلسطيني، كان ملعب أجيال العودة في مخيم "البرج"، يغلي حركة وتفاعلاً مع الداخل، في لقاء جرى بدعوة من "اتحاد روابط قرى مخيم برج البراجنة"، أقيمت فيه مختلف الأنشطة المعبرة عن تمسك الفلسطيني بالعودة، وحبه لوطنه. والاتحاد يمثل قرى الكابري، والغابسية، والشيخ داوود، وعكا، وترشيحا، والكويكات، وسكانها المنتشرين في دول عديدة من العالم، وحضر العديد منهم للمشاركة باحتفالات اليوم.
كما استضاف اللقاء الناشطة العالمية نائبة رئيس الاتحاد الأوروبي لويزا مور غنتيني التي شاركت الجمهور الفلسطيني قصص بلداته وقراه على لسان كبار السن، وشاهدت الأطفال يتوثبون للعودة إلى وطنهم بالعتبير الراقص، والأغاني، والأناشيد، واللوحات الفنية.
منسق نشاط الداخل والخارج صلاح حماد- ابن الكابري- تحدث للميادين نت عن يوم "البرج" التضامني مع الداخل، قائلاً إن "تحرك البرج جاء متزامناً مع مسيرة الكابري في الداخل الفلسطيني، ومع إضراب الكرامة المتمثل بمعركة الأمعاء الخاوية في السجون الصهيونية، والبرنامج رد سياسي من الأطفال على المقولة الصهيونية التي ادعى فيها أن "الكبار يموتون، والصغار ينسون"، حيث أكد الأطفال في كافة فقراتهم انتماءهم لهذه الأرض فلسطين، وأن العودة والنضال والمثابرة على هذا العمل حق، لكن بلغة مختلفة عما اعتاد عليه الناس".
وعرضت خلال اليوم أعمال العديد من الفنانين، ورسامي الكاريكاتور، واللوحات الفنية عبرت عن التضامن مع إضراب الكرامة، ثم جرت فعاليات خيمة اعتصام تضامني مع الإضراب، وتناول فيها المشاركون، بشكل رمزي، كوباً من الماء والملح تعبيراً عن الصمود البطولي في معركة "إضراب الكرامة"، وبمشاركة من "مركز الشيخوخة" مع كبار السن، ساهموا بلوحات جميلة من ذاكرتهم وهم صمموا أن تستمر حتى خاتمة المهرجان.
وتخلل الاحتفال أيضاً مهرجان خطابي جرى بالتوقيت عينه لمسيرة الداخل، وتم فيه التعريف بالمسيرة هذا العام التي عرفت بـــ "أم المسيرات" إلى الكابري، بحسب تعبير حماد، وشهد كلمات لسفير فلسطين، وكلمة للناشطة الإيطالية مور غانتيني، وكلمة اتحاد روابط قرى الجليل في مخيم برج البراجنة.
كما وجّه حماد في المهرجان رسالة باسم الاتحاد ركزت على أهمية التحركات، وعبرت عن التضامن مع الأسرى الفلسطينيين الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية، من أجل الحرية لهم ولكل فلسطين وعودة اللاجئين إلى ديارهم"، وقال حماد في الرسالة: "أردنا أن نؤكد أن مقولة العدو أن الكبار يموتون والصغار ينسون ما هي إلا كذبة ووهم، فالجيل الجديد اليوم أشد إصراراً على العودة مهما بلغت التضحيات والصعاب، وهذا ما ظهر في اللوحات الفنية والفولكلورية التي أداها ابناء الجيل الجديد".