الأسرى الأطفال في "دامون" محتجزون في غرف خانقة تنتشر فيها الفئران
الأسرى الأطفال محتجزون في قسم تحت الأرض، تنتشر فيه الفئران والصراصير، وتنعدم فيه التهوية ولا يصلح للعيش الآدمي، ويضطرون لاستخدام فرشة النوم كستارة عند دخولهم الحمام وأماكن الإستحمام كونها مكشوفة.
تضامناً مع ما يتعرض له الأسرى الأطفال المنقولين إلى "الدامون"، أرجع أكثر من 1000 أسير في سجن "عوفر"، اليوم الخميس، وجبة الإفطار.
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني، أن هذه الخطوة نُفذت في كافة الأقسام وبمشاركة كافة الفصائل، كردّ أولي على الظروف المأساوية التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال على الأسرى الأطفال الذين جرى نقلهم، واستمرارها في تجريدهم من ممثليهم، وحرمانهم من الزيارة، عدا عن عمليات القمع المتكررة التي يتعرضون لها والتهديد المتواصل، وعزل عدد منهم.
وأوضح نادي الأسير، أن الأسرى الأطفال محتجزون في قسم تحت الأرض، تنتشر فيه الفئران والصراصير، وتنعدم فيه التهوية ولا يصلح للعيش الآدمي، ويضطرون لاستخدام فرشة النوم كستارة عند دخولهم الحمام وأماكن الإستحمام كونها مكشوفة، وهي خارج الغرف، كما ويضطرون لفتح فرشات والنوم داخلها بسبب البرد القارس، مع انعدام توفر وسائل التدفئة والأغطية.
وأضاف: "فيما يتعلق بساحة "الفورة" وهي الساحة الخارجية للسجن التي يخرج إليها الاسرى، فإنها صغيرة ولا تتجاوز مساحتها 5 أمتار، وخلالها تبقى قوات القمع المسماة "اليماز" موجودة معهم، وتنعدم أي نشاطات تعليمية أو تثقيفية"، لافتاً إلى أن ما يتوفر لهم فقط هو القرآن الكريم.
وأشار النادي إلى أن الطعام المقدم للأسرى الأطفال سيء كمّاً ونوعاً، وهو عبارة عن علبة لبن، ورغيف من الخبز المقسّم لكل غرفة، وحبة من الكلمنتين، والخيار، وفي بعض الأحيان يتم جلب الأرز كوجبة إفطار، فيما تحتوي وجبة الغداء على طبق من المعكرونة القاسية وغير المطهوة جيداً، لها رائحة كريهة، بينما وجبة العشاء فهي فاصولياء شبه نيئة، والماء ملوث ولونه مائل إلى الأصفر، ومع ذلك يضطرون لاستخدامها لانعدام البديل.
ويقول تقرير نادي الأسير إن "غالبية الأطفال يعانون من أوجاع في الصدر بسبب البرد، ولا يستطيعون النوم بسبب القحة الشديدة، وإدارة السجن تكتفي بإعطائهم خافض للحرارة، كما وتتعمد قوات القمع الوجود على مدار الساعة أمام القسم، حيث تقوم بتنفيذ عمليات تفتيش تصل لـ6 مرات في اليوم للغرف".
ويوضح التقرير أن إدارة سجون الاحتلال فرضت عليهم عقوبات منها الحرمان من الزيارة لمدة أربعة شهور، وغرامات مالية، مشيراً إلى أنه في الأيام الأولى لنقلهم من سجن "عوفر"، اعتدت قوات القمع عليهم بعد رفضهم الدخول إلى القسم وصدمتهم مما شاهدوه، ونقلت إدارة السجن مجموعة منهم إلى عزل سجن "الجلمة" في حيفا المحتلة، وأجبرت أحد الأسرى الأطفال على خلع ملابسه في البرد القارص في عزل "الجلمة" للضغط عليه لتعليق إضرابه عن الطعام، وهو ما تم فعلاً، حيث لم يحتمل الطفل البرد الشديد ما اضطره لتعليق الإضراب، وأُعيد مجدداً إلى سجن "الدامون".
وطالب نادي الأسير، المؤسسات الدولية الحقوقية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، بالتدخل من أجل إنقاذ الأسرى الأطفال، الذين يواجهون مصيراً مجهولاً بعد نقلهم دون ممثليهم قبل أكثر من أسبوعين. وحمّل نادي الأسير إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصيرهم في ظل ما يرد تباعاً من شهادات الأطفال الأسرى المحتجزين هناك.
وكانت إدارة سجون الاحتلال قد نقلت 34 طفلاً من سجن "عوفر" إلى سجن "الدامون" في 13 كانون الثاني/ يناير الجاري، من دون ممثليهم من الأسرى البالغين للانتقال معهم كما هو سائد ومعمول به منذ سنوات. وتواصل احتجازهم في ظروف مأساوية وصعبة، في قسم لا تتوفر فيه أدنى شروط الحياة الآدمية، وذلك بهدف الاستفراد بهم وتهديد مصيرهم مجدداً، وفرض تحول وواقع جديد على حياة الأسرى الأطفال.
الجدير ذكره أن الأسرى استطاعوا عام 2010 بعد مطالبات متعددة وتصعيد في سجن "عوفر"، أن يجبروا الاحتلال للموافقة على وجود ممثلين عن الأشبال لمتابعة شؤونهم على غرار الهيئات التمثيلية الخاصّة بالأسرى الكبار، وهي منظومة إدارية ابتكرها الأسرى تمكّنهم من البقاء موحّدين أمام السجّان.
ويحاول الاحتلال التنصل من هذا الاتفاق وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 10 سنوات، وأن يستفرد بالأشبال ويتعامل معهم مباشرة من دون ممثلين، لذلك رفض نقل ممثليهم معهم، وفي حال تعاطى مع الأمر لن يكون كالسابق، إنما فقط بوجود الممثلين لساعات قليلة ثم يغادرون أقسام الأشبال إلى غرفهم، وليس إلى غرف في أقسام القاصرين نفسها.
ويُشار إلى أن عدد الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال قرابة 200 طفل.