الأسرى الفلسطينيون القدامى ضحية اتفاق أوسلو

كان يفترض الإفراج عن قدامى الأسرى بموجب اتفاق أوسلو في عام 2014 إلا أن الاحتلال الإسرائيلي تنصل من اتفاقاته مع السلطة الفلسطينية.

  • الأسرى الفلسطينيون القدامى ضحية اتفاق أوسلو
    هناك 29 أسيراً في معتقلات الاحتلال قبل توقيع اتفاقية أوسلو ولم يطلق صراحهم

يشكل ملف الأسرى الفلسطينيين في مرحلة ما قبل توقيع اتفاق أوسلو في العام 1993 واحداً من الملفات الفلسطينية الموجعة التي كان يُفترض أن يدخلها المفاوض الفلسطيني اَنذاك، ضمن ملف بنود الاتفاقية التي فشلت في حسم ملفات الصراع العربي - الإسرائيلي.

يبلغ عدد الأسرى حوالى 6500 أسير، وعلى رأسهم 45 أسيراً يعرفون بقدامى الأسرى، و500 أسير محكومين بالمؤبد. وهناك 29 أسيراً في معتقلات الاحتلال، بينهم 12 اسيراً منهم مضى على اعتقالهم أكثر من ثلاثين عاماً منذ ما قبل توقيع اتفاق "اوسلو".

يعتبر وصفي قبها، وزير الأسرى السابق والقيادي في حركة حماس والذي كان قد أمضى في سجون الاحتلال نحو 15 عاماً على مدد مختلفة، "أن المفاوض الفلسطيني أثناء أوسلو لم ينتبه لقضية الأسرى برمتها خلال المفاوضات التي سبقت توقيع الاتفاق ولم يعرها اهتماماً، حتى أن الوفد الاسرائيلي المفاوض أنذاك أحضر خلال احدى الجلسات قائمة بأسماء الأسرى وأحكامهم وجدولة للإفراج عنهم كاستحقاق لتوقيع اتفاقية السلام، لكن لم يطرح المفاوض قضية الأسرى على الاطلاق، ولاحقاً عندما تم توقيع الاتفاقية عام 1993، انتفض الأسرى داخل السجون لتجاهل قضيتهم وكانت هناك محاولة لاستدراك الأمر، ولكن تم توقيع الاتفاقية".

ويشدد قبها أن الأسرى من حركتي فتح وحماس وجميع الفصائل الفلسطينية لا يعولون اليوم على المفاوضات مع الاحتلال  للإفراج عنهم  بل على المقاومة التي أنجزت صفقة "وفاء الأحرار"  التي حققت الحرية لـ457 أسيراً و27 أسيرة في المرحلة الأولى في مقابل إطلاق المقاومة سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. في حين تمت المرحلة الثانية بعد شهرين بالإفراج عن 550 أسيرًا، وسبق الصفقة الإفراج عن 20 أسيرة في مقابل شريط فيديو يُظهر شاليط وهو حي.

وبخلاف قبها، يرى المتخصص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أنه رغم كل الماَخذ والإنتقادات التي يسجلها  على العملية السلمية، إلا أنه يرى أنها تمكنت من اطلاق سراح الآلاف من الأسرى الفلسطينيين، لكنها فشلت في كسر قيدهم واطلاق سراحهم جميعاً. ويرى فروانة أن صفقة "شاليط" عام 2011 لم تنجح هي الأخرى في اغلاق ملف الأسرى لانها أفرجت عن جزء منهم وليس جميعهم.

فعندما تم  استئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية أواخر تموز/ يوليو عام 2013. كان الطرفان المتفاوضان قد اتفقا برعاية أميركية، على إطلاق سراح الأسرى القدامى جميعاً و على أربع دفعات، وكان عددهم 104 أسرى، خلال تسعة شهور، وفيما التزمت "إسرائيل" بإطلاق سراح الدفعات الثلاثة الأولى. إلا أنها تنصلت من الاتفاق ورفضت إطلاق سراح الدفعة الرابعة الذين كان يفترض إطلاق سراحهم في أواخر آذار/مارس من العام 2014، وعددهم 29 أسيراً، ما دفع الطرف الفلسطيني إلى وقف المفاوضات.

والأسرى القدامى المعتقلون منذ ما قبل "أوسلو" وعددهم 29 أسيراً هم: محمد احمد الطوس، ابراهيم نايف ابومخ، رشدي حمدان ابومخ، وليد نمر دقة، ابراهيم عبدالرازق بيادسة، أحمد على ابو جابر، سمير ابراهيم أبونعمة، محمد عادل داوود، بشير عبدالله الخطيب، محمود سالم ابوخربيش، محمود عثمان جبارين، جمعة ابراهيم اَدم، سمير صالح سرساوي، رائد محمد السعدي، فارس أحمد بارود، ابراهيم حسن اغبارية، محمد سعيد اغبارية، يحيى مصطفى اغبارية، محمد توفيق جبارين، ضياء زكريا الفالوجي، محمد فوزى فلنة، ناصر حسن ابو سرور، محمود جميل ابو سرور، محمود موسى عيسى، محمد يوسف شماسنة، عبدالجواد يوسف شماسنة، علاء الدين فهمى الكركي.

وبينهم الأسيران كريم وماهر يونس يونس وهما من المناطق التي احتلت عام 1948 وهما معتقلان منذ كانون ثاني/يناير عام 1983 وهما أقدم الأسرى، حيث مضى على اعتقالهما نحو 36 عاماً بشكل متواصل، والأسير نائل البرغوثي الذي اُعتقل بشكل متواصل لمدة 34 عاماً، وأفرج عنه خلال صفقة "وفاء الأحرار" ثم أُعيد اعتقاله مجدداً عام 2014، وأعادت سلطات الاحتلال حكمه السابق وهو المؤبد وحكم آخر  لمدة 18 عاماً، لتصبح مجموع سنوات اعتقاله 37 عاماً ونصف.

نشير الى أن قرابة نصف قائمة "الأسرى القدامى" وعددهم 14 أسيراً هم من المناطق المحتلة عام 1948، والباقي من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.