ما أصعب السير!
فيروز.. عفوكِ إن ضاق البيان مدى، ما أصعب السَّير في هذي البساتين!
هبِّي على شَجني زهرَ الرياحين
واستمطِري الطِّيبَ منْ غيمِ التَّشارينِ
***
هبِّي على شَجَني معْ كلِّ قافيةٍ
خضراءَ تُورقُ في قَفرِ الشَّرايينِ
***
سكبَاً مِنَ النَّغَمِ القدسِيِّ أعذَبُهُ
ما راحَ يُبحِرُ في روحي وفي طِيني
***
من كلِّ قافيةٍ حلمٌ وأغنيةٌ
تستنهضُ الصُّبحَ من ليلِ الملايينِ
***
تكادُ تعزفُ من أوجاعِ غربَتِنا
شجوَ الطيورِ على خضرِ الأفانينِ
***
أكبَرْتُ لحنَكِ هَطلاً طافَ من بردى
فاعشَوشَبَ الغيمُ في علياءِ صنين
***
لِلهِ فيضُ جَمَالاتٍ يطوفُ ضُحىً
معَ النَّسائمِ مشبوبَ التَّلاحينِ
***
يَسري، فيخطفُ من روحي حمائِمَها
خطفَ الخمائلِ أسرابَ الحساسينِ
***
طيَّبتُ شعريَ منْ ذكراك قافيةً
كالدّرِّ رصَّعَ تيجانَ السَّلاطينِ
***
يشدو بأروعِ ما فاض الزمانُ ندىً
نوراً يفيضُ برَوعاتِ المضامينِ
***
يا أُختَ جِلَّقَ كمْ أغنى مسامعَنا
عزفُ العصورِ بِسِرٍّ غيرِ مكنونِ
***
يا طَيفَ فاتنةٍ في الصُّبحِ مُتْرَفَةٍ
راحتْ تُداعِبُ أحلامَ المساكينِ
***
كم قدْ نَثَرتِ بِقَفْرٍ مُجدِبٍ حَزِنٍ
طِيبَ الأزاهِيرِ منْ غارٍ ونِسرينِ
***
فيروز عفوكِ إنْ أعيَتنِي سالِفَتي
جُنَّ الخيالُ بآياتٍ وتبيينِ
***
فيروزُ.. عفوكِ إنْ ضاقَ البيانُ مدى
ما أصعبَ السَّيرَ في هذي البساتينِ!