قُمْ للغزاة*
وَصحتِ: يا عُرْبُ، حَبلُ "بوشَ" في عُنقي.... كيف الخلاصُ، وجيشُ الغدر ينتظِرُ!
هي المَشاعرُ يا دمشقُ تقلقني
فكيف لي بغيابٍ شاءَهُ القدَرُ
يا دارَ مكرمةٍ لمن نُعزّهُمُ
يا صَخرة الطّود ِلمّا جاءَنا شَرَرٌ
يا دربَ أجدادِنا نحو الدّنى عَبَروا
تاريخُكِ المَجدُ، أنتِ المَجدُ مُذ حَضروا
حَقّ الشهامةِ أن تكونَ عالية
ففي الأعالي يَعيش النّسرُ والكِبَرُ
نأبى الهوانَ ففي أخلاقِنا شَرفٌ
لا يقبلُ الّذلّ إلا آبقٌ خدِرٌ
***
غزو العراقِ به طعنٌ لأمّتِنا
فَهل تموتُ ولا يبقى لها أثَرٌ
لم يبقَ في وَطَن النّخيلِ حَيٌّ بلا
شكوى، فراتٌ بَكى، والطيرُ، والشَّجَرُ
***
قلبي على إخوةٍ عانوا وقد صَبَروا
صاحَ الضّميرُ، وشابَ الطّفلُ، والحَجَرُ
عذراً فُراتُ فَإنّ دمعَهُم لؤلؤٌ
في قاع سَيلِكَ، لا يَنامُ بل يَسْهَرُ
النّفطُ والعُهرُ ها قد مَزَّقا بَلَداً
أين الطّغاة ُ؟ وأينَ السّجنُ والخفرُ؟
***
دار السّلامِ ربى التّاريخ تحضرُني
جارَ الزّمانُ على أبوابكِ التترُ
وَصحتِ: يا عُرْبُ، حَبلُ "بوشَ" في عُنقي.... كيف الخلاصُ، وجيشُ الغدر ينتظِرُ!
إدارة َالمَحقِ ِ... يا بغاءَ عالمِنا
أأنتِ خادِمَة ُ الشّيطانِ، أم بَشرٌ؟
***
آتٍ هو النّصرُ من علمٍ ومن عَمَلٍ
آتٍ هو النّصرُ إنّ الجيلَ يَقتَدِرُ
وما شُعوبُ بلادِنا بجاهلةٍ
فالحمد ُلله فينا العَقلُ والبَصَرُ
العيدُ يأتي كما الثمارُ والشّجَرُ
والصّومُ والصّيفُ، والإفطارُ والسّمَرُ
بغدادُ أبحثُ عن خَيلٍ لِمُعْتصِم ٍ
شِدِّي الرّكابَ فبالجهادِ نعْتمِرُ
***
متى أردّ لكَ الدّيونَ يا بَلدي؟
فَكلّما غابَ نجمٌ يَقرُبُ الكِبَرُ
إني تعبت وهَدّ كاهلي التعَبُ
وسلوتي اليومَ صارَ الشعْرُ والوَترُ
دارَ السّلامِ رُبى التّاريخ تحضرُني
جارَ الزّمانُ، على أبوابكِ التترُ.
* كتبت هذه الأبيات في صيف العام 2003. أي في أول صيف بعد العدوان على العراق من قبل القوات الغازية الأميركية والبريطانية، وهي تحكي عن غزو العراق وما عاناه الشعب العراقي من ظلم، وفي الوقت نفسه تستنكر القصيدة الغزو الّذي يذكرنا بغزو التتتر والمغول للشرق العربي ودخولهم بغداد.