نُبُوءَةُ حُزن
قولي: بأنّي كفَرتُ الآنَ، فاتِنَتي في الحُبِّ قاتلةٌ.
صَــــوْبَ انتِهَائـــــــي، أسيرُ الآنَ مُـــــــبتعداَ
أجُـــــرُّ خطـــوَة هــــــذا الـــــبــدءِ، مُنــــفرِدا
أَهيـــــمُ فـــي الأرض، لا ربعا أَمُـــــرُّ بِــــــهِ
إلاَّ وبَـــــايعَنــــي، في الــــحُزن مَــنْ وُلِــــــدا
أســــــيرُ تسـحبُنِـــــي الأطـــيـــافُ صَـــــامِتةً
تخْـــــطُو، فَأنْــــأى، ليدْنُــــو الدَّمــــعُ مُحتَـشِدا
أُسابِــــقُ الـــموتَ فــــي صَــــحراءِ أغــــنيتي
أنـَــــا الـــذي كُــــلُّ لحْـــــنٍ فِـــــيَّ قَدْ وُئِـــــدا
أُعـــــاتبُ الــــليْــــــلَ، لا ضَــــوءا يَــلُوحُ بِهِ
كـــيْ أقـْـــتفي أثـَــري فـــي الليْــــل مُجْــــتهِدا
أُراقـِــــبُ النجــــمَة البيْـــــضاءَ، تَــــسألُنـي:
إلـــى مـــــتى؟ فــــيُضيءُ الصَّمْــــتُ مُتــَّـــقِدا
أُحاصِــــرُ الدَّمْـــــعَ ، والرُّؤيــَـــا تُحاصِـــرُني
فأُهـْــــرقُ الدَّمـــــعَ فــي رُؤْيـــــايَ مُرْتـــــعِدا
أُقايـِــــضُ الــــــفرحةَ الحُـــــبلى بأسْــــــــئِلتي
بالعـــمرِ يمـــــشي إلـــــى النِّـــــسيانِ متَّئـِــــدا
أُسائـِـــــلُ الغـــــدَ عـــــنِّي، جــــــاء مُتــــكِـئا
عــــلى بَقـــــايَا دمــــي المُنســــابِ مُسـْـــــتنِدا
وأَنـــــزَوي كـــــلَّ ليــــلٍ خــــلفَ ذاكِــــــرتي
لأحْـــــتــمِي بلـــــظى ذِكْــــــراك مُبْــــــــتردا
أَبْـــــني لألفِ احْتـــــمالٍ ألْــــــفَ مُحْتـــــــمَلٍ
فَأَسـْــــتفيقُ عـــلـــى نـــزْفَــــيْـــهِمَا اتَّـــــــحَدا
أسْـــــتَلُّ مِــــن وجـــعِــــي نـــــاياً ليُطربَــــني
فيُطــرِبُ الـــــجُرحُ نـــايـــــاً بالأسَى جُــــــلِدا
لا تَــــذْكُرينــــي إذا مـــا الــــحُلمُ حاصَرنـــِـي
ولا تــــبُــــوحـــي بــأسْــــراري إذا طُــــــرِدا
قولي: لقـــدْ صـــاحَبَ المَـــــوتَى ليُسْمِـــــعَهُمْ
نبـْــض القَــصيد بِليلِ الصَّمــــتِ، فافْـــــتُـــقِدا
أنـَــــامَ حُـــــلما عــــلى أعْــــتابِ دمْــــــعَــــتِه
حتى ارتَوى، فَــــجفــاهُ الحُلــــمُ مـــضطـــهِدا
قـــــولي: بــــأنّي كـــــفَرتُ الآنَ ، فاتِــــنَــــتي
فـــــي الحُــــــبِّ قاتـــــلةٌ، تغتَــــالُ مُعـــــتقِدا
آياتُهــــــا وجَـــــعي، والمُعــــجـــزَاتُ أنَــــــا
قـــــلبٌ بكــــــلِّ قوامــــيسِ الهــــوى انتُقِـــــدا
روحٌ تُطـــــاردُ ضـــــوءا هاربـــــاً بِدَمـــــــي
وقـُــبلةٌ شــــرَّدتْ فـــي القَـــلبِ ألــفَ مـَــــدى
لا شــــيءَ ..لا شــــيءَ إلا الآهُ تصْــــحبُنـــــي
وقـــــيْظُ جُـــــرحٍ، ونــــجمٌ هــَـــــلَّ مُــنْخمِدا
وذكـريـــــاتٌ، ونـــــايــــاتٌ مـــحـَــــطَّـــــمةٌ
وزفــــــرةٌ بايــــعــــتْ مُســــتنْــزفا نــــكِـــــدا
أمشـــــي ويــــتبــــعُــني ظِــــلِّي يُشـَـــيـِّـــعُني
صـَـــوبَ انتهــائِي، أجُرُّ الخـــــطوَ مُبتـــــعِدا.
ترحب الصفحة الثقافية في الميادين نت بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر ونثر، وكذلك التحقيقات التي تتناول قضايا ثقافية. بإمكانكم مراسلتنا على: [email protected]