غيمةٌ بيضاء
حبّك غيمة بيضاء دُسّت في حليبي.
تكسَّر نومُها،
كان الصّباح يمرّ قرب حمامتينِ،
فيمنح الأولى روائح زهره
ويعانق الأخرى
على مرأى
من الليّل المُدجّج بالنّجــــومِ...
سيدخل الشجرالمرابط في
حديقته،
إلى أعماق غرفتها،
يقول
لِهامة الجسدِ الكتــــــومِ:
أنا
أقلّ من الزمانِ...
وأنتِ أضيق
من تخـومــي.
وكنّا،
كلّما سرنا معاً،
غرب المدينة،
جانب الجسرالغريــبِ...
تلقّتِ الطرقُ العتيقةُ
خطوَنا
وتراءتِ النزواتُ جامحةً
على أطراف موعدنا القريب...
وقد يحلّق
فوق بيتيَ
طائر
في كل يومِ تكتبين إليّ فيهِ
تركتِ
من بين الرسائل صورة:
أتراه بحراً
ذلك الممدود
في مزق اللّهيبِ!
تراها أمزجةً من الأشواق
والأحلام
والجسد الخصيبِ
أتذكرين،
تجزّأت أنفاسنا
عند الكلام،
وتاهت الأبصارُ
قربك
في المغيبِ...
ولما قلت إنّي أحبّكِ،
قلتُ:
حبّك غيمة بيضاء
دُسّت في حليبي.