ناي حُلم لا موت فيه ولا وداع
ستذهب إلى بداياتنا، حيث تُعانق الشام طريق حلب
لنا مساء لا نُميِّز فيه تماثيل موتانا
من نُصُب الجندي المجهول..
هل ترانا صرنا لغة
تبصر رحلة جلجامش
نحو مُتّسع الكون
وضيق الأغاني
الأغاني التي تطرق أقمار الأرض
وتُعيد
إلى منفانا طعم خروب
الخريف الأخير..
***
لنا مساء نحتسي خمرته
منذ سرنا إلى ريح أسرار
تكتنز المُفردات
وبلح ذكريات غارِقة
بمعاني أبراج الغاز والكاز..
فلا تنطفىء
عما قليل سنبصر ما في وسعنا
أن نستبطنه من تيهٍ
قد حملناه
من إرث محميات التكفير
ومن عبء المنفى على أجسادنا
فهل تصعد حبَّات الندى على حرير مدائح التعب
فمَن يُعمِّر الشَجَن في حدائق الكرمل
ومَن سيطلّ على ضفائر فتاة
تُعاتِب بحر فلسطين:
بأن حبيبها المُرتَقب
لم يكسر صحراءها الدفينة
ولم تحمل بعناقيد الغد
وسوف تبحث عن صليب هواجسها
كي تُعيد رويداً رويداً
كوكباً حائراً
إلى شتائها الفقير
***
لنا مساء لم يكن مجالاً للصمت
وفي رسائله طرز العَبَث الآدمي
حروبه فينا..
فإذا أخطأت التأويل
فلا تصدِّق ما رويَ عن عصر السومري القتيل..
أعد ترتيب أقبية رأس امال
ثم تجلّى في بطاقات فجر النجمة الحمراء:
نرجسة
أو إسم جديد
واخلع اعتذارك في تأمّلاتنا السريعة
وابعث نهاراً جديداً يكون أعلى من حدود المكان
وستذهب إلى بداياتنا
حيث تُعانق الشام طريق حلب
وتُسمّيك ناي الحُلم الذي نهض
ولا موت فيه
ولا وداع