بيروت
بيروت يا وجعي وموالي، يا جرح بيروت ويا جرحي
أَبكيكِ أمْ أَبْكي عَلى حالي
بيروتُ يا وَجَعي وَمَوّالي
يا جُرحَ بيروتٍ ويا جُرُحي
أشْبَعْتنا أَلَماً فَما التّالي
فَارْفِقْ بِها، بيروتُ حائِرَةٌ
ما بَينَ أَعْمامٍ وَأخْوالِ
بِالأمْسِ كانَت مِثلَ غانِيَةٍ
تَلهو وَما سَأَلَتْ بِبِلْبالِ
الفقرُ أقْعَدَها وقدْ كانَت
رمزُ الفَخامَةِ عَيشُها غالي
فَأصابَها ما كانَ يَعْرِفُهُ
مَن عاشَ في شَظَفٍ وَإِذلالِ
قدْ نَصَّبوا مَنْ كانَ فاسِدُهُم
واليومَ تَبكي أَينَ أَمْوالي
بيروتُ يا رَمزاً بِذاكِرَتي
لِلْعِلمِ لِلأَشعارِ لِلمالِ
فَتَقاذَفَتكِ الرّيحُ عاتِيَةً
مِن صَوبِها يُمْنى وَشَمّالِ
جاءَتْكِ يا بيروتُ مَكْرُمَةٌ
فيها الرَّجاءُ وَحُسْنُ إِطْلالِ
فَتَسارَعَتْ في رَفْضِها مِلَلٌ
مِنْ سَيِّدٍ عالٍ وَمِثكالِ
بيروتُ عودي حُلوَةً فأنا
أرجو بِوَصْلِكِ وصْلَ أوْصالي
أرجوكِ عودي والبِسي حُلَلاً
لِبْسَ الإِيابِ وليسَ تَرحالِ
وَتَجَمَّلي مِن طيبِ أطْيَبِها
مَعْ حُسنِ رابِيَةٍ وَإِطلالِ