ترامب والكونغرس: سياسة المواجهة
في الداخل كما في الخارج تبدو السياسات الأميركية في عهد دونالد ترامب محلّ جدل وخلاف بشكل دائم. تخبط وارتباك في القرارات وتراجع عنها، وقرار الانسحاب الأميركي من سوريا مثال. لكنْ، ما يؤرّق بال الأميركيين هذه الأيام هو الشلل الحاصل في الولايات المتحدة. فها هو ترامب يمضي في تنفيذ وعوده الانتخابية، ومنها إصراره على بناء جدارٍ على الحدود مع المكسيك ووقفِ الهجرة إلى الولايات المتحدة. يقول ترامب إن الجدار الحدودي مهم وضروري للأمن القومي الأميركي، ويؤكد أن مستويات الجريمة وتجارة المخدرات سوف تنخفض بصورة كبيرة في حال إنشاء الجدار. لكن ترامب لم يضع ربما في حساباته أن يتصدى له خصومه الديمقراطيون بهذه القوة، رافضين تمويل الجدار، ما تسبب في أزمة هي الأولى من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة. تعطيلٌ حكومي وشللٌ يعم الإدارات الفدرالية، وحرمانُ نحو 800 ألف موظف حكومي من رواتبهم منذ أكثر من شهر. ما دفع ترامب إلى التلويح بفرض حالة الطوارئ في البلاد للحصول على التمويل اللازم للجدار. الملف الحيوي الآخر بالنسبة للأميركيين هو موضوع التأمين الصحي. فترامب يصرّ على إلغاء المشروع الذي أقره سلفه باراك أوباما بدعوى أنه يريد اتخاذ تدابير من شأنها التخفيف من الأعباء الاقتصادية على المواطنين. لكنّ المحيّر في الأمر أن هؤلاء المواطنين لا يُسمَع لهم صوت لا في الشارع ولا في منابر أخرى. لماذا؟ إلى أين يمضي ترامب في سياساته داخلياً وخارجياً؟ وهل يملك ترف المواجهة في ظل الفضائح والتحقيقات التي تلاحقه؟ وهل هذه المواجهة مقدمة لعزله ام انها فرصة ليفرض شروطه على الكونغرس ومؤسسات الدولة الاميركية؟