مع زياد الرحباني
ربما من أصعب الأمور أن تعرّف عن إنسان خاض غمار فنون الموسيقى والغناء والمسرح، والكتابة والتأليف والصحافة والسياسة وتجاوزت شهرتُه المألوف وعبرت الطوائف. إنسانٌ أثّر عميقاً في أبناء جيله والأجيال اللاحقة، حتى باتت المصطلحات التي يستخدمها وطريقته الفريدة في التعبير محطّ كلام عند الناس. زياد رحباني ضيفنا اليوم هو المناضل اليساري الشيوعي الذي حمل قضايا الناس وهمومهم وآمالهم وأفكارهم وأصواتهم لتكون جزءاً من فنّه وفكره وحياته. هو الذي قرّر الانتماء إلى طبقة المناضلين والمقهورين والفقراء. يثير الكثير من الجدل من وقت لآخر على خلفية مواقفه السياسية. ينتقده البعض بمحبة وينتقده آخرون بحدّة، فيقعون في خطأ المزج بين الشخصي والفنّي والسياسي. لا عجب، فهؤلاء ممن يستهويهم تحطيمُ الرموز وتشويه الصورة، خصوصا إذا كانت هذه الرموز تنتمي إلى محور الناس "الذين صمدوا وْغلبوا". صمدوا وغلبوا أغنية أهداها زياد رحباني لأهل الجنوب وغزة بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006. هذه الأغنية الوطنية كانت من ضمن أغاني المهرجان الضخم الذي أحياه اخيرا في بيت الدين، إضافة إلى غيرها من الأغاني ومقطوعاتٍ موسيقية جديدة وقديمة سحرت الحضور الذي غصت به مدرّجات بيت الدين. هل كان لاختيار الأغاني والمكان رسائلُ معينة؟ ولماذا يغيب فنان بحجم زياد رحباني عن الجمهور لفترة طويلة؟ أسئلة كثيرة في الفن والفكر والسياسة والإعلام والعائلة والحب والصداقات سنطرحها على ضيفنا الأستاذ زياد رحباني في هذه الحلقة الخاصة من ندوة الأسبوع.