النفط والغاز... الحرب الخفية

صحيح أنّ الفوضى التي اجتاحت بعض الدول العربية منذ سبع سنوات أرادت إحداث تغييرات سياسيةٍ واستراتيجية كبيرة في المنطقة، لكنْ، ما خُفي وراءَ هذه الفوضى أو ما سُمّي بالثورات، صراع جيوسياسي واستراتيجي وثرَوات نفطية هائلة ربما تكون أحدَ أهم محرّكات الصراع في المنطقة والعالم. يقول خبراء اقتصاد إن الصراع على الغاز والبترول في شرقي المتوسط بدأ عام 66 عندما اكتشفت سفنُ أبحاثٍ بريطانية حقولاً للغاز في أحد الجبال الممتدة تحت مياه المتوسط من جرف اللاذقية في سوريا وصولاً إلى شمالي دمياط في مصر. وفي شهر آب من عام 2010 أي قبل أشهر قليلة من الحراك العربي، قامت إحدى السفن الأميركية - بمساعدة تركية- بمسح جيولوجي، وتبيّن أن واحداً من أكبر حقول احتياطيي الغاز في العالم يقع شرق المتوسط، وهو حقل لفيتان العملاق للغاز، بما يعادل 23 تريليون قدم مكعب. ومذاك، بدأت الشركات العملاقة بالتسابق للفوز بعقود استخراج الغاز والبترول من هذه المنطقة، ومعظمها طبعاً شركاتٌ أوروبية وأميركية. ومؤخراً أثير موضوع النفط في لبنان انطلاقاً من حقه في ملكية البلوك 9 التي أعلنت إسرائيل أنه لها. يقول اقتصاديون إن سوريا ستصبح واحدة من أفضل دول المنطقة اقتصادياً، عندما تستقر الأوضاع ويبدأ العمل باستخراج الغاز السوري. هل هذا الكلام دقيق أم فيه مبالغة؟ وهل هذا ما فتح شهية الدول الكبرى لجعل سوريا وليبيا وغيرِها ساحةً للصراعات والحروب؟ ما حجم الأطماع الإسرائيلية والغربية في ثروات المتوسط؟ وهل من استراتيجية نفطية عربيةٍ واضحة بهذا الخصوص؟