المغرب.. مطالب وتحديات

أكثر ما يشغل بال المغربيين هذه الأيام أحداث الريف وتحديداً مدينة الحُسيمة التي تشهد حراكاً متنامياً لم يهدأ، لا بل تصاعد بعد اعتقال قائد الحراك ناصر الزفزافي وعدد من رفاقه. الحسيمة هي ذاتها المدينة التي خرج أهلها منذ 7 أشهر في مسيراتِ غضب احتجاجا على مقتل بائع السمك محسن فكري الذي طَحنت عظامه شاحنة قمامة. يومها طرح سؤال: هل يكون محسن فكري بوعزيزي آخر ويشعل ثورة شبيهة بما جرى في الجارة تونس؟ أم إن الأمر أضغاث أحلام وهو بعيد كل البعد عن أي تغيير أو ثورة في بلد يعتبر الملك فيه صاحب القرار الأخير؟ علما أن مطالب الناس هي نفسها، اجتماعية واقتصادية ومعيشية، في مقدمتها تأمين فرص عملٍ ووقف الفساد وتهميشِ الريف. خلال فترة الحراك، تحول ناصر الزفزافي إلى أيقونة نضالية وملهماً لسكان الريف، إلى أن وصل به الأمر لمقاطعة خطيب الجمعة والتوجه إلى الناس بالقول: إن الفتنة هي الصمت على الظلم، منتقداً من سماهم شيوخ السلطان الذين يتلطّون بالدين كي يكرسوا الاستبداد. تم اعتقال الزفزافي ورفاق له، هما أطلق العديد من التساؤلات: هل هي فعلا مرحلة خطرة تنذر بالتصعيد؟ لماذا اتُهم الحراك بالانفصال والعمالة والدعم الخارجي؟ ما الذي منع الاهتمام الحكومي بمناطق الريف وتنميتها طيلة الفترة السابقة؟ وهل هذا هو التحدي الأبرز الذي تواجهه الحكومة المغربية الجديدة؟