إضراب الأسرى: الحرية والكرامة
هي ليست المرة الأولى التي يعلِن فيها الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضراباً جماعياً مفتوحاً عن الطعام، لكنّ اللافت هذه المرة أن هذا الإضراب يُقاد من قبل قيادي بارز ذي شعبية جارفة هو القائد الفتحاوي مروان البرغوثي المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة 5 مرات. واللافتُ أيضاً انضمامُ أسرى عرب إليه منهم أسرى أردنيون. كذلك فعلت مجموعة من الأسرى العرب في السجون الفرنسية من ضمنهم الأسير اللبناني المناضل جورج ابراهيم عبدالله. كيف لا وقضية الأسرى الفلسطينيين هي عنوانٌ بارز في مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني، وهي معركة حرية وكرامة ووطن. على الصعيد الشعبي خرجت التظاهرات ونصبت خيام الاعتصام في مختلف المناطق الفلسطينية ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي إلى التدخل من أجل إنقاذ الأسرى. كذلك فعلت جامعة الدول العربية من دون أي تحرك او خطوات عملية أو قمم عاجلة واجتماعات طارئة كما كان الحال بالنسبة لملفات عديدة أخرى أقل أهمية بكثير. أما الغرب الذي صدّع الرؤوس بالكلام عن حقوق الإنسان فلم يحرّك ساكناً بخصوص قضيةٍ من أعدل القضايا الإنسانية في التاريخ. لماذا؟ ولماذا تمنع إسرائيل تشكيل لجنة لتقصي ظروف المعتقلين داخل سجونها، وتهدد بتصفية الأسرى؟ ولماذا يقف العرب صامتين متفرجين؟ في المقابل، ماذا في جعبة المقاومة الفلسطينية؟ هل يتحول الإضراب إلى عصيان مدني شامل؟ هل يكون مقدمة لمصالحة فلسطينية فلسطينية؟ وكيف يمكن استثمار هذا الاضراب سياسيا مع اقتراب زيارة الرئيس ابو مازن الى البيت الابيض؟