غربلة الموروث بين العلماء والمثقفين

يجمع الكثير من العلماء والمثقفين على أن الموروث الإسلامي ألم به تحريفات وإضافات أخرجته عن مساره العقلاني والواقعي. لقد ورثنا من الماضي أثقالا تلو الأثقال من الترسبّات الفكريّة, ولجأنا إليها في حلّ كل مشكلة تطرأ على واقعنا، ناسين أو متناسين أنّ الفكر وليد البيئة، والتراث الذي وصلنا إنّما عالج مشكلات كانت مطروحة في الحقبة التي وجد فيها، وتلك الحقب الماضيّة التي نستلهم منها كلّ علاج لجميع مشاكلنا، إنّما إكتنفتها ظروف خاصّة وحالات معينّة ومحددّة، وليس المفكّر هو الذي يعالج الواقع من منطلق كتاب دوّن في الطور الأوّل من العصر العبّاسي، بل الصحيح أن ينطلق هذا المفكّر من الواقع لحلّ المشكلة، دون التخلّي عن الثوابت الشرعيّة.