الفنان السوري خالد القيش

زاهي وهبي: مساء الخير. ممثلٌ بارعٌ استطاع في فترةٍ سريعةٍ نسبياً تحقيق حضورٍ راسخٍ في الدراما العربية السورية، ونجوميةٍ لا تتّكل فقط على الشكلِ والمظهر بل تستنِدُ إلى الموهبةِ والدراسة الثقافة والوعي والإدراك. شاركَ في عددٍ كبيرٍ من المُسلسلات الناجحة فأضفى على كلِّ عملٍ نكهةً جعلته محطّ أنظار صُنّاع الدراما التلفزيونية. هو ابنُ "الجولان" المُحتلّ الزاخر بالمُبدعين الموهوبين. عاقبَه الاحتلالُ بأن حَكَم عليه بالسجن لأنّه اختار البقاء في "دمشق" حيثُ درَس واشتغلَ وحقّق نجوميته ومكانته. واحدٌ من الممثلين المُحبّبين إلى قلوب المُشاهدين أينما كانوا، خصوصاً أنّ ضيفنا يتحلّى بكثيرٍ من صفاتٍ حميدةٍ جعلته ضيفاً جميلاً خفيفاً على الأُسَر والبيوت. "بيت القصيد"، بيت المُبدعين العرب يرحِّب بالممثل السوري القدير الأُستاذ "خالد القيش" أهلاً وسهلاً بحضرة جنابك خالد القيش: أهلاً وسهلاً بك وشُكراً كثيراً على هذه المُقدِّمة، أحرجتنيزاهي وهبي: لا العفو، تستأهل أكثر من هذا، دائماً أقول أنّه في شغلنا نلتقِط إحساس الناس. خلال تواجدنا في أماكن عامة تُطرح علينا أسماء ويُطالبوننا عبر وسائِل التواصل باستضافة ضيوف، وحضرتك من الأسماء التي تكرَّر طلب المشاهدين لمشاهدتها للحقيقةخالد القيش: هذه غايتنا. نحن بشكلٍ عام إن لم يكن هذا التواصل مع الجمهور لا نُحقّق شيئاً. هذا التعامل يكون في أنك ضيف على كلّ بيت وبالتالي تتعامل مع الناس وكأنهم من أهلك، تدخل بيوتهم في أيّ وقت وهم من يتحكّمون بالـ Remote Control، ويمكنهم أن يقولوا لك نريدك أو لا نريدكزاهي وهبي: طبعاً، وهذا ما قلته. فعلاً حضرتك ضيف وأهل البيت المُضيف أو العائلة أثناء مُشاهدتك يشعرون بأنك واحد منهم. هذا ما سمعته من أكثر من شخص خالد القيش: الحمد لله زاهي وهبي: كلّ ما نقوم به هو أن نحوِّل محبة الناس هذه إلى مُقدِّمة للحوار. قبل أن نبدأ بطرح الأسئِلة أُستاذ "خالد" دعنا نُشاهدك في ربورتاج بعنوان "علامة فارقة" علامة فارِقة خالد القيش اسمي "خالد أسعد القيش"، خرّيج المعهد العالي للفنون المسرحية، ابن "الجولان" السوري المُحتلّ وقريتي اسمها "بقعاتا". تخرّجت من المعهد العالي في عام 2002/2003، ولي تقريباً 13 سنة في التمثيل للحقيقة هناك دوران في حياتي صنعا الفرق، أولهما "التغريبة الفلسطينية" وثانيهما "غزلان في غابة الذئاب"، هذان الدوران كان فيهما ما يشبهني. هناك عدد من المخرجين الذين إن اشتغلت معهم أرتاح، الأساسي منهم هو أُستاذي، هو الذي درّسني وجعلني أتخرّج من المعهد في السنة الرابعة، الأُستاذ "حاتم علي". كان في التلفزيون يختلف عما كان يُدرّسني في المسرح، قام لي بنقلة في فهمي لهذا المجال، فهو شريك بالنسبة لي. هناك مخرجون كُثر غيره لكن من الممّيزين والذين دائِماً تكون بيني وبينهم علاقة هم الأُستاذ "مُثنّى الصبح" والأُستاذ "الليث حجّو". معهما أشعر فعلاً بأنني أُسلِّم لهما أمري في الإخراج "ناجي جبر" أُحبه كثيراً، رافقني منذ الطفولة، مثل الأُستاذ "نهاد قلعي" والأُستاذ "دريد لحام، لكن كنت أشعر مع "ناجي جبر" حينما أُريد أن أُمثّل أنني أرغب في أن أكون مثله، أن أشتغل بطريقته، فكان بالنسبة لي قدوة دعم العائلة لم يكن معنوياً فقط، بكلّ شيء كانوا داعمين لي. لكن في الوقت نفسه كان عندي هذا الحلم الذي كان من الصعب جداً تحقيقه في البداية. كنت أشعر بأنه بعيد كثيراً لكن هم من قرّبوه لي لأنهم كانوا دائِماً إلى جانبي ودائماً خلف الكواليس، ولا مرة كانوا أمام الكواليس، ولا مرّة كانوا في الضوء  أن أكون والداً كان بالنسبة لي مسألة جديدة جداً، لكن أكثر ما شعرته هو أنني صرت أتذكّر أبي دائماً. أنا والدي متوفٍ، فصرت أشعر كم كان يُحبني، كم كان يعتني بي من دون أن أشعُر وكم الأُبوة هي مسألة كبيرة، عدا ما أُحاول أن أُعطيه لابني الآن. إن شاء الله أكون حنوناً قليلاً بمعنى أُشعِره بالحنان بشكلٍ زائد المحاورة: بعد أكثر؟  أكثر من هذا، أجل أكثر ابن خالد القيش: (يغني للشام) لا يوجد عندي مكان آخر. تركت أهلي من أجل أن أمكث في "الشام"، لا يُمكنني أن أخرج خارج "الشام" لأنّ حلم حياتي كان أن أمكث في "الشام" ولم يعُد عندي حلم غيره، لا أُريد أن يكون عندي حلم غيره. أريد أن أظلّ في "الشام" أنا دفعت فاتورة الحرب أكثر من مرّة لأنني بدأت أشعُر بهذه الحرب منذ أن وُلِدت وأنا أعلم ماذا يعني الوطن، أعرِف كم تراب الوطن مُهم خاصة حينما أكون تحت احتلال أعيشه يومياً. بعد أن دخلت إلى "دمشق" درست في المعهد العالي للفنون المسرحية ولم أرجع إلى "الجولان"، كان بالنسبة لي انتصار كبير أُحقّقه باسم كلّ أهل "الجولان". بدأت الحرب السورية، فواتير كبيرة أدفعها. لم أتوقّع أبداً أن أصل إلى مرحلة أن أدفع هذه الفاتورة في قلب "دمشق"، هذا الذي يُحزنني كلّ يوم  ابني، ابني والجيل الجديد، هذا الجيل الجديد هو الأمل بالنسبة لي، هو الذي سيُعمِّر هذه البلد، هو الذي سيكون مثالاً، لكن نحن يجب أن نُقدِّم له الكثير، أن نقول له ما هي أخطاؤنا، ما هي أغلاطنا، نقول له أين مشاكِلنا كي يتمكّن من إصلاحها أتمنّى أن أكون ضيفاً خفيفاً عليكم. أرغب أن أتحدّث في هذا البرنامج عن كلّ ما هو في داخلي وفي قلبي في مكانٍ أُحبه ومع شخص أحترمه وبالنسبة لي هو أُستاذ. ليتكم تُشاهدون هذا اللقاء لأنني جدياً أستمتع وأحببته كثيراً. شكراً زاهي وهبي: شاهدناك في "جونية" في "لبنان" وأعتقد أنّ عندك عمل! عملَك المُقبل سيكون في "لبنان" وهو عمل لبناني!خالد القيش: إن شاء الله. أنا أعتمد على هذا العمل؛ صديقي المنتِج والمُخرِج يرغب في أن يكون العمل استثنائياً وخاصّاً جداً ويقدِّم لي الكثير زاهي وهبي: من هو صديقك؟ خالد القيش: الأُستاذ "نديم مهنّا" زاهي وهبي: "نديم مهنا" المخرِج خالد القيش: مع حفظ الألقاب زاهي وهبي: هو معروف كإعلامي رياضي خالد القيش: نعم، إعلامي رياضي، لكنه يرى بي شيئاً يريد تقديمه وأنا متحمّس جداًزاهي وهبي: خصوصاً رياضة السيارات والسيارات الحديثة خالد القيش: ولكنه من ناحية أُخرى لا يعرِفها أحد مُخرِج زاهي وهبي: درس الإخراج خالد القيش: درس الإخراج. هو شخص يُنتج عملاً بإمكانيات كبيرة جداً مع نجوم لبنانيين كُثر بطريقة جديدة في التصوير وفي المعدات، طُرق جديدة زاهي وهبي: تلعب شخصية شخص سوري أو لبناني؟ خالد القيش: هو لبناني – سوري، ولكن هذه الشخصية منطقية جداً. شخصية لبنانية عاشت في "سوريا" فترة طويلة زاهي وهبي: ليست مقحومة إقحاماً على العمل خالد القيش: أبداً. هو شخص لبناني سافر إلى "سوريا" وعاش هناك لفترة طويلة فصار يتحدّث باللهجة السورية وأصبحت هذه لهجته، لكنه لبنانيزاهي وهبي: كله واحد في النهاية، نحن شعبٌ واحِد خالد القيش: أكيدزاهي وهبي: دعنا نتحدّث عن "الجولان"، مسقط رأسك، منطقتك المُحتلّة للأسف من الاحتلال الإسرائيلي، كم تحنّ له؟خالد القيش: هو جزء من يوميّاتي. بالنسبة لي هناك أهلي وأرضي والمكان الذي تعلّمت فيه الأخلاق والوطنية، المكان الذي تعلّمت فيه الصمود والتصدّي والمُقاومة، المكان الذي تعلّمت فيه أن أكون رجلاً، هذا هو المكان الذي أنتمي إليه بكلّ مشاعري وأحاسيسيزاهي وهبي: إن كان أهلنا الطيبون في "الجولان" يُشاهدوننا نمسّيهم بالخير، ماذا تقول لهم؟ خالد القيش: أقول لهم، إن شاء الله أكون قادراً على إيصال رسالة إلى أهل "الجولان" ولكلّ العالم وليس فقط للمُجتمع العربي. مهمّتي هي أن أُوصِل فقط صوتكم للناس، أن أوصِل مُعاناة هؤلاء الناس، حياتهم الاجتماعية، حياتهم الوطنية، الضغط المُمارس من قِبَل الاحتلال عليهم، أن أوصل كلّ هذا إلى كلّ العالم لأنّ هذه مهمتي وأعتبر أن هذا واجب تجاه أهلي جميعاًزاهي وهبي: محكومٌ بالسجن حضرتك من قِبَل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لماذا؟ خالد القيش: شاركتُ في أعمال عدّة بالنسبة لهم هي ضدّ الاحتلال، مثل "التغريبة الفلسطينية" زاهي وهبي: و"يحيى عياش" خالد القيش: و"يحيى عياش"، وأنا أتحدّث اللغة العبرية بشكلٍ جيّد زاهي وهبي: نعمخالد القيش: فأدّيتُ كذا دور لضبّاط يهود وفي الوقت نفسه درست في "دمشق" ولم أعُد نهائياً إلى "الجولان" زاهي وهبي: فاعتبروا هذا خياراً مُعادياً لهم طبعاً خالد القيش: ولم يعُد مسموحاً لي بدخول "الجولان" نهائياً زاهي وهبي: حتّى منعوكَ من المُشاركة في تشييع والدك، أو لم تتمكّن من ذلك خالد القيش: أبداً. أنا أُسلِّط الضوء دائماً في حديثي عن "الجولان" وعنّا بشكلٍ عام كمواطنين عرب، سوريين أو فلسطينيين. داخل الاحتلال عندنا هَمّ مُقاوِم بالتأكيد ولكن المُشكلة الإنسانية هي أكبر هَمّ زاهي وهبي: للأسف، خيار المُقاومة اليوم يتعرّض لما يتعرّض له في بلادنا، وصار يُعتبر خالد القيش: صار الكيل بمكيالين زاهي وهبي: أجل، ويُعتبر أيضاً لغة خشبية وقديمة خالد القيش: وأكل الدهر عليه وشَرِب. يكفي الحديث في الوطنيات، على العكس، أنا تربيت هكذا، أنا تربيت على أنّه عندي وطن وأنا شخصٌ مُحتلّ وهذا الكيان الذي يحتلّ هذه الأرض من اللازم أن يزول وأن أعود إلى وطني زاهي وهبي: كم هذا الذي تتفضّل به أُستاذ "خالد" هو فعلاً نبض "الجولان" الحقيقي؟ خالد القيش: هذا له استمرارية منذ 40 أو45 سنة إلى الآن. أولادنا نُعلِّمهم أننا سوريون، نحن لا نحمل إلاّ الجنسية السورية ولن نحمِل إلاّ الجنسية السورية وكلّ ما يصير علينا هو مؤقّت ونحن متأكدون أنّه في النهاية لا يصِحّ إلاّ الصحيح. عندنا وطن وعندنا قيادة وعندنا جيش وعندنا شعب ننتمي إليه ولا ننتمي إلى أيّ شيء آخر. فبالنسبة لنا هذه مرحلة من المُقاومة والتصدّي لهذا الاحتلال للحفاظ على الهوية السورية زاهي وهبي: وسيزول هذا الاحتلال في نهاية المطاف خالد القيش: أكيد زاهي وهبي: كيف وقَعَ عليك رحيل الوالِد من دون أن يتسنّى لك أن تُلقِي نظرة الوداع عليه؟ أن تُرافِق جثمانه إلى مثواه الأخير؟ خالد القيش: كانت اللحظة صعبة جداً. بالنسبة لي والدي هو قدوتي، هو شخصٌ فلاح يشتغِل في أرضه، ربّانا وعلّمنا أنا وكل إخوتي، وأوجّه لهم تحية زاهي وهبي: ونِعمَ التربية خالد القيش: الذين أصبحوا دكاترة وأصبحوا مُهندسين، وحاولنا مقاومة الاحتلال بسلاحنا ألا وهو الشهادة العلمية وبقينا ثابتين في أراضينا. هذا الشخص بالنسبة لي هو شخصٌ لا يعرِف سوى أن يُربّي، يُربّي الأخلاق الحميدة، وكان دائِماً يوصّيني في أنّ "سوريا" هي أمّ الدنيا، يقول لي أنها أُم الدنيا، وكانت حسرة في قلبي أنني لم أستطِع ولا مرة أن أجعله يزور هذه البلد، أن يزور "دمشق". تطوّرت القصص إلى حين علمت بالخبر ولم يكن عندي خيار أبداً، لم يكن عندي حلّ آخر. لا يمكنني أن أذهب إلى هناك ولا يُمكنني أن أُشارِك ولا أستطيع أن أتواجد معهم هناك، لكن هذا زاد في قوتي وأحسست بأنّه عندي رسالة يجب أن أُقدِّمها، ولغاية الآن هو يُرافقني في كلّ أيامي. صرت أشعُر به أكثر بعد أن صار عندي ولد زاهي وهبي: طبعاً، نصبح نفهم أهلنا أكثر بعد أن نصبِح بدورنا أهلاًخالد القيش: أصبحتُ أقيس كم كان فعلاً يُحبني وكم كان يخاف عليّ، ولكنه شخص لم يكن حنوناً، هو شخصٌ قاسٍ، بمعنى أن العملَ عنده عمل والراحة راحة والعلم علم، وكان العلم بالنسبة له أهم شيء وهو بدوره لم يكن مُتعلماً زاهي وهبي: إن شاء الله يتحرّر "الجولان" وتضع وردة على ضريحه وتقرأ له الفاتحة خالد القيش: ألله يسمع منك يا ربزاهي وهبي: أقمتُ حفل زفافك أيضاً، بمعنى الأتراح والأفراح بعيداً عن "الجولان". أقمت حفل زفافك في "عمان" خالد القيش: في "عمان" زاهي وهبي: كي يتسنّى للأُسرة وللسيّدة الوالدة خالد القيش: أن ترى ابنها عريساً، هذا أقلّ ما يُمكن، لم يكن هناك حلّ ولن أشعُر بالفرحة وبأنني استطعت أن أُنشئ عائلة وأقوم بعُرس إن لم يكن أهلي موجودين، وأهلي لا يمكنهم المجيء إلى "الشام". فلم يكن عندي حلّ أو خيار سوى أن أذهب إلى "عمان" وأُقيم عرسي زاهي وهبي: مُسلسل "سحابة صيف" يمكننا أن نقول أنّ فيه شيئاً من مُعاناة أهل "الجولان" خالد القيش: وأنا شاركت في كتابة هذا الخطّ زاهي وهبي: نعم. هلّ من المُمكن أن تقدِّمَ عملاً متكاملاً عن "الجولان"؟ عن هذه المُعاناة؟ عن الأعراس التي أو العرسان خالد القيش: العرسان الذين يذهبون ويأتون زاهي وهبي: طبعاً قبل أن يُصبح الوضع أكثر سوءاً لأنه الآن أيضاً أسوأ خالد القيش: أنا كان عندي مشروع أُستاذ "زاهي" وهو أن نقوم بعمل عن "الجولان" في فترة حرجة جداً وهي فترة عام 1982. بين عامي 1981 و1982، عندما فرض الاحتلال الإسرائيلي الجنسية الإسرائيلية على أهل "الجولان". أعتبر أنّ أول شخص كان مقاوماً وقال لا بديل عن الهوية السورية، كان يناضل في "الجولان". فبدأ بين عامي 1981 و1982 إضراب لمدة سبعة أشهُر وكان هناك حصار لقوات الاحتلال على أربع قرى في الجولان بطريقة انعدم فيها الأكل والشُرب والأدوية زاهي وهبي: حصار وتجويع خالد القيش: حصار وتجويع، فأنا كان عندي مشروع والآن رويداً رويداً هناك أعمال كتابية من أُناسِ موجودين، أنا كنت مولوداً حينها ولكنني كنتُ صغيراً قليلاًزاهي وهبي: من شهود كانوا يعون خالد القيش: شهود عيان، أن نقدِّم عملاً بطريقة نقدّم فيها "الجولان" بطريقة صحيحةزاهي وهبي: يليق بـ "الجولان". نتمنّى ذلك. طبعاً فهمت من حديثك الجواب ولكن لا بدّ من السؤال، مشاركاتك في أعمال مثل "التغريبة الفلسطينية" مثل " يحيى عياش" ناجم عن قناعة؟ بمعني ليس فقط عمل خالد القيش: هو واجب طبعاً لأنّ عندي قضية. أنا عندي قضية أُريد أن أُوصِلها. الأُستاذ "حاتم علي" أيضاً أصله من "الجولان" فكان هناك ترابّط حينها بيني وبينه في هذا العمل لأنه يعرف ماذا يعني أن يخسر أحدهم أرضه، أن ينزح أحدهم من أرضه، أن يتصدّى أحدهم للاحتلال ويشعُر بأنه مسلوب الإرادة ومسلوب الوطن ومسلوب الأرض والكرامة، فكان العمل ناجحاً جداً، وكان من واجبي أن أشتغِل فيه زاهي وهبي: هذا النوع من الخيارات حتّى لو كانت خيارات فنية، أحيانا الفنان عندما يأخُذ خياراً أو موقفاً يدفع ثمناً. تُقفل في وجهه أبواب شركات إنتاج وفرص عمل إلى آخره خالد القيش: طبعاً، لكن لا يستمرّ إلاّ من هو مُجتهِد وله نصيب في عمله وقناعاته. هذه القناعات موجودة عندي منذ أن بدأت لأنه لم يكن عندي خيار آخر بعد التخرّج من المعهد العالي للفنون المسرحية إلاّ العمل في "دمشق"، لم يكن عندي مكان آخر. لو أمكنني أن أرجع إلى الأرض المُحتلة من أجل أن أُنشئ مسرحاً يُقاوم الاحتلال وفي إمكاني تأسيسه كنت بالتأكيد زاهي وهبي: كنت قمت بهذا الشيءخالد القيش: لكن لم يكن عندي مكان أتحدّث فيه عن قضيتي سوى "دمشق" زاهي وهبي: وحسناً فعلت خالد القيش: الحمد لله زاهي وهبي: لأنك توصِل صوت أهل "الجولان" بطريقة أو بأُخرى. شاركتُ مؤخراً أُستاذي بأكثر من عمل درامي تطرّق إلى ما تعيشه "سوريا" للأسف من مأساة ومن حرب ومن إرهاب ومن مستنقع دموي رهيب، مثل "ضبوا الشناتي" مثل "حلاوة الروح" مثل "بانتظار الياسمين". سؤالي هو، كيف تجِد هذه المُقاربات للواقع السوري؟ هلّ هذه الأعمال لامست الجرح السوري؟ هلّ عكست فعلاً ما تعيشه "سوريا"؟ خالد القيش: مهما حاولنا مُلامسة الواقع لا نستطيع أن نعطيه كما هو. الواقع الذي يحدث في "سوريا" هو فعلاً شيء لم يكن أي سوري يتمنّاه ولا يتخايل أن يحدث ما يحدث في "سوريا"زاهي وهبي: طبعاً، ولا عربي يتمنّى لـ "سوريا" هذا الأمر خالد القيش: نحن نُحاول في كلّ الأعمال التي نقدّمها أن نُسلِّط الضوء على أماكن لا يراها الناس ولا يُصدِّرها الإعلام، لها علاقة بالشيء الإنساني الذي يحدث في البلد. الشيء الإنساني الذي يحدث في البلد هو أكبر بكثير من الدم والقصف والضرب والقذائِف التي تتساقط على الأُناس البريئين. هناك أُناس يخسرون حلمهم، أجيال تتدمّر بمعنى أنه لم يعُد هناك مدارِس ولم يعد هناك طموح لبناء البلد من جديد. نحن نُركِّز على هذا النوع من الدراما وهذا واجبنا أعتقد زاهي وهبي: أثر ما يجري على الإنسان خالد القيش: على الإنسان بالضّبط، لأننا نُشاهد على الأخبار ماذا يحدُث من دمار ومن إرهاب زاهي وهبي: على كلّ حال أنا دائِماً أقول أننا نتمنّى لـ "سوريا" الخير، نتمنّى الخلاص، نتمنّى أن يصل الشعب السوري إلى برّ أمان، وهذا نتمنّاه لكلّ العرب وللناس أينما كانوا. كيف تجد أثر الحرب وأثر الأزمة وأثر ما يجري على الدراما السورية نوعاً وكماً؟ هلّ لها أثر؟ خالد القيش: تأثّرت الدراما مثلما تأثّر كلّ شيء في البلد. خفّت الفُرَص الإنتاجية، خفّت أماكن التصوير التي بإمكاننا أن نصوِّر فيها الدراما بشكلٍ سليم. كنّا نُصوِر في كلّ بقاع "سوريا" وكنا نستطيع أن نُصوِّر كلّ شيء. كانت هناك مُساعدات من الدولة في أنه يمكنك أن تصوِّر أينما ارتأيت وكيفما أردت فكانت "سوريا" كلّها استديو. نحن الآن محكومون بأماكن مُعيّنة، محكومون بنصوص للأسف، محكومون بطريقة أداء حتى نتمكّن من تقديم الشيء الذي يحدث، محكومون بمُخرجين وبمنتجين، فضاقت قليلاً بنا الدنيا زاهي وهبي: يُقال أحياناً "رُبَّ ضارةٍ نافعة"، هل يوجد أثرٌ إيجابي، بمعنى أصبحت الموضوعات أكثر واقعية، أكثر ربما جرأة في طرح المسائِل والأمور؟ خالد القيش: بالضبط، هناك شيء إيجابي في أنه صار هناك مخزون عند الناس، مخزون اجتماعي وإنساني وثقافي يمكننا أن نصوِّر من خلاله المستقبل، ليس فقط مسلسل بل مئتي مُسلسل ويمكننا أن نصوِّر منه مئتي فيلم سينمائي. هذا يؤسس لتاريخ ومن اللازم أن نُأرشِف هذه المرحلة، أن نتعلّم منها ومن أخطائنا كلّنا كشعب سوري لنطوّر أنفسنا في المُستقبل وإلاّ نقع مرة أُخرى في هذه الحفرة وفي هذه المؤامرة التي صارت على "سوريا". فكان واجبنا كلّنا أن نُفكِّر بطريقة جيدة، أن نأخُذ هذا الألم ونحوّله إلى أمل زاهي وهبي: تجد حضرتك أنّ هناك تآمُراً على "سوريا" خالد القيش: طبعاً، طبعاً، أكيد. بالنسبة لي أجد أنّ الذي حدث في "سوريا" بالتأكيد ليس عفوياً وليس كما شاءت الأقدار زاهي وهبي: لكن كان هناك أُناسٌ عفويينخالد القيش: كان هناك أُناسٌ عفويين طبعاُ، ولكن هناك أُناس كانت تضخّ المال وتحاول أن تُخرِّب هذه البلد، فقط لدمار الشعب السوري ودمار هذه البلد لأنه لا يوجد أيّ مبرّر آخر. أنا منطقياً وعقلانياً لا أجد أيّ مبرّر لدمار "سوريا" زاهي وهبي: بسبب موقفها وموقعها وتأثيرها في مُحيطها. أُستاذ "خالد" سنُتابِع مع حضرتك، سنسمع أيضاً آراء وشهادات في تجربتك الفنية الثرية ولكن بعد أن نتوقّف مع موجز إخباري سريع نُتابِع "بيت القصيد" المحور الثاني: زاهي وهبي: أُستاذي، بعد أن شاهدنا مشهداً من مُسلسل "حلاوة الروح" من إخراج المُخرِج المُبدع "شوقي الماجري" ونصّ "رافي وهبي"، دعنا نستمع إلى رأي بتجربة حضرتك من الممثلة والنجمة "جيني إسبر". نسمعهاً معاً كلام يوصلجيني إسبر – ممثلة: "خالد" صديق، صديق بكلّ ما للكلمة من معنى، إنسان وفيّ كثيراً، إنسان يحمل طاقة إيجابية كبيرة جداً. أنا أكون مسرورة جداً حين أُصوِّر معه لأنني عن جدّ أكون مُرتاحة، يعطي "خالد" للشخص المقابل له دافعاً إلى الأمام. بالنسبة لي هذه السنة كانت سنة حلوة لأنني اشتغلت عدة مسلسلات، اشتغلنا معاً أنا و"خالد"، وبصراحة هو زميل وهو شريك مُهمّ جداً في الشُغل، ممثل موهوب جداً، أنا أشعُر أنّ "خالد" من اللازم أن يصلّ إلى أكثر مما وصله بكثير، وأنا أرى أنّه إن شاء الله قريباً سيصِل وسيكون نجماً مهماً جداً في الوطن العربي. بالنسبة لك "خالد" ماذا تعنيه السعادة؟ أيمتى تكون سعيداً؟ وبالنسبة لعملك ما هو طموحك؟ إلى أين ترغب أن تصل في عملك وماذا تُحبّ أن تُحقّق؟ زاهي وهبي: جزيل الشُكر للممثلة والنجمة "جيني إسبر". واضح أنّها تصوّرت في مكان تصوير مسلسل خالد القيش: في مسلسل، نحن نُصوّر مسلسلاً وأنا في هذا العمل، واسمه "حواجز عابرة" من إخراج الأُستاذ "مُهنَّد قطيش" زاهي وهبي: نعم، وبخصوص سؤالها عن السعادة وأيضاً ما تصبو إليه وما تودّ أن تُحققّه في عملك! خالد القيش: السعادة كلمة كبيرة جداً. بالنسبة لي السعادة الحقيقية هي وجودي فعلاً بين أهلي وهذا لا يقوله المرء وكأنه زاهي وهبي: مُجاملة خالد القيش: مُجاملة أبداً. أنا شخص أنتمي إلى العائِلة كثيراً، أُحبّ أهلي كثيراً، هم أعطوني الدفع المعنوي فهذه هي السعادة الكُبرى، ولكن السعادة الحقيقية عندما أرى نجاحاتي في عيون الناس، أشعر بأنني أتقدّم كلّ سنة خطوة إلى الأمام زاهي وهبي: لكن على سيرة العائلة حضرتك عندك ولد وحيد اسمه "فارس"، ألله يخلّيه ويُكبِّره ويُنجحه، وعمره خمس سنوات وأسميته على اسم شقيقك الدكتور "فارس القيش" خالد القيش: أخي الأكبر الدكتور "فارس" زاهي وهبي: الذي كان أباً ثانياً تقريباً لحضرتك خالد القيش: طبعاً، هو وأخي الدكتور "حسين". هذان كانا بالنسبة لي قدوتي لأنّ كلّ الذي تعلّمته كان منهما زاهي وهبي: والسؤال الثاني الذي طرحته "جيني" مشكورة، طموحك في عملك وما الذي ترغب في تحقيقه، ما الذي تنوي أن تُحقّقه؟خالد القيش: هناك الكثير من الأشياء، بالنسبة لي في هذا المجال عندي أشياء كثيرة أرغب في تحقيقها. عندي مشاريع في داخلي أرغب في أن أقوم بها وأحدها هذا المشروع الذي تحدّثت عنه، عن "الجولان" المُحتلّ. عندي مشاريع أشعُر بأنها تشبهني وهي جزء من حياتي، من تاريخي، وأريد أن أقوم بها، فأعتقد أنّه إذا حدث هذا المشروع أكون قد أنجزت سبعين في المئة من طموحاتي زاهي وهبي: أتمنّى أن يتكلّل هذا الشيء بالنجاح. أُستاذي انتهيتُ مؤخراً من تصوير عمل بعنوان " شهر زمان" للمُخرِج الأُستاذ "زهير قنّوع". ما هو العمل، ما هو دورك فيه، ما هي طبيعة العمل؟ خالد القيش: هو عملٌ خاصّ قليلاً زاهي وهبي: هلّ له علاقة بالأزمة؟ خالد القيش: له علاقة بالأزمة ولكن بـ Background الأزمة بمعنى أنها ليست موجودة في صلب العمل زاهي وهبي: خلفيّته خالد القيش: خلفيّة العمل هي الأزمة لأنه لم يعد في إمكاننا أن ننكُرها وصارت واقعاً موجوداً في "سوريا"زاهي وهبي: طبعاً خالد القيش: نحن في الدراما نُريد أن نكون حقيقيين وواقعيين، هكذا تعلّمنا وهكذا قدّمنا الدراما للعالم العربي. نحن لا نتحدّث عن شيء خيالي أو خارِج المنطق، بل على العكس هو واقع. نحن ثلاثة إخوة، الأُستاذ "عباس النوري" والأُستاذ "أندريه سكاف" وأنا الأخ الأصغر، وفي العمل مشكلة لها علاقة بالمادة أو المال وتهريب الأسلِحة والتجارة بالأزمة، فكان دوري سلبياً قليلاً، كنت شخصية تتاجر بمشاكل البلد زاهي وهبي: تُكرّر لكن أضع كلمة تُكرّر بين مزدوجين، وكأنه عندك ميل للأدوار السلبية، تُحب أن تلعب أدواراً تكون الشخصية سلبية فيها خالد القيش: أشعر بأنها أقوى للممثل. أنا بشكلٍ عام أؤدّي الأدوار الطيبة والجيدة وأدوار الضابط والدكتور وأعتقد أنها بالنسبة لي أدوار قريبة من الناس، سهلة أن تدخل بها إلى منازل الناس لأنك أنت طيب زاهي وهبي: ربما في أدوار الشرّ يوجد تحدٍّ خالد القيش: تحدّ للمُشاهد في أن يتذكّرك أو تقيم بصمة في داخليته، خاصّة إذا كنت تؤدّي دور الشر، ويُحترم أداؤك لهذا الدور زاهي وهبي: وإذا كرِه الشخصية تكون نجحت خالد القيش: يكون أحسنزاهي وهبي: لكن شخصية الضابط ألا تعتقد أنها تكرّرت بشكلٍ زائِد عن اللزوم؟ خالد القيش: فعلاً أديّتها أكثر من مرة. منذ مسلسل "غزلان في غابة الذئاب" حدثت ردة فعل لدى الناس تجاه هذه الشخصية، يحب الناس أن يرونني أؤدّي هذا النوع. أنا أحياناً أؤدّي الأدوار التي يحبها الناس وأؤديها لأجلهم، يطلبون مني في الشارع ويقولون لي، "نحن نُحبك في دور الضابط". لكن أُحاول أن أُغيِّر، أُحاول أن أقوم بشيء وإن شاء الله أتوفّق بما أقوم به لكن في نفس الوقت مشروعي الحالي مسلسل "مذنبون أبرياء"، أؤدّي فيه دور ضابط أساسي وهو من أجزاء عدّة وسيكون تاريخياً منذ ما قبل الأزمة إلى التمهيد للأزمة. سنوصله في ثلاثة أو أربعة أجزاء إلى أن نصل إلى مرحلة نكتشف فيها ما كان يحدث وراء الكواليس أثناء الأزمة مع أُناس هم واجهة البلد، من أعضاء مجلس الشعب، من ضبّاط، أي نريد أن نتحدّث ونضع إصبعنا على الوجعزاهي وهبي: أي في العمل صراحة وجرأةخالد القيش: فيه صراحة ووضوح نعم زاهي وهبي: فيه إشارة لمكامن الخلل خالد القيش: بالضّبط زاهي وهبي: للفساد خالد القيش: الفساد الذي كان موجوداً والذي أوصلنا إلى هنا. في الأساس كان عندنا مشكلة مُخدّرات لم يكُن يدري فيها الناس وتحدّثنا عنها في هذا الجزء وكان يوجد دعارة، وأيضاً تهريب ضئيل للسلاح وبعد ذلك أتى أُناس من الخارِج وأخذوا بتجنيد الناس وفتح شركات واستهداف بعض الناس وإعطائهم الأموال وإدخال فكر خاص إلى مفهوم الناس بهدف استغلالهم لاحقاً بعد أن بدأت الأزمة في "سوريا" وقاموا باستخدامهم لمصلحتهم. نحن نقوم بهذا المشروع وهو بالنسبة لي مشروع مُهمّ، واجبي تجاه البلد أن أقول أحياناً رأيي زاهي وهبي: لكن في ما يتعلّق بشخصية الضابط ربما تكوينك الجسدي أيضاً يُغري المخرجين والمنتجين لأن يعطوك خالد القيش: لأنني أُخيف قليلاً زاهي وهبي: لا على العكس، عندك هيبة ولا تخيف. في نمط آخر من الدراما، في "باب الحارة" الجزء الثالث لعبتُ دورَ مُحامٍ متنوِّر خالد القيش: نعم، كان هو المتعلِّم الوحيد زاهي وهبي: هلّ طبيعة هذه الشخصية هي التي أقنعتكَ للمُشاركة في عمل "باب الحارة"؟ خالد القيش: طبعاً. عندما الأُستاذ "بسام الملاّ" تحدّث معي عن الشخصية قال لي، " خالد" هذه الشخصية هي أهم شخصية عندي في هذا الجزء لأنها شخصية مُتعلمة وتبدأ بالثورة، تبدأ في تجنيد الناس للثورة ضدّ المُحتلّ الفرنسي من خلال الكتابات والمنشورات التي كانت حقيقةً موجودة في الأربعينات في "سوريا" و"دمشق"، فكان عندي مُهمة تشبهني أيضاً لأنني أنا أيضاً من أرض مُحتلّة وفي الوقت نفسه هذا النوع من الأدوار يُغريني، فكان من أحسن الأدوار لي زاهي وهبي: متجذِّر فيك هذا الانتماء، انتماؤك لأرضك، لـ "الجولان". هذا الحس الوطني المُقاوِم متجذِّر فيك خالد القيش: نعم. أحب هذا الانتماء كثيراً في داخلي وأُحب أن أُقدِّمه. في أيّ دور أُحبّ دائِماً أن أقوم بهذه اللمسة في اتجاه هذا الانتماء في داخليتي إلاّ في الأدوار السلبية التي أُبعِد عنها هذه اللمسة زاهي وهبي: نعم. شاركت أيضاً بـ "أهل الراية" في دور ربما ليس طويلاً خالد القيش: دورٌ صغير زاهي وهبي: لكن له موقعه في العمل. سؤالي هو عن أعمال سُميت بالشامية. ظاهرة تكرار واستنساخ الكثير من الأعمال تحت نفس المُسمّى. لا أُريد أن أُعاود الحديث عن "باب الحارة" لأننا تحدّثنا عنه كثيراً في لقاءات سابقة، لكن هلّ أُنصِفت البيئة الشامية من خلال ما قُدِّم في الدراما التلفزيونية؟ خالد القيش: أنا أعتقد أنه صار هناك إساءة للبيئة الشامية زاهي وهبي: أُفّخالد القيش: في الكثير من الأعمال، وهناك أعمال قدّمتها بطريقة جيّدة جداً. لكن صارت الفِكرة أنه نجح مسلسل أو مسلسلان من أعمال البيئة الشامية التي تشتريها القنوات فصار المُخرجون يصوّرونها فقط للبيع، فقط تجارة ولا تحتوي على مضمون، والنص هو أهم شيء لأنه "الحدوثة" التي تهمّ الناس، فيها مبادئ، فيها أخلاق، فيها أمانة. أنت كممثل، حين تقول جُملة تصل إلى الناس يصدِّقونك ويؤمنون بك. إما أن تكون صادقاً وحقيقياً أو لا تقوم بها، فحدث التكرار لنفس الأشخاص ونفس المُسلسلات ونفس القصص ونفس "الحدوثة"، وأنا بصراحة ابتعدت عن هذا النوع ولم أعُد أعمل في أعمال البيئة الشامية إلا في عمل اسمه "ياسمين عتيق" الذي كان استثنائياً وكان غريباً وكان النصّ خاصاً زاهي وهبي: شاهدنا مشهداً منه في القسم الأول خالد القيش: في هذا العمل كان الأُستاذ "مثنّى صبح" عنده وجهة نظر وأنا كنت مع هذه القصة في أن "الشام" ليست فقط " يا الله، يا ألله" والحريم يدخلون إلى الداخل والزلم يقومون بما يريدونه، لا زاهي وهبي: الحقيقة ربما أنّ المرأة السورية هي أكثر الشخصيات التي نالها التشويه في هذه النقطة التي نتحدّث عنها خالد القيش: صحيح، لم تُنصفها الدراما نهائياً وأنا ضدّ هذه الفِكرة. على العكس، كانت المرأة السورية دكتورة ومُهندسة ومُحامية زاهي وهبي: نعم، وهذا الشيء موثّق تاريخياً، التاريخ الذي كانت فيه دُفعات المُتخرّجات من الطبيبات ومن المُعلِّمات خالد القيش: ومن أعضاء مجلس الشعب، هذا بالنسبة لـ "سوريا" أن المرأة أول من تكرّم زاهي وهبي: ولماذا قُدمَت في هذه الصورة؟ وكأنه لا يوجد عنهما "لا شغلة ولا عملة" غير أن تحكي على جارتها وكذا خالد القيش: القنوات تُريد هذا، للأسف هذا الذي يحدُث زاهي وهبي: القنوات؟ خالد القيش: القنوات تتحكّم بالنصّ أحياناً زاهي وهبي: تقصد المُنتِج خالد القيش: المنتِج نعم، صحيح زاهي وهبي: صاحب رأس المال خالد القيش: صاحب رأس المال هو من يتحكّم في هذه القصةزاهي وهبي: كم في هذه الحال صناعة الدراما تحتاج إلى رأس مال متنوِّر، رأس مال عنده حسّ وطني أو هَمّ وطني وثقافي وتنويري إلى آخره خالد القيش: أزمتنا أُستاذ زاهي" هي في هذه الفكرة. المُنتج الذي هو رأس المال يتحكّم بالثقافة، صار يتحكّم بالثقافة والأدب والفنّ لأنّه هو رأس المال. لأننا نحن كفنانين وكمُبدعين بين قوسين لا نستطيع أن نجتمع ونؤسّس لشركة أو لمؤسسة زاهي وهبي: أن تطرح هذه القضايا الجوهرية القضايا الفعلية للمُجتمع خالد القيش: بغضّ النظر عن رأس المال الذي يتحكّم في إنتاجها وتسويقها. نحن حقيقةً للأسف ولغاية الآن تابعون لرأس المال ولا نستطيع أن نكون أحراراً زاهي وهبي: من الممكن أن أرجع إلى هذه النُقطة لكن هلّ واجهتك في بداية عملك مسألة إتقان اللهجة الشامية؟ حضرتك ابن "الجولان" و"الجولان" له لهجته المُحببة أيضاً مثل اللهجة الشامية، هلّ تجاوزت هذه المسألة؟ هلّ أتقنت اللهجة الشامية؟ خالد القيش: الحمد لله. أنا لغاية الآن، حينما أكون في الشام يسألونني، "أنت من أين"؟ الذين لا يعرفون بالضبط من أين أنا، فصار عندنا لهجة بيضاء في "الشام" كلّنا نحكيها، ابن "حلب" ابن "حمص" ابن "اللاذقية" ابن "طرطوس"، ابن "السويداء"، كلّهم صاروا يتحدّثون نفس اللهجة، فأنا قليلاً أتعبتُ نفسي أكثر لأنّ لهجتي صعبة، لهجة "الجولان" صعبة قليلاً زاهي وهبي: اللهجة الجبلية عموماً خالد القيش: نعم، فيها القليل من القساوة، وسريعة، نعم زاهي وهبي: وقُدِّمَت هذه البيئة في أعمال خالد القيش: نعم، "خربة" مثلاً زاهي وهبي: "خربة" عملٌ ناجح، وناجح جداً خالد القيش: وفهمه الجمهور، فُهِمت اللهجة جيّداً زاهي وهبي: تعتبر مُسلسل "شتاء ساخن" نقلة نوعية في مشوارك، صحيح؟ خالد القيش: طبعاًزاهي وهبي: لماذا؟ خالد القيش: كان النصّ جميلاً جداً زاهي وهبي: نصُّ من؟ خالد القيش: لأتذكّر، نسيتزاهي وهبي: غير مهمّ خالد القيش: لكن الفِكرة كانت قصّة حقيقية موجودة في "الشام"، هناك أُناسٌ هجموا على سائِق وتنكّروا في دورية أمن وأخذوه، خطفوه مع ابنه وقتلوهما وسرقوا الذهب، وكانت هذه القصة معروفة في "الشام". فأخذنا هذه القصة لنقيم عليها مُسلسلاً، فكانت فكرة أن دوري هو ضابط وابن رئيس العصابة، الذي في النهاية يُسلِم والده إلى حبل المشنقة لأنه بالنسبة له القانون أولاً وأخيراً هو الأساس. فكان بالنسبة لي دورٌ استثنائي، وكان الأُستاذ "عباس النوري" وأوجه له التحية، هو الأبزاهي وهبي: نعم، نجم كبير ومُمثل بارِع خالد القيش: فكانت فرصة لي كي أُقدِّم نفسي أكثر للناس. أُحبّ هذا المُسلسل كثيراً، والأستاذ "فراس الدليمي" كان المُخرج وساعدني كثيراً وعاملني بقوله، " أنت لست فقط محترفاً، أنت الآن في دور أساسي وكلنا حولك لكي تؤدّيه جيداً" زاهي وهبي: نعم. لو سمحت لي سنتوقّف مع استراحة، بعد الاستراحة خالد القيش: الأستاذ "فؤاد حميرة" كان كاتب نصّ القصة زاهي وهبي: كاتب نصّ "شتاء ساخن" هو الأًستاذ "فؤاد حميرة" كي نوصِل لكلّ صاحب حقّ حقهخالد القيش: طبعاً زاهي وهبي: بعد الاستراحة نستمع إلى رأي في تجربتك من المُخرِج الأُستاذ "جود سعيد" ونتطرّق أيضاً إلى الدبلجة والأعمال المُدبلجة خصوصاً أنّ صوتك رافق خالد القيش: "السلطان سليمان" زاهي وهبي: "السلطان سليمان" في "حريم السُلطان" على مدى حلقات امتدّت خالد القيش: خمس سنوات زاهي وهبي: لخمس سنوات. نتوقّف مع استراحة سريعة المحور الثالث: زاهي وهبي: شاهدنا مشهداً من مسلسل "أرواح عارية" للمُخرِج الأستاذ "الليث حاجو"، نمسّيه بالخير، ولكن سنستمع إلى رأي من مُخرِج آخر مُبدِع أيضاً هو الأُستاذ "جود سعيد". نستمع إلى "جود" وما يقوله عن حضرة جنابك في "كلام يوصل" كلام يوصل جود سعيد – مُخرِج: في البداية أُريد أن أُمسّي عليكم وأُسلِّم على الأُستاذ "زاهي" كثيراً وأقول له " اشتقنا لك". من الصعب جداً أن تُعطي شهادة عن شخص من جيلك، عن شخص منذ أن بدأت في عملي كان وجوده معي هو نوع من الدعم. منذ أكثر من عشر سنوات، عندما صوّرت فيلمي القصير الأول طلبتُ من "خالِد" أن يكون له مرور في الفيلم، فبكلّ كرم وصداقة لبّى هذه الدعوة. ما يُمكنني قوله عن "خالد" أننا اشتغلنا مع بعضنا البعض مرّة واحدة على الرغم من أن الصداقة التي تجمعنا أكبر من الشُغل. "خالد" هو نوعٌ من الممثلين يتمنّى أيّ مُخرِج أن يكون معه. عنده نوعٌ من الالتزام عالٍ جداً، عنده تفانٍ في تعاطيه مع شغله، والأهم من هذه وتلك أنّه شخصٌ ذكي، ذكي بالمعنى الإيجابي للممثل لأنّه أحياناً هناك ممثل يتذاكى فهذا يُعذّبك. "خالد ذكي بمعنى أنه يكفي أن تجالسه مرة وتناقش الشخصية وتبني معه هذا العالم كي تتأكد أنه قادر، ولو على فترات متقطّعة، وأنا أتحدّث عن تجربة تصوير مُسلسل، قادر على أن يضبط إيقاع هذه الشخصية ولا ينسى بالضبط الأشياء التي أنت تكون قد اتفقتُ معه عليها من ذُرى تُحاولان تحقيقها في الشخصية لتصل إلى نمط الأداء. هذا شيء يجعل "خالد" الممثل يتطوّر ويتعمّق أكثر في تجربته، وأنا أتوقّع أنه في يومٍ ما سنُشاهده في أماكن أهم وأهم. إن كنت أتمنّى، أتمنّى أن أُشاهده في السينما أو أعاود مشاهدته على خشبة المسرح. "خالد"، أُريد أن أسألك سؤالاً قد يكون مُحرجاً قليلاً لكنني أعرف أنك لست من الأشخاص الذين يُجاملون. في ظلّ الرداءة التي نعيشها في صناعة الصورة عموماً، الصورة التلفزيونية، والتي تتعاظم سنة بعد سنة بعد أن بدأت مع بداية هبوب رياح الصحراء علينا منذ خمس سنوات. في ظلّ هذه الرداءة، وفي ظلّ وجود أشخاص غير مهنيين، لن أقول غير أكاديميين لأنه بالتأكيد هناك من غير الأكاديميين الذين كانت لهم تجارُب هامة وتركت أثراً، لكن أشخاص غير مهنيين وهم بالأحرى غير لائقين لأن يتواجدوا في هذه المهنة، بدءاً من الإخراج مروراً بالكتابة وانتهاءً بالتمثيل. فسؤالي لك إلى أين تتجّه هذه، المُصطلح على تسميتها بصناعة الدراما السورية؟ وإن كنت أتحفّظ على كلمة صناعة لأسباب يطول ذكرها وبالتأكيد هذا ليس مكانها. إلى أين نتّجه؟ زاهي وهبي: شكراً للأُستاذ "جود سعيد". حلو الذي قاله عنك وهو مُحِبّ أيضاًخالد القيش: طبعاً هو صديق منذ عشر سنوات فعلاً، منذ أن بدأنا كنا سوياً. هو تخرّج من "فرنسا"" وجاء وعنده مشروع، والحمد لله أنا أُشاهده سنة بعد سنة يقوم بشيء جديد وأنا أفتخِر به طبعاًزاهي وهبي: نعم، وردّاً على سؤاله؟ خالد القيش: على سؤاله، هذا تحدّثنا به قبلاً زاهي وهبي: ربما يُكمل الذي كنا نتحدّث عنه قبل قليلخالد القيش: بالضبط. هذا الذي يحدث ليس المرة الأولى، من زمان يحدث في الدراما السورية. دائِماً هناك حرب ضدّ الدراما السورية. في هذه الأزمة ازدادت الحرب أكثر، في التسويق والإنتاج زاهي وهبي: هذه الحرب ضدّ الدراما السورية ما سببها في رأيك؟ لأنّها دراما مُنافِسة؟ أو أن موضوعاتها قد تكون غير مرغوبة من قِبَل سُلطات مُعينة؟ خالد القيش: الناس أحبت الدراما السورية لقربها من الواقع، كانت قريبة جداً من الناس. نحن اليوم لا يُمكننا إلاّ أن ننقل الواقع الموجود، وهذا الواقع للأسف ليس لأحد مصلحة في نقله عبر المحطات، فلا نقوم بأعمال تشبهنا في بعض الأحيان، وأحياناً نُمرِّر ولكن بطريقة ذكية والمُهِم أن تمُرّ من أجل أن تُعرَض، لأننا لا نريد أن ننهي العمل ونضعه جانباً، نريد أن يراه الناسزاهي وهبي: صحيحخالد القيش: أنا مع "جود" أنه فعلاً توجد رداءة كثيرة، ولكن مُهمتنا نحن في البلد مع الموجودين الآن أن نظلّ نشتغِل وأن يكون لنا مكان إن شاء الله مهما صغُر حجمه في الدراما العربية، ونظلّ واقفين على رجلينا ونقول بأننا نحن هنا موجودون، وأعتقد أننا في المستقبل القريب سنتطوّر بالتأكيد، سنعرِف أخطاءنا وسنقوم بشيء جيّد، ونُقاوم كلّ هذه الرداءة بما هو جيّد من خلال الناس الجيّدين زاهي وهبي: على سيرة الموجودين في البلد، هناك الكثير من الفنانين الذين هجروا "دمشق" أو "سوريا" وأنا لا أُدين. دائِماً عندما أطرح هذا السؤال أعلم أنّ لكلّ إنسان ظروفه، ولكن سؤالي لحضرتك هو أن هذه الهِجرة أثّرَت سلباً على صناعة الدراما في "سوريا"؟ خالد القيش: أكيدزاهي وهبي: وهلّ فكّرت حضرتك في لحظة مُعينة في المُغادرة والإقامة خارِج "سوريا"؟ خالد القيش: كلّنا نُفكِّر أحياناً باللجوء إلى الأمام. إذا كنت تشعر أنك في خطر، أينما كنت تشعُر أنّك يجب أن تلجأ للأمان، إذا ليس من أجلك فمن أجل العائلة. نحن أُناس نعيش في هذا البلد ولسنا نعيش في برج عاجي زاهي وهبي: والإنسان يمُرّخالد القيش: بمطبات زاهي وهبي: بلحظات ضُعف ولحظات قوّة خالد القيش: بالضبط، ولكن طموحه وهدفه ومصداقيته مع نفسه تمكّنه من أن يقول، " أنا سأبقى. سأبقى لأنني هنا أستطيع أن أقوم بشيء أكثر من الخارِج". أنا لا أُدين أحداً من زملائي الذين غادروا البلد لأسباب وظروف قاسية، لعدة أسباب. لكن هم فعلاً خسارة للدراما السورية لأننا حين كنّا نمثل مسلسلاً سورياً لم يكن فيه بطلٌ واحد، كنا مجموعة أبطال تؤدّي في هذا المسلسل، وهذا سبب من أسباب نجاح العمل السوري. مجموعة من الممثلين، كلّهم أبطال وكلّ واحد في مكانه. نحن اليوم خارِج "سوريا" نكون كمجموعة، ممثل سوري، ممثل مصري، ممثل لبناني، ممثل خليجي، فهذا الـ Pan-Arabأو الموديل الجديد هو أعمال مُشتركة، وهذا يُفقد قليلاً مصداقية البيئة السورية التي كانت تؤدّى لأن الدراما السورية كانت مبنية زاهي وهبي: أحياناً لا يكون مبرراً أن يكون في العمل المُشترك هذه اللهجات المُختلفة. في موضوع الدبلاج، حضرتك صوتك رافق شخصية "السلطان سليمان" على مدى خمس سنوات كما ذكرنا، في مسلسل "حريم السُلطان". هلّ كانت هناك إضافة حصلت عليها من خلال هذا العمل كممثل؟ هل هذا الأداء أضاف لك شيئاً؟ خالد القيش: أنا لم أكُن أُفكِّر في أن يُضيف لي، كنتُ أُفكر أن أؤدّي شيئاً أُحبه. الصوت هو فنّ بحدّ ذاته زاهي وهبي: هنا ما أُريد أن أسأله، حضرتك أضفت للشخصية؟ خالد القيش: هذا كان عملي كممثل. كان دوري كممثل، فقط شاهدت خمس حلقات من العمل فأحببت الديكور والأزياء والشغل. كان العمل مُترجماً في Subtitles، والممثل "خالدر كانج" البطل هو ممثل جيد جداً. لكن أنا كنت أرغب في إضافة شيء من روحي إلى هذه الشخصية. أنا لستُ ببغاء ولا أقول ما يقوله، أنا أقول بإحساسي وبطريقتي، ورويداً رويداً صرت أتبنّاه أكثر، وصرت كلّ يوم بعد يوم أعيشه لدرجة أنه حينما يقتل ابنه "مُصطفى" تعِبتُ نفسياً. أوقفت التسجيل وقلت لهم، " لا أُريد أن أُسجِّل الآن"، لم أعُد أستطيع، في منتصف المشهد أتعب وأفرُط لأن الشخصية صارت شيئاً يُشبهني في داخلي وصار بيني وبين شخصية السلطان "سليمان" علاقة خاصة بحيث شعرت بأنني أُعطيها من كلّ شيء، من روحي أعطيها. فأعتقد أنها مهنة، أيضاً في التمثيل هناك مهنة أسمها صوت، تقدم فيها من داخليتك زاهي وهبي: كما تعلم، في الغرب يتعاملون معهم كنجوم، حتّى غير المعروفين من أصواتهم مثل الرسوم المتحرّكة وهكذا أشياء. هلّ في بلادنا المُمثل المُدبلِج يأخذ حقه المعنوي قبل المادي، أريد أن أتحدّث عن الحقّ المعنوي خالد القيش: أبداً. بالنسبة لي لمستها بعض الأحيان من الناس، لأنني أشتغل دراما ويعرفونني في الدراما فيعرفون أنّني أنا من أدّى صوت السلطان "سليمان" وأديتُ أيضاً شخصية أُخرى اسمها "عُمَر" في مسلسل "العشق الأسود". فأحسست أن الناس يقولون لي، " نحن نعرفك أُستاذاً في التمثيل ونُحبك كثيراً لكن كيف أديت صوت السُلطان؟" زاهي وهبي: خصوصاً في مراحل عُمرية مُختلِفة، منذ أن كان السلطان شاباً إلى أن هرِمَ ومرِض خالد القيش: بدأت أُغيِّر في صوتي في آخر مرحلة، قبل أن يموت، فصارت البحّة أكثر وأصبحت أتنفّس مثله. قبل أن يقوم بشيء أقوم به قبله لأنني أعرِف ماذا سيفعل، حفظته. فكانت بالنسبة لي مُلامسة للشخصية أكثر، أحببتها كثيراً، والناس ليسوا منصفين أبداً في هذه القصّة، يحبون الممثل التُركي ويُحبون صوتي على الممثل التُركي لكن حين يرونني زاهي وهبي: هلّ التقيت بهذا الممثل التركي في مناسبة ما؟ خالد القيش: صار بيننا مُراسلات لأنه سأل عن سبب نجاح المُسلسل في العالم العربي، لماذا هذا المُسلسل اشتهر كثيراً. هناك الآن معرض شمع في "دُبي" في إكسسوارات السُلطان وفي تماثيل زاهي وهبي: نعم، يزورونه. أثر الدبلجة عموماً وظاهرة المُسلسلات التركية، وقبلها المكسيكية وغير المكسيكية. هلّ أثرها على صناعة الدراما العربية هو سلبي أم إيجابي في رأيك؟خالد القيش: لا شكّ في أنه بالنسبة لنا سلبيّ زاهي وهبي: لماذا؟ خالد القيش: لأنه يذهب من وقتنا ساعات في المحطّات على الدبلجة، وبدل من أن تكون الساعات فيها أعمال عربية تكون مخصّصة لدبلجة أعمال تُركية. لكن الإيجابي فيها بالنسبة للدراما السورية أن الدبلاج يكون فقط باللهجة السورية، وهذا يزيد من انتشار اللهجة أكثر في الوطن العربي زاهي وهبي: طبعاً، تعتاد الأُذن عليها، أُذن المشاهِد والمُستمِع خالد القيش: تصوّر، سائق تاكسي في "مصر" قال لي، "أنت تتحدّث بالتركية؟" وأنا كنت أتحدّث معه باللهجة السورية. قال لي، " أنت تتحدّث بالتركية؟"، فقلت له، " لا نحن نُدبلِج التركي لكن نحن سوريون". بمعنى أنّ اللهجة السورية وصلت إلى مرحلة صارت معروفة كثيراً في الوطن العربي إضافة إلى المغرب العربي وفي "مصر" زاهي وهبي: قبل أن نأخذ استراحة أخيرة، ظاهرة المُطوّلات، المُسلسلات المُطوّلة، التي تشبه الأعمال التركية وكذا، من مئة حلقة و150 حلقة، هلّ هي ظاهرة صحية فنياً ودرامياً؟ خالد القيش: في رأيي لا، أبداً لازاهي وهبي: خصوصاً أننا في زمن سريع جداً خالد القيش: لا توجد فكرة تأخُذ معك ستين ساعة لتنقلها إلى المُشاهِد. هذا التطويل له علاقة فقط بالإنتاج، فقط في الإعلام. لكن الفُكرة تُقال في فيلم مدته ساعة ونصف الساعة أو ساعتين، وهذا الفيلم يظلّ في الأرشيف وأنت تُشاهده دائِماً، كلّ فترة تُشاهد هذا الفيلم لأنّ الأفكار عندك واضحة وصريحة. لكن المُسلسل المُطوّل أبداً ليس هكذا، هو تجاري وهو منطق تسلية للمُشاهِد، ستون حلقة هي تسلية وليست أكثر من هذا، أما أن يحمِل أفكاراً كبيرة، لا زاهي وهبي: في أفلام المُسلسلات، حضرتك شاركت في "العراب"، أقصد مُسلسلات الأفلام أي الفيلم الذي يتحوّل إلى مُسلسل. هذا النوع من المسلسلات موجود، حتّى في الغرب موجود وليس اختراعاً عربياً خالد القيش: لأنّ التلفزيون هو سلعة فقط استهلاكية. أنا أُشبهه أحياناً بالـ Chimney، مهما تضع في داخلها يحترِق. لكن العمل الذي يظلّ موجوداً هو صاحب الفكرة العميقة والذي أخرجه شخص عنده رؤية والذي تبنته شركة إنتاج مهمة، والذي أدى فيه الممثلون فعلاً أدوارهم بصدق وأمانة، هذا ما يبقىزاهي وهبي: اسمح لي أن نتوقّف مع استراحة أخيرة، ثمّ نأتي إلى مسك ختام "بيت القصيد" مع المُمثل القدير الأُستاذ "خالِد القيش" المحور الرابع: زاهي وهبي: مشهد من مُسلسل "سكّر وسط" من إخراج "المثُنّى صبح". كم تُعاني مُجتمعاتنا من مسألة جرائِم الشرف والعُنف ضدّ المرأة؟ هذه آفة للحقيقة، ونحن في صفّ النساء في هذا الموضوع من دون تردّد. أُستاذي، قبل أن أطرح المزيد من الأسئِلة على حضرتك أو ما تبقى في الجُعبة، سنستمِع أيضاً إلى رأي بحضرة جنابك وبتجربتك، ولكن سأترُك لك هذا الرأي مُفاجأة كلام يوصل د. فارس القيش – شقيق خالد القيش: مساء الخير أُستاذ "زاهي". في البداية يُشرّفني أن أتحدّث مع حضرتك كونك الإنسانٌ المُثقف والشاعر المعروف، أنا أكُنّ لك كلّ الاحترام والتقدير. مساء الخير حبيب قلبي أخي "خالد"، حبيبي كيف حالك؟ كيف صحتك؟ ما أخبارك أبو الخلّ؟ كيف "فارِس"؟ كيف "ياسمين"؟ طمئنني عنك، أنا أُشاهدك وأُراقبك ومن وقت غير بعيد كنّا سوياً في "عمان". أنا أفتخِر بك وأرى نفسي بك وأقول وفّقك الله، وأنت أحسن سفير لـ "الجولان" ولأهلَك ولأحبابك وكلّ الذين يُحبّونك. فأُمسيكم بالخير أُستاذ "زاهي" وأُمسيّك "خالد". أنا دُعيت كي أتحدّث عنك قليلاً من قِبَل البرنامج والمُعدّين، فكان صعباً عليّ في البداية أن أُقرِّر إن كنت سأستطيع أن أتكلّم أو لا أستطيع أن أتكلّم نتيجة الوضع الذي نعيشه، فأُريد أن أقول لك أننا نُحبك كثيراً ومرة أُخرى أقول أننا نفتخر بك، أنت صغير البيت صحيح، أصغر واحِد في العائلة لكن أنت كبير جداً اليوم. ألله يخلّي لنا إياك ويوفقك ويُسدِّد خُطاك بالنجاح وإلى الأمام، إلى الأمام، إلى الأمام. "خالد" عندي سؤال، كم في إمكانك أن تعيش هذا التناقُض؟ الحنين لماضيك ولأهلَك ولعائِلتك، وكم هو صعبٌ عليك هذا الوضع؟ وفي الوقت نفسه كم يُعوِّضكَ نجاحك وتقدّمك المهني وبناء العائلة الصغيرة التي تبنيها؟ فأسألك يا حبيبي وأنا أعرف أنّ هذا السؤال صعب، وهذا سؤال مؤلِم جداً، لكن أحببت أن أسمع، كيف بإمكانك أن تجد هذا التوازن بين هاتين الحالتين؟ إلى اللقاء "خالد" وموفق حبيبي، وألله يخلّي لنا إياك ونتمنّى لك النجاح وشكراً أُستاذ "زاهي". يلاّ تفضّلوا، تعالي يا "يارا"، هيا قولوا مرحباً، تعالوا إلى جانبي هنا. أين "وائل" وأين "مريم" و"مروان"؟ يارا: ليسوا موجودين بعد كلهم د. فارس القيش: هذا "خالد"، احكوا مع "خالد" وقولوا "مرحباً" يارا: مرحباً يا غالي، نتأمل أن تكون سُرِرت بهذه المُفاجأة. نحن نعرِف كم يعني لك أخاك الكبير وكم هو بالنسبة لك مثل والدك الثاني، وفي دورنا أنت مثل والدنا الثاني. فنريد أن نقول لك، مع أنه متأخراً، كلّ عام وأنتم بخير وإن شاء الله يا ربّي نراكم أنت و"ياسمين" و"فارس" وعائِلتكم الحلوة بيننا عن قريب مريم: أولاً مساء الخير لأُستاذ "زاهي"، وأُريد أن أقول لـ "خالد" أننا نُحبك كثيراً ونفتخِر بك كثيراً وحدودك السماء. نتمنّى لك التألُّق دائماً وفي أي شيء ترغب في تحقيقه، ودائماً دع صفة التواضع والتسامح هي عنوانك، وموفق حبيب قلبيزاهي وهبي: شكراً للدكتور "فارِس القيش". الحقيقة أنّه مؤثِّر ما قاله، أنا كادت أن تنزل دمعتي. لكن الحلو أننا سمِعنا حرف القاف الجولانية. نعم، تفضل. التعليق والكلام والجواب عند حضرتك خالد القيش: أنا أشكُرك جزيل الشُكر، ولا برنامج كان لأهلي وجود فيه خاصّةً أخي الدكتور "فارس"زاهي وهبي: وأسميت ابنك "فارِس على اسمه خالد القيش: نعم. نحن في مُجتمع ضيعة، أي نحن كنا نعيش في ضيعة، وهو دكتور منذ سنة 1983، فكنت أنا أقرأ كتبه، وهو يقرأ مسرحاً وروايات، فأنا أخذت منه قليلاً ما أريد أن أقوم فيه في المُستقبل. بالنسبة إلى سؤاله هو يعرِف جيداً أنني عاطفي جداً تجاه الأهل وأُحبّ عائِلتي، ولكن الضريبة التي دفعتها هي الابتعاد عن الأهل، لم أعد أتمكّن من رؤيتهم ولا من زيارتهم من أجل أن أقوم بها المشروع وسيقولون عني في المُستقبل أنني قمت بشيء من أجل أهل "الجولان" كلّهم. أنا أعتبر أهل "الجولان" كلّهم أهلي وليست فقط عائِلتي الصغيرة، في أربعة قرى أهلي، في "بقعاتا" و"مجدل شمس" و"عين قنيا" و"مسعدة"، وهؤلاء بالنسبة لي كلهم أهلي وأتعامل معهم بنفس الموقف، وكان من واجبي أن أصل إلى مرحلة أتمكّن فيها من أن أكون في مكان لأتحدّث عنهم ولأقول كلّ ما يُحسّونه وكلّ مُعاناتهم زاهي وهبي: نمسّيهم بالخير، أمسيّ الدكتور "فارس" وأُسرته، أمسّي كلّ أهل "الجولان"، وربما أفضل تحية لأهل "الجولان" ولأهل "فلسطين" إعادة الاعتبار لخيار المُقاومة في هذه الأُمّة العربية وإعادة تصويب البوصلة التي حرّفها التكفير والإرهاب والتآمُر على أُمتنا. على السريع لو سمحت لي، لا يزال لدينا دقائق فقطخالد القيش: تفضّلزاهي وهبي: اشتغلت مع مُخرجين كُثُر مثل الأساتذة " نجدت أنزور"، "حاتم علي"، "رشا شربتجي"، "باسل الخطيب"، "المُثنّى صُبح"، "الليث حاجو"، "رامي حنا"، "سيف السباعي". من الأقرب إليك؟ مَن هم المخرجين الذي أبرزوا المُمثل الحقيقي الموجود فيك؟ خالد القيش: كلّ مخرج له خاصيّته، ولكن "حاتم علي" هو أُستاذي لأنه درّسني أيضاً مسرح، "المُثنّى صبح" والأُستاذ "الليث حاجو" أشعُر معهما بأنني أُسلِّم نفسي على الآخِر زاهي وهبي: وهُما أشعُر وكأنهما ثُنائي، أشعُر بوجود صداقة خالد القيش: نحن حتّى في العمل نكون أصدقاء، في قلب العمل نكون أصدقاء زاهي وهبي: مَن مِنَ الممثلين والكُتّاب أيضاً قريباً إلى نفسك؟ خالد القيش: من الممثلين، "فادي صبيح" قريب إلى قلبي، "مُهنّد قطيش" قريب إلى قلبي، "محمّد حداقي" قريب إلى قلبيزاهي وهبي: ومن الممثلات؟ خالد القيش: "نادين تحسين بك"، "جيني إسبر"، "ميرنا شلفون"، "كاريس بشّار"، وهناك أُناس أُحب أن أتعامل معهم وأشعر وأنا معهم براحة كبيرة زاهي وهبي: من الكتّاب؟ النصّ؟ بمعنى مُجرّد أن يُذكَر اسم المؤلِّف أو الكاتب ممكن أن توافق على بياض كما يقولون خالد القيش: لم تعُد تحدث معي وقبلاً كانت تحدث معي، نعم. مثلاً حين كان الدكتور "وليد سيف" يكتُب كنت أبحث عن النص لأقرأه كله وليس فقط دوري. لكن خلال هذه السنوات الخمس أو الست صار في إمكان شاب صغير أن يكتُب نصاً ويكون أحلى من أي شيء آخر، بمعنى أن يكتُب أفكاراً لها علاقة بما يحدُث. فلم يحدث أن كان عندي شغف في اتجاه كاتِب واحِد زاهي وهبي: رواية، هلّ توجد أية رواية، عربية أم أجنبية ـ تتمنّى لو أنها تصير مسلسلاً وتكون حضرتك موجوداً فيه؟ خالد القيش: " قواعد العشق الأربعون"، أتمنّى زاهي وهبي: "قواعد العشق الأربعون"، لـ "تركية أليف شفّاق". على كلّ حال يُحكى كثيراً عن وجود مشروع خالد القيش: مشروع فيلم سينمائي، أجل. "ليوناردو دي كابريو" يقوم بهكذا مشروع، لكن نحن نرغب في أن يكون مشروعنا مُسلسلاً زاهي وهبي: حتّى كمسلسل يوجد مشروع، أنا سمعت عن وجود مشروع خالد القيش: إن شاء الله يا ربّزاهي وهبي: دائِماً تقول بأنك نادِم على مُشاركتك في مُسلسل "الخواتم" للأُستاذ "ناجي طُعمة"، رغم الصداقة التي بينكما أو الودّ الذي بينكما، لكن لماذا شاركت فيه أصلاً؟ خالد القيش: لم أقرأ النصّ كلّه وكان هذا أحد أخطائي. لم أقرأ النص كلّه، فقط قرأت دوري وبعد ذلك شعرت أن النصّ لم يكُن في المُستوى المطلوب كنصّ، لكن كشغل مُخرِج وكشركة إنتاج وكممثلين طبعاً كلّهم يُحترمون، ولكن كنصّ، كحدوثة، لم يكن جيّداً زاهي وهبي: في المسرح شاركت في أعمال عدّة منها مع الأُستاذ "غسان مسعود"، منها مع الأُستاذ "أيمن زيدان"، وحضرتك خرّيج المعهد العالي للفنون المسرحية؛ لماذا لم تُرسِّخ حضورك في المسرح؟ لماذا ابتعدت؟ خالد القيش: لم أبتعِد، الظروف لم تكن تُساعِد. أنا أكون أُصوِّر أحياناً وأحياناً أُخرى صار المسرح صعباً العمل فيه، وأقولها لك بصراحة، ليس له مردود مادي، ليس له مردود مادي على قدر التعب الذي تبذله. ثلاثة أشهُر لتقدِّم عرضاً لمدة 21 يوماً ولا يُمكنك أن تكفي نفسك، فأنت تكون مُرتبِطاً بعمل وارتباطك بمسلسل سيجعلك تُقصِّر على البروفة، وأكبر مُشكلة أنك أنت كممثل لا تأتي إلى البروفة في الوقت المُناسب زاهي وهبي: يُحسب للمعهد العالي للفنون المسرحية في "دمشق" أنّه خرّجَ نُخبة من الممثلين البارعين وضمّ أساتذة ولا يزال خالد القيش: وأنا أقول لك أنه الأساس لأنه هو الذي خرّج المُخرجين والكُتّاب أيضاً زاهي وهبي: نعمخالد القيش: نهضة الدراما التي صارت في "سوريا" كانت بذرتها الأساسية المعهد العالي للفنون المسرحية زاهي وهبي: دائِماً تذكُر حضرتك الأُستاذ "جمال سليمان" بالخير رغم أنكما ربما في الآراء لستما على خالد القيش: طبعاً، لا دخل لهذا، هو أُستاذي وهو من درّسني واستفدت منه كثيراً واشتغلنا معاً زاهي وهبي: هو طبعا ممثل قديرخالد القيش: اشتغلنا معاً في كذا عمل وهو أُستاذ في التمثيل وأُستاذ أيضاً في التدريس زاهي وهبي: شاركت في مُسلسل " وما ملكت أيمانكم " للأُستاذ "نجدت أنزور"، هذا المُسلسل الذي كان فيه ربما استشراف أو حدس بما خالد القيش: بما سيحدُثزاهي وهبي: في رأيك، وأنا كمثقف أسألك وليس فقط كممثل، الخلاص من هذا التطرّف، هذا الفِكر الإرهابي التكفيري الإقصائي الإلغائي للآخر، كيف الخلاص؟ هلّ ترى بصيص أمل؟ خالد القيش: بالفن والشِعر والأدب والصحافة والإعلام، هذا هو الحلّ الأساسي لهذا الموضوع. الناس تصل إلى مراحل تأخذ فيها أفكاراً من أماكن للأسف هي من اللازم أن تكون روحانية وتصل إلى مراحل التطرّف، ونحن مُهمتنا أن نوصِل أفكارنا ولا توجد عندنا طريقة؛ نحن لا نُحارِب بالدمّ بل نُحارِب بالقلم، بالفن، بالشِعر، بالموسيقى، هذا هو سلاحنا الأساسي زاهي وهبي: وهلّ ضروري أن تُعيد مُجتمعاتنا الاعتبار أو تُعلي شأنخالد القيش: هؤلاء الناس طبعاً، الفنانون والأُدباء والشُعراء زاهي وهبي: لأنّ الفن ليس ترفاً ولا كمالياتخالد القيش: أبداً ليس ترفاً، هو تعب زاهي وهبي: والأدب والشعر ليس شغلةخالد القيش: الناس صارت تعلم أن حياتنا صعبة كثيراً، وأنت من يدفع ثمن المواقف التي تأخذهازاهي وهبي: وإذا أحدهم سافِر ورأى الشعوب المتحضرة يعرِف كم تُعطى أهمية لهذه المسائل خالد القيش: المسرحية تستمرّ لعشر سنوات و15 سنة وكلّ يوم يأتي أُناسٌ ليشاهدوها، ودائماً عندهم أفكار جديدة. هذا يُطوِّر المُجتمعزاهي وهبي: ماذا يبقى في جُعبتك من أحلام ومن أُمنيات ومن مشاريع؟ خالد القيش: يبقى حلم أن أؤدّي في عملٍ دور قائد الثورة السورية الكُبرى السيّد رحمه الله "سلطان باشا الأطرش"زاهي وهبي: إن شاء الله تُحقّق هذا الحلم. من خلالك أولاً تحية لحضرتك وتحية إلى أُسرتِك، للسيّدة "ياسمين" لـ "فارس" الصغير، ولـ "فارِس" الكبير الدكتور، لأهالي "الجولان" ومن "الجولان" لأهالي "فلسطين" الأحبّة أيضاً، وكلّ الدُعاء بالخلاص لـ "سوريا". نوّرت "بيت القصيد" خالد القيش: شكراً لك وشُكراً لقناة "الميادين" ولهذا البرنامج الذي فعلاً كلّ شخص يتمنّى أن يكون فيه ضيفك. شكراً للُطفكزاهي وهبي: أهلاً وسهلاً بك. طبعاً نتمنّى لكلّ أماكِن الوجع العربي أن تزول. الشُكر الدائم لفريق العمل، لمُخرِج البرنامج "علي حيدر"، لمُنتجة البرنامج "غادة صالِح" لمُشاهدينا في كلّ أنحاء العالم نلتقيكم في الأُسبوع المُقبل على خير بإذن الله

برامج أخرى

10 حزيران 2012

تصفح المزيد