إيران والغرب: حرب الناقلات

ربما لم يخطر ببال أحد أن تلجأ واشنطن إلى أسلوب الاستغاثة وطلب المساعدة من حلفائها بهدف تأمين الملاحة في مضيق هرمز ومواجهة ما سمّته "العدوان الإيراني". نداء الاستغاثة هذا وصل إلى فرنسا وألمانيا وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان. علماً أن بريطانيا كانت أول من طرح فكرة إنشاء قوة بحرية "أوروبية" في مياه الخليج. تَجاوب البعض وتًريّث الآخر. ألمانيا مثلاً بدت وكأنها تفاجأت بالطلب، وطلبت مزيداً من الإيضاحات حوله، فيما حذرت زعيمة حزب اليسار الألماني من مشاركة بلادها في أي تصعيد في منطقةٍ تُعَدّ برميل بارود بحسب تعبيرها. بريطانيا نفسُها المعنية المباشرة فيما بات يعرف بحرب الناقلات مع إيران، مازالت تدرس الخيارات، بين مُهمة مراقبةٍ بحتة أو مرافقةٍ عسكرية للسفن. إذاً مياه الخليج ستزداد سخونة في الأيام المقبلة، وما الإفراج عن بعض الصور والفيديوهات من الجانب الإيراني إلا فصلاً من فصول لعبة شدّ الحبال بين الطرفين. علماً أنّ إيران حذرت بالفعل من عسكرة المنطقة، معتبرة أن تواجد القوات الأجنبية هو السبب الأساس للتوتر وأن لبّ المشكلة كان انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي. تحركت سلطنة عمان كعادتها في مسعى لتخفيف هذا التوتر، فيما عرض وزير الخارجية الأميركي أن يزور طهران. عرضٌ لافت ما أهدافه؟ ولماذا رفضته إيران؟ وهل تصل الأمور إلى حد المواجهة العسكرية؟ أم تسود لغة العقل؟