معركة الخرطوم: لا مكان للسياسة
لا غالب ومغلوب حتى يأتي ما يخالف ذلك... لعلها الصيغة التي تحكم معادلة الاشتباك بين العسكر في السودان. اليوم يصرّ كل طرف على كسر الطرف الآخر، ويصر كل طرف حتى اليوم على أنه منتصر ميدانيًا. مع خيوط الشمس الأولى، قطع صوت الاشتباكات حبل الهدنة الذي كان ممدودًا بسبب عيد الفطر، فكانت إشارة شديدة السلبية بأن لا مكان لشيء في المشهد سوى الرصاص والقذائف. الجيش السوداني قال في بيانه أنه بدأ ما وصفها مرحلة التنظيف التدريجي لبؤر وجود المتمردين في محيط العاصمة الخرطوم في إشارة منه إلى تقدمه الميداني سبقه حديث لقائده عبد الفتاح البرهان. يحصل ذلك على وقع ارتفاع عداد القتلى على نحو مخيف جدًا، فبحسب نقابة الأطباء السودانية أدت الاشتباكات منذ اندلاعها حتى اليوم إلى مقتل وإصابة نحو 1600 مدني، ويحصل ذلك أيضًا على وقع انحسار أثر الحلول السياسية على المشهد السوداني المشتعل في لحظة إقليمية مناقضة لذلك تملؤها التسويات والأجواء الإيجابية.