روسيا ودورها الخارجي

في بداية التسعينيات شهد النظام الدولي تحولًا عميقًا وصلت تأثيراته إلى دول العالم كافة، تمثل في انتهاء حقبة الثنائية القطبية إلى عالم أحادي القطبية تحكمت فيه الولايات المتحدة الأميركية بتوجيه السياسة الدولية. حاولت المركزية الغربية للنظام الدولي إذلال روسيا والتعامل معها كقوة هامشية. باتت المهمة الملحة لروسيا حماية أمنها القومي من خلال تنشيط التأثير السياسي في محيطها الحيوي. فاضطرت إلى استخدام القوة في الداخل كما في الشيشان، وفي الخارج كما في جورجيا والقرم وفي مواجهة الإرهاب في سوريا، وهنا يوضِح بوتين أن معارك كهذه ومنها الأخيرة في أوكرانيا كانت ضروريةً لحماية روسيا. ووفق هذا المخاض الدولي المعقد، تتصدّى واشنطن والدول الغربية لمسار التحول وتضع كل إمكاناتها لهزيمة روسيا في أوكرانيا مع توجيه اتهامات مباشرة لبوتين بإعادة إحياء الاتحاد السوفياتي. فهل ما يجري سيفضي إلى نظام دولي جديد برؤوس متعدّدة؟ ما هي إمكانات روسيا الاقتصادية والسياسية والثقافية والاستراتيجية لتشكل قطبًا دوليًا؟ وهل صحيح أن بوتين يحلم بإعادة نموذج الاتحاد السوفياتي، أم هذا جزء من الحرب الإعلامية عليه؟