دوما بين فكرين
وقعت دوما خلال سنوات الحرب في سوريا تحت سيطرة جيش الإسلام وتحولت عروس الغوطة إلى خنجر في خاصرة دمشق، فكيف تسلل إلى المدينة الفكر التكفيري، وكيف حدث فيها هذا التغير في ملامح المدينة حتى تكاد تنقلب أو تتناقض أو تتنافر، وقد بدأ كل شيء فيها من موقعها المهم وجغرافيتها الحاكمة.. السباق على دوما لم يكن بين فريقين سياسيين أو عسكريين لقد كان سباقا فكرياً أيضا وحتى إعلامياً، حتى عرف جيش الإسلام بجيش الإعلام وتصدر اسم دوما أروقة مجلس الأمن ونشرات وبرامج التلفزيونات وصفحات الجرائد بملفات ضخمة كالملف الكيماوي وغيره. العامل المادي حدد توجهات قادة الفصائل وولاءاتهم، والعامل الفكري جنَد في المقابل عناصر تلك الفصائل ورسم مساراتهم، كانت معركة فكرية تدور رحاها لتطحن النفوس والعقول والأجيال.