توقيف الغنوشي: السيناريوهات المحتملة
مشهد لن يكون ما بعده كما كان ما قبله... تطور كبير يضاف إلى تعقيدات الأزمة الداخلية في تونس مع توقيف زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي. الأخير بدا وكأنه كان يتوقع الأمر فسجّل تصريحات لاستخدامها في هذه اللحظة. مسار قضائي وملفات خطرة كالتآمر على أمن الدولة، هكذا يقول خصوم الغنوشي. تسييس ومحاولات لاجتثاث المعارضة، هكذا يقول معارضو الرئيس قيس سعيد. مشهد متوتر سياسيًا، لكنه بارد في الشوارع حتى اليوم، في إشارة ربما تعكس امتعاضًا شعبيًا من المسارات التي اتخذها الصراع السياسي. الخارج لم يغلّب نفسه بالصمت فكان أن أدلى كلّ بدلوه... الخارجية الأميركية رأت اعتقال الغنوشي متعارضًا مع الدستور والحريات السياسية. محاولات الرئيس التركي للتواصل مع السلطات التونسية باءت بالفشل، فما كان إلا أن تحدث على نحو غير مباشر مع نظيره الجزائري عن اعتقال الغنوشي. والخارجية التونسية رفضت أي تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. يتعقد المشهد أكثر داخليًا ويتمادى خارجيًا في سياق لا يبدو أنه قابل للحل بالأدوات السياسية العادية ومن هنا ربما منبع القلق.