الوهابية واحتكار الفهم الإسلامي
منذ إنطلاقتها إدعت الحركة الوهابية أنها تمثل الإسلام السني الأصيل وأنها مصداق لأهل السنة والجماعة, وأنها السلفية الحقة والصحيحة التي تفهم الكتاب والسنة كما فهمهما السلف الصالح في هذه الأمة, وفي كثير من الأحيان كانت الحركة الوهابية تخفي كلمة الوهابية لتتجلى بعباءة أهل السنة والجماعة وعباءة السلف الصالح، ومن العلماء من قال أن هذا التخفي لا يجدي نفعا لأن الوهابيين ضللوا الحافظ النووي شارح صحيح مسلم ويضللون الحافظ ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري ويقول ابن عثيمين بأنهما ليسا من اهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات، كما أن الوهابيين لم يكفروا الشيعة والصوفية وبقية المذاهب, بل كفروا اهل مصر واهل الشام واهل الحجاز واليمن, لمجرد انهم يزورون قبور اولياء وصالحين، ومع ما بذل على الوهابية من أموال طائلة أصبحت الوهابية تعبيرا عن السلفية وأهل السنة والجماعة ونجحت بفضلهما في بسط سيطرتها على العالم الإسلامي فكريا وروحيا، لكن كل هذا تبعثر أمام تصريح ولي العهد السعودي بأن الغرب هو من دعم بل أمر بنهج الخط الوهابي. كيف نجحت الوهابية في الإختفاء وراء أهل السنة والجماعة والسلفية الدينية؟