الإنسان والمشتركات الإنسانية في الإسلام
في خضم الإنهيارات الفكرية التي ألمت بعالمنا العربي والإسلامي, حولّ البعض الإسلام إلى دين لحي وشارع وزقاق ومذهب وطائفة, وجردوه من إنسانيته وكونه للإنسان أساسا بدون أدلجة وشوفينية، والواقع فإن المقاصد الرئيسة للشريعة هي عبارةٌ عن المشتركات الإنسانيَّة العامَّة، لقد أدت قراءة الإسلام بعين مذهبية وطائفية إلى تفجير الإسلام والمسلمين وتقزيم الأفق الإسلامي وإخراج الإسلام بالكامل من بعده الإنساني، إن موضوع القرآن مطلقا هو الإنسان، وأخذ القرآن والكتاب إلى القراءات الملعونة والمؤدلجة والحمراء سيضر بالإنسان الذي سيكون محورا لصناعة الحضارة والدولة والنهضة والتنمية مع أخيه الإنسان من مختلف الرؤى والأفكار والثقافات والعادات على قاعدة لا إكراه في الدين، يشترك البشر في أصل الخلقة و يشتركون في العقل والعقلانية ومقاييس التفكير, كما أن البشر يشتركون في كمال الخلق وحسنه وجماله بإقرار القرآن الكريم والمولى عز وجل, وبناء عليه يكون الاشتراك بين الناس قدرٌ كوني وسنّة من سنن الحياة، وقد فات كثيرين أن التشريع الإسلامي خاضع للعرف الإنساني.