خمس وأربعون دقيقة اتصال بين بايدن ونتنياهو أعادت إلى الأذهان فصولًا من سياسة الخداع التي تمارسها الولايات المتحدة وتبنّيها المطلق لكل ممارسات "إسرائيل" حتى لو ارتقت إلى أقصى مراتب الإبادة الجماعية وسفك الدم جورًا وعدوانًا. واشنطن قررت أنه مسموح لـ "إسرائيل" مهاجمة أهداف ادّعَت أنها مشروعة في رفح شرط العمل لخفض عدد الضحايا بين المدنيين. وقبل الضوء الأخضر العلني تحفظ أميركي بذريعة القلق على المدنيين الذين ارتقى منهم أكثر من مئة شهيد في سويعات قليلة أمس فيما يبقى مليون وثلاثمئة ألف آخرون في بقعة مساحتها لا تزيد على خمسة وخمسين كيلومترًا مربعًا ينتظرون ويتساءلون عن خطة "تل أبيب" وواشنطن لخفض عدد الضحايا، بينهم جولة القتل الإسرائيلي في رفح التي تأتي قبيل اجتماع القاهرة لبحث ملف الأسرى دونها عدد من التساؤلات عن مصير ورقة التسوية فيما لو تحولت جولة القتل إلى عملية عسكرية، وعن المشهد الإقليمي ككل في ظل ما بات يعرف بوحدة الجبهات.