يوم القدس العالمي: مسار تصاعدي
الساحات أصدق إنباء من الكلمات... ففي يوم القدس العالمي ضجّت ساحات المواجهة بمن كانوا منذ عقود أجيالًا تصرخ لتتضامن مع القدس وبات أبناؤهم وأحفادهم اليوم منتشرين على الجبهات الأمامية والخلفية في انتظار يوم تكون فيه القدس أقرب فأقرب. يتطور خطاب يوم القدس مع مرور السنوات وذلك مجبول بتطور أداء التيار التحرري في المنطقة ومعاركه، حتى أصبحت كل العواصم قدسًا، حتى باتت رهانات الاحتلال على محاور مذهبية إسرائيلية لضرب المقاومة فكرة غير قابلة التحقق كما خلص الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. فنرى الملايين في طهران ومئات الآلاف في صنعاء وعشرات الآلاف في بيروت ونرى قائد حركة مقاومة كالجهاد الإسلامي زياد النخالة يخطب من بغداد هذه المرة، ونرى في القدس مئات آلاف المصلين برغم إجراءات الاحتلال ومنعه كل شيء لو استطاع إليه سبيلًا. في عالم يتغير، القدس لا تتغير، بل تخطو قُدمًا كي تتحرر. لم يعد ذلك حلمًا وهميًا بل أضحى حلمًا قابلًا للتحقق كما يقول محورها وكما يقول محتلوها على الذين يرددون ذعرهم من التفكك. ولعل هدير الساحات نصرة للقدس يعزز القناعة بأن التحرير قدر وأن المستقبل ليس للاحتلال.