طالبان بين الحاكمية الإلهية وسيادة الأمة
حركة طالبان تنتمي إلى “الديوبندية” و”ديوبند” هو اسم بلدةٍ في شبه القارة الهندية تقع فيها جامعة دار العلوم الإسلامية ومن أعلام هذه المدرسة المفكر الإسلامي أبو الحسن الندوي والشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، وعقديا تنتمي طالبان إلى العقيدة الماتريديّة وهي منسوبة إلى الإمام أبو منصور الماتريديّ وهو من أعلام أهل السّنة والجماعة, وفقهيا تنتمي إلى المذهب الحنفي. تؤمن حركة "طالبان" بمبدأ الحاكمية لله وحده، متأثّرةً بالمدارس الدينية "الديوبوندية الأصولية" المتأثّرة بالفهم الهندي, ومعروف أن المفكر الإسلامي أبو الأعلى المودودي كان سباقا إلى وضع مصطلح الحاكمية والتنظير له وأكمل المسار سيد قطب في مصر، في عام 2001 كانت حركة طالبان تتعامل مع جماعة الإخوان المسلمين بوصفها عدوًّا أشدّ خطرًا على الإسلام من الشّيوعيّين، وأغلقت كل جمعيّاتها في أفغانستان وفي السنوات الأخيرة غيرت موقفها من الإخوان المسلمين، وأتاحت للجمعيّة الأفغانيّة للإصلاح بالعمل والنشاط العلني... فكيف ستوفق حركة الطالبان بين مبدأ الحاكمية وحكم الشعب, وهل سيقبلها الغرب ما دامت مصرة على مصطلح الإمارة الإسلامية.