منطقة الأمازون تقترب من نقطة تحول لا رجوع عنها بسبب التغير المناخي
بموجب دراسة أجرتها خبيرة كيميائية، ستصل الأمازون إلى نقطة اللارجوع، عندما تزال الأشجار عن 20% إلى 25% من مساحتها. في وقت أصبح 15% من مساحتها من دون أشجار.
خلصت الخبيرة الكيميائية في المعهد الوطني للدراسات الفضائية (INPE)، لوتشيانا غاتي، بعد دراسة أعدّتها لتحلّل نوعية الهواء في الأمازون والكربون الذي تمتصه والذي تنتجه، إلى أنّ الغابة المدارية الأكبر في العالم، باتت تنتج كربوناً أكثر مما تخزّن.
وتكشف الدراسة أنّ الأمازون تحولت إلى منتج واضح للكربون، خصوصاً بسبب الحرائق المتعمدة. ولم تعد الأمازون التي تعتبر أبرز منطقة لتربية الماشية في البرازيل، تحتاج لمساعدة البشر لإعادة إطلاق الكربون في الهواء، بل بدأت تقوم بذلك وحدها.
وبموجب الدراسة، ستصل الأمازون الى نقطة اللارجوع، عندما تزال الأشجار عن 20% إلى 25% من مساحتها. في وقت أصبح 15% من مساحتها من دون أشجار ، في مقابل 6% في 1985. فيما تحوّل 80% إلى 90% من هذه المساحة إلى مراع.
وتترقب الخبيرة الكيميائية بقلق نقطة التحول المناخي، وهي العتبة التي لا يعود في الإمكان بعدها امتصاص الكربون والميثان من الغلاف الجوي وتخزينه في الأشجار، إذ يبلغ تغيّر النظام البيئي نقطة لا عودة عنها.
غاتي قالت "نحن في طور قتل الأمازون"، مضيفةً "تحولت الأمازون إلى مصدر للكربون في وقت أسرع بكثير مما كنا نتخيله، وهذا يعني أننا سنصل إلى سيناريو فيلم رعب بشكل أسرع أيضاً".
كما أشارت غاتي إلى أنّ "البرازيل ليست وحدها من تُلام على تدمير الأمازون، فالولايات المتحدة وأوروبا يستوردان الخشب المقطوع بشكل غير قانوني، والعالم أجمع يشتري أبقاراً من الأمازون ويغذي أبقاره بالصويا المزروعة في الأمازون".
وشددت على أنّه "يجب أن تحظر الحكومات هذا الاستيراد"، داعيةً إلى التوقف عن "استهلاك منتجات تجرّ الدمار".
وبالنسبة إلى العلماء، سيشكل هذا الأمر كارثة، فبدلاً من القضاء على الاحترار المناخي، ستساهم الأمازون في تسريعه. ستموت الأشجار الواحدة بعد الأخرى، وستطلق الغابة 123 مليار طن من الكربون في الغلاف الجوي.
هل لا يزال إنقاذ الأمازون ممكناً؟
هذا ويرى الخبراء أن استمرار إزالة الغابات والحرائق والاحترار المناخي سيسرّع تدمير الغابة، إذ أن لقطع أشجار الأمازون تأثير على هطول الأمطار في أجزاء واسعة من أميركا اللاتينية، حيث تقلص منسوب "الأنهر الطائرة"، وهي تجمعات المياه التي تدفعها الرياح على شكل بخار تنفثه 390 مليار شجرة.
ويشير الخبراء الى أن البرازيل التي تضم 61% من الغابة المدارية تمكنت في الماضي من الحد من إزالة الغابات. فقد مرت من رقم قياسي تمثل بـ29 ألف كيلومتر مربع في 1995 إلى 4500 كيلومتر مربع في 2012.
فيما يؤكدون أنّ الحلول موجودة، لكن يجب اعتمادها كلها سريعاً جداً. ومن بينها التوقف التام عن عملية إزالة الغابات، وتعزيز وتكثيف القوانين البيئية، كما إعادة التشجير في المناطق التي أزيلت منها الأشجار. ومن الحلول أيضاً، الترويج لزراعة تحترم الغابة مع زراعات مثل الكاكاو والأكاي والجوز.
هذا ويكمن أحد أفضل الحلول في توسيع محميات السكان الأصليين، حراس الغابة المتحدين فيها ومعها. ففي البرازيل، 700 محمية تشكل نحو ربع مساحة الأمازون.