"الميادين نت" يبحث عن حقيقة الفريز الملوّث في لبنان؟
"الميادين نت" يحاول البحث على أرض الواقع عن مسألة شغلت بال الناس صحياً وبيئياً، فيسأل عن الإشاعات التي تحيق بهم، لجهة تلوّث أو "سرطنة" بعض المزروعات وعلى رأسها ثمرة "الفريز" اللذيذة!
نبتة "مهفهفة أنيقة" من طبقة الفواكه "المخملية"، التي تأسر الألباب ويسيل لدى رؤيتها اللعاب، وهي برأيي الجميع فاكهة الصغار والكبار من دون منازع وارتياب!
هذه الفاكهة التي ترتدي ثوباً قشيباً وحلّة حمراء جميلة، "حساسة ومرهفة"، وقد يخدش بديع حللها أيّ شائبة حتى ولو كانت بسيطة.
الفراولة (عن اليونانية) أو الفريز (عن الفرنسية) أو توت الأرض أو "الشليك" Fragaria x ananassa وهي نوع نباتي يتبع جنس "الشليك" من الفصيلة الوردية، وتدعى بفاكهة الرشاقة، وتطلق التسمية على الثمرة أيضاً.
وهي من محاصيل الفاكهة غير التقليدية، ويمكن القول بأنها من المحاصيل البستانية ذات العائد الكبير ويمكن تصديرها مجمّدة أو مصنّعة أو طازجة.
والفراولة من الثمار التي تتلوّن عدة مرات أثناء نضجها، عند بداية العقد تكون الثمار خضراء اللون ثم تتحوّل إلى اللون الأبيض ثم تتلوّن جزئياً باللون الوردي ثم بالأحمر، وتزداد مساحة الجزء الملوّن تدريجياً ويبدأ التلوّن من الطرف القمي للثمرة إلى الطرف القاعدي، ويصاحب ذلك زيادة في حجم الثمار وزيادة في نسبة الرطوبة ونقص الصلابة مع زيادة نسبة المواد السكرية التي تشكّل 70-80% من المواد الصلبة الذائبة.
فوائد صحية
الى جانب كونه منعشاً وقليل الوحدات الحرارية، يقوّي الفريز المناعة ضدّ البكتيريا، ويفتح الشهية على الأكل، ويطهّر ويزيل السموم من الجسم، وهو مسهّل للمعدة ومدرّ للبول، كما أنه يزيل الحمض البولي (Acide Urique)، بحسب الدكتورة برناديت منيّر.
وتضيف "ننصح الذين يتمتعون بصحة جيدة بتناول الفريز لتقوية المناعة لديهم، كما ننصح كل من يعاني أمراض القلب والشرايين وضغط الدم، والكبد والروماتيزم... أو إرهاقاً عقلياً أو جسدياً، بتناوله، كذلك الأشخاص الذين يعانون نقصاً في الأملاح المعدنية".
ولكن هل تعلم أن احمرار الثمرة ليس دليلاً كافياً على حلاوتها وطيبة ثمارها؟ من هنا قد تجد حبّات فريز بدرجة احمرار عالٍ بحجم صحن الكفّ، ولكنها من دون طعم وفارغة من الوسط، وهذا يعود لعوامل سنوردها عبر تقريرنا هذا.
حملة على الفريز اللبناني؟!
في ظل الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعيشها لبنان، وتزامناً مع ما يتعرّض له لبنان وجنوبه خاصة، من عدوان إسرائيلي يومي، دأب البعض على "تشويه سمعة" المنتجات الزراعية اللبنانية، عبر منصات التواصل، وذهبت مواقع إعلامية إلكترونية إلى أبعد من ذلك.. فوصفته بالـ "المسموم و "المسرطن"، مدبّجة التقارير والفيديوهات، التي تحذّر من تناوله!
وزارة الزراعة: لا يمكن التعميم
"الميادين نت"، تقصّى حول هذا الموضوع الذي "أخذ أكثر من حجمه" في وقتٍ يعيش فيه لبنان وخاصة الجنوب، حرباً إسرائيلية، وأدى إلى حالة هلع، ما طرح أسئلة حول المحرّك والمستفيد؟
وزير الزراعة اللبناني د. عباس الحاج حسن علّق قائلاً: "في الوقت الذي يصمد القطاع الزراعي بوجه الاعتداءات الهمجية الاسرائيلية في جنوبنا الغالي، تتزايد عمليات تهريب المنتجات الزراعية، والمبيدات الزراعية والأسمدة الزراعية عبر الحدود والمعابر، الأمر الذي يضرّ بشكلٍ مباشر في القطاع الزراعي الإنتاجي. الشكر للقوى الأمنية التي نطالبها بالتشدّد المطلق لوقف هذه العمليات، التي تجعل قطاعنا الزراعي مهدّداً وتهدّد سلامة الغذاء، من خلال استخدام المبيدات التي تمنعها وزارة الزراعة، وتدخل إلى لبنان بطريقة غير شرعية".
وحضر الحاج حسن إلى جلسة مجلس الوزراء اللبناني في 26 نيسان/أبريل الحالي حاملاً معه سلّة من الفاكهة الطازجة من الجنوب ومناطق لبنانية أخرى لتوزيعها على الوزراء. وقال: "حكماً سننتصر".
حضر وزير الزراعة عباس الحاج حسن إلى جلسة مجلس الوزراء حاملاً معه سلّة من الفاكهة الطازجة من الجنوب ومناطق لبنانية أخرى لتوزيعها على الوزراء. وقال: "حكماً سننتصر".#لبنان #الميادين_لبنان @Abbas_h_hasan pic.twitter.com/bIIWdv19Au
— الميادين لبنان (@mayadeenlebanon) April 26, 2024
وعليه، أصدرت وزارة الرزراعة اللبنانية بياناً قالت فيه "أثير في بعض وسائل الإعلام موضوع وجود ترسّبات مبيدات على منتج الفريز، بعد متابعة وزارة الزراعة نؤكد أن النتائج المخبرية التي تم عرضها، تمثّل العيّنة ذاتها لتلك التي تم عرضها سابقاً، وبالتالي لا يمكن التعميم بأن مستوى ترسبات المبيدات في منتج الفريز بشكلٍ عام تتعدى الحدود المسموح بها، في المعايير الدولية ذات الصلة المعنية بسلامة الغذاء".
وأظهرت فحوص قامت بها مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية لعيّنات من الفريز الموجودة في الأسواق اللبنانية وجود ترسبات في عينة واحدة تبيّن أنها ملوثة وفاسدة، وهذا جلّ الأمر وماهيته.
وفي وقتٍ رفض فيه رئيس تجمّع المزارعين والفلاحين في البقاع إبراهيم الترشيشي "شمولية الكلام" عن الفريز اللبناني بأنه "مسرطن"، رأى رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين أنطوان الحويك أن "عيّنة واحدة من عشرات الأطنان المنتجة محلياً، لا تخوّل أحداً القول إن الفريز اللبناني ملوّث"، بدورهم، ربط المتابعون"الحملة الإعلامية" بعناصر ثلاثة: 1- ضرب قطاع الزراعة تماشياً مع ما يجري في الكثير من القطاعات، 2-: منافسة الفريز المقبل من الخارج (دول عربية وأجنبية)، 3- "استئناس" الكثيرين عن قصد أو من دونه، بنقل الأخبار "الفاقعة المثيرة" بهدف "سبق صحافي"، في هذا الوقت الحرج الذي يمرّ به لبنان.
"الميادين نت".. على أرض الواقع
وفي ظل الحديث عن ترسبات المبيدات و"سوء" استخدام الأدوية الزراعية، ولجوء بعض المزارعين إلى استخدام المواد الكيماوية، قصد الميادين نت سهول زراعة الفريز في البقاع الشرقي (يونين) للاطلاع عن كثب على ما يطلق عليه تسمية "الزراعة النظيفة".
من بلدة يونين التي يمتد مشاعها (مساحتها) على مدى "دونمات" شاسعة على مد النظر، تبرز السلسلة الشرقية المشتركة مع سوريا امتداداً حتى عرسال في السفوح، هنا في هذه المناطق تتداخل الجغرافيا بالتاريخ بالعائلات الواحدة، ومن وعر منعرجات ووديان هذه الجبال الشاهقة والأودية الساحقة خاض الجيشان السوري واللبناني والمقاومة في لبنان أشرس المعارك فيما سميّ يومها بـ "معركة الجرود"، فأخرجوا إرهابيي "النصرة" و"داعش"، وأفشلوا مخططاً للوصول إلى المدن والقرى اللبنانية، مستبيحين الكنائس والمساجد والآمنين اللبنانيين والسوريين.
هذه الأرض وبما قدّمته من تضحيات جمّة رسخّت ما كان موجوداً أصلاً، فهي كانت ولا تزال رافداً للجنوب، وهي "خزّان المقاومة"، بكل ما في الكلمة من معانٍ..
المهندس سماحة: ندعو المزارعين للالتزام بالإرشادات
المهندس حسن سماحة من دائرة الزراعة والبيئة في مؤسسة جهاد البناء (مديرية البقاع)، رافقنا في جولتنا الميدانية، ولمسنا على الفور حماسة وسعة اطلاع الشاب اللبناني المتخصص، من خلال إرشاداته المتتالية لكل مزارعٍ صادفناه، واضعاً كل إمكاناته بتصرفهم.
سماحة يقول للميادين نت "في الواقع إن الضجة التي طالت الفريز اللبناني ليست جديدة، فهي تتناول المنتجات الزراعية اللبنانية بشكلٍ عام، ومن هنا نقول إننا كمؤسسة إلى جانب المزارع اللبناني، ندعمه ونقدّم له الاستشارة وكل ما نتمكّن من تلبيته له".
ويواصل قائلاً "نحن ندعو جميع المزارعين للالتزام بالإرشادات المكتوبة على عبوات المبيدات الزراعية، يرجى الالتزام بالإجراءات وفترة التحريم المدوّنة على العبوات، التي تعطي الإذن بالقطف من الشجرة أو النبتة، وهذا أمر رئيسي كي نكون على الضفة السليمة للصحة، ولكي ينزل المنتج إلى السوق فيستهلكه المواطن".
ندعو المزارع إلى استخدام إجراءات وقائية مثل التقليل من كميات استخدام المبيدات الزراعية قدر الإمكان، واستخدام "الملش" أي البلاستيك المحيط بالتربة للتخفيف من الأعشاب وتأثير الحشرات، وكذلك استخدام الري بالتنقيط لتفادي الأمراض الفطرية، وأن يلجأ إلى حرق بقايا المحصول القديم للتخفيف من الأوبئة والجراثيم".
المهندس الشاب الذي يشارك في دراسات ودورات زراعية على الدوام لخدمة مجتمعه وناسه، يدعو المزارعين والأسرة اللبنانية للزراعة ويتوجّه للقطاع الزراعي لتعزيز هذا القطاع الهام، والإتيان بزراعات "نظيفة"، خاصة بعد المشاكل والترسّبات الكيميائية المتكررة، في شتى أنواع المحاصيل".
هذا ما طرحه السيد حسن
وهنا لا بدّ من التذكير بما طرحه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خضم الأزمة الاقتصادية التي تعرّض لها لبنان منذ عام 2019، إذ أهاب " باللبنانيين العودة إلى الأرض وزراعاتها،كحلٍّ من الحلول الاقتصادية".
ومن هنا يقول سماحة للميادين نت "نحن في "الجهاد الزراعي" ندعو إلى "الزراعة المنزلية" و"الزراعة العضوية" التي تعطي نتائج تفيد صحة الأسرة، وكذلك تؤثر على الاقتصاد وتقلل من كمية ضخ الإنتاج على السوق، ونحن إلى جانب المزارع الذي ندعوه إلى الالتزام بلوائح الأدوية المسموح بها المعتمدة من قبل وزارة الزراعة، وهي موجودة على صفحات الوزارة والمواقع الزراعية".
ولأن يداً واحدة لا تصفّق، بل لا تنتج، فإن وزارة الزراعة اللبنانية ومعها الوزارات المعنية، غير قادرة على العمل وحدها من دون تعاون المزارع والجمعيات والبلديات، يقول سماحة إن لدى مؤسسة "جهاد البناء" فريق من المهندسين الذي يعمل على مستوى البقاع (ولبنان)، لاستخدام المبيدات الصديقة للبيئة، ونحن إلى جانبهم.
وينصح المهندس المستهلكين اللبنانيين بالتواصل المباشر مع المزارع، والشراء منه، ونحن نطوّر العلاقة بين المنتج والمستهلك، ونهتمّ بها من خلال سوق المزراع الذي يعرض المنتجات الزراعية مباشرة أمام الناس، لنكون أمام المرحلة الآمنة في الإنتاج والاستهلاك في آن.
ويختم بقوله إن "ثقافة الإنتاج" من المزارعين والأسر، تعزّز الصمود الوطني، فالاقتصاد القائم على الإنتاج يبقينا صامدين بأراضينا في البقاع والجنوب وكل لبنان، وبإذن الله فإن هذه الشتلة ستقاوم كما تقاوم شتلة التبغ وشجرة الزيتون في الجنوب اللبناني.
المزارع محرز: ليس لشتلة الفريز مصفاة!
بعفوية ودعة واهتمام يلاقينا مزارعو منطقة يونين، فهؤلاء الناس الطيبون القريبون من الأرض، مخبوزون بالصدق والسجية، وهم يلاقون الزائر من دون أقنعة وتكليف.
صاحب مزرعة الفريز بسام محرز، ومعه لفيف من الأولاد والأحفاد، يهرعون لاستقبال فريق الميادين.. وإلى واجب الضيافة والغداء في أحضان الطبيعة ، فلا تنفع معهم الحجج والتبريرات، ولا الاعتذارات والتوسّلات!
أعطونا رأيكم.. تفضّلوا!
لحظة الانعتاق إلى الطبيعة، لا تعادلها لحظات، هنا الجميع في حقل الفريز غير آبهين بحرارة الشمس ولا الهواء العاصف في تلك اللحظات، الهدف "قطف ثمر الفريز"، الطازج وتذوّقه من شتلة تركت على طبيعتها بين الحشائش والنباتات الطبيعية!
"حلوة المذاق" فعلاً، مثل السكر مع أنها حبة صغيرة، هذا نوع آخر اسمه "فرشنسكا" يا شباب، تفضّلوا وأعطونا رأيكم"!!
يعبّر محرز بسجيته "اللي بيميز فريز البقاع هو التربة"، ويضيف كما أن مياه الآبار (على عمق 100 متر وأكثر) نظيفة وخالية من أيّ ترسّبات وجراثيم، وحبة "الفريز تمتص أي شيء تمنحها إياه، وليس لديها مصفاة، كما بقية الأشجار والثمار".
انتبهوا..العبرة ليست في حجم الحبة!
ومن هنا ينطلق ليقول إن هذه النبتة تمتص ما تعطيها من رواسب أو كيماويات أو سماد عضوي، وما يسمى بـ "السواد العربي"، حتى تعطينا هذاالمذاق، لافتاً (وهو يحمل حبات فريز) إلى أن عبرة الحبة ليس في حجمها بل في طعمها اللذيذ المستطاب، وفي أماكن أخرى قد يصل حجم حبة الفريز إلى مقاسات التفاحة، لكننا عندما نفتحها نجدها خاوية من الداخل.
ومن هنا يدعو محرز المواطن و (خاصة ست البيت) إلى عدم الإقبال على شراء الثمار الكبيرة الحمراء، بل الانتباه إلى الطعم ومعرفة مصدر الزراعة والري وغيره.
نوزّع الشتول.. وهذه نصيحتنا
وإذ يشير إلى أهمية معرفة مصدر الشتلة، يكشف أنه يوزّع هذه الشتول على المزارعين في شمال وجنوب لبنان، مسدياً النصيحة لكل الأهالي أن تأخذ الفريز وتصنّعه مربيات و"تموّن" منه طوال العام، بدل شراء فريز"خيم البلاستيك" في فصل الشتاء.
يرد محرز بكل ثقة على من يرشق الفريز اللبناني بالتهم والإشاعات، فيقول "أمامنا المختبرات وفحوصات الجهات المعنية من محلية وعالمية، فليأخذوا عيّنات من أي منطقة بقاعية وليختبروا مكوّناتها، ونحن على استعداد لإتلاف مزروعاتنا إذا ثبت العكس"، علماً أن اللبنانيين يقصدون المنطقة باستمرار للحصول على الفريز، وهذه دليل جودته، وهو إلى ذلك يمتاز باستمراريته وعدم عطبه في فترة قصيرة.
وإذ يطالب وزارة الزراعة والاقتصاد بالحماية، يتوجه إلى المزارعين لضرورة الانتباه إلى مصدر الشتول والمبيدات والمياه، والتعاطي الصحيح مع "الفريز الحساس".
اضبطوا الفريز المنافس
ويوجّه صرخة للدولة بضبط "الفريز المنافس" الذي يرد عبر المرفأ والمعابر البرية، بضرورة مراقبة ما يدخل إلى البلد منه، ويقول إننا جميعاً نتحمّل المسؤولية من المسؤولين إلى الناس العاديين، لشراء المنتجات الصحيحية والصحية، وأن لا ننغش بشراء المنتجات الزراعية بالحجم الكبير، لنحافظ على صحتنا وزراعتنا وبلدنا.
تحية بقاعية لأهل الجنوب
ويختم محرز بتوجيه التحية لأهالي الجنوب الذي يتعرّض للعدوان، كما يطال البقاع وغيره من المناطق اللبنانية، فيقول نحن وأهل الجنوب واحد، ونحن مستعدون لمدّهم بما يطلبون ويريدون مهما كان الطلب.
وعلى كوب شاي، كان حديث عن واقع الزراعة الصعب في لبنان، حيث استمعنا إلى معاناة يومية تبدأ بالري والزراعة وتأمين الكهرباء للري، و لا تنتهي باليد العاملة وصولاً إلى تصريف المنتجات وبيعها وغيره، واصطحبني الشباب ليروني "خلاط" السواد مع الماء الذي ابتكروه لتوفير السواد العربي الذي تبلغ كلفة سيارة الـ "بيك أب" منه 800 دولار..
وللمزارع اللبناني رأيٌ هام حول مسألة النازحين السوريين في لبنان، فهو يعلنها بصراحة أن قطاع الزراعة (حصتها في موازنات الحكومات اللبنانية لا تتعدى الـ 3%!) سيُضرب في حال عودتهم إلى سوريا، مناشداً الحكومة اللبنانية التنسيق مع نظيرتها السورية لوضع خطط تستثني هذا القطاع (مع قطاع البناء) وتنظّم اليد العاملة السورية الرئيسية والحيوية في هذا المجال.