ما تأثير الفوسفور الأبيض على التربة والزراعة؟

يشرح مستشار وزير البيئة اللبناني أن احتكاك الفوسفور مع الأوكسجين يشتعل تلقائياً وهذا الاشتعال يولّد حرارة عالية جداً تصل إلى 800 درجة مئوية ما يتسبّب باحتراق النباتات، لافتاً إلى أن الوزارة تقوم بإحصاء المناطق الحرجية والمحميات التي تتعرّض للاحتراق.

  • ما تأثير الفوسفور الأبيض على المزروعات؟
    من القصف بالقنابل الفوسفورية في جنوب لبنان (صورة أرشيفية: رويترز)

 نشرت الوكالات والصحف المحلية والأجنبية معلومات مؤكدة عن استخدام "إسرائيل" الفوسفور الأبيض الذي زوّدتها به الولايات المتحدة في هجوم على لبنان.

وفي الأيام الأولى لبدء العدوان  أجرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، تحقيقاً أظهر أنّ "إسرائيل استخدمت هذا السلاح المحرّم دولياً، واعتمدت الصحيفة في تحقيقها، على تحليل شظايا 3 قذائف مدفعية عيار 155 ملم أطلقتها "إسرائيل"، على بلدة الضهيرة، الحدودية مع فلسطين المحتلة.

هذا الأمر أكدته "هيومن رايتس ووتش" في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2023، لجهة استخدام الاحتلال الإسرائيلي للفوسفور الأبيض في اعتدائها على غزة ولبنان.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر فسفور الاحتلال على الصحة؟

ويؤثّر الفسفور الأبيض على صحة الإنسان بطريقتين تعتمدان على الفترة الزمنية التي تمّ خلالها التعرّض للفسفور الأبيض، وتظهر عند التعرّض إلى مستويات عالية من الفسفور الأبيض لفترة وجيزة عن طريق الابتلاع أو الاستنشاق أو الجلد أو العينين.

ومنذ بدء الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب واستهدافه بقنابل الفوسفور الأبيض انتشرت الكثير من الأخبار حول  تدمير المحاصيل الزراعية ولا سيما  الزيتون وتلف التربة.

هذه الأخبار، زادت همّاً على هموم الجنوبيين الذين يتعرّضون للقتل الجماعي في أبشع وجوه الحروب في العالم فضلاً عن الدمار الهائل لمنازلهم لتضاف إلى خسائرهم خسارة مواسمهم الزراعية سيما مواسم الزيتون التي تشكّل مصدر رزق لعدد كبير من الجنوبيين.  

التأثير على التربة والماء

عن هذا الموضوع و مدى الضرر الذي يسبّبه الفوسفور  الأبيض أوضح مستشار وزير البيئة ومدير مختبرات البيئة والزراعة والغذاء في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور محمد أبيض  أنه "عند احتكاك الفوسفور الأبيض مع الأوكسجين في الهواء يشتعل تلقائياً، وهذا الاشتعال يولّد حرارة عالية جداً تصل إلى 800 درجة مئوية ما يتسبّب باحتراق النباتات، وهذا هو التدمير المباشر للفوسفور حرق المحاصيل والأشجار ومنها أشجار الزيتون"، لافتاً إلى أن "وزارة البيئة تقوم بإحصاء المناطق الحرجية والمحميات التي تتعرّض للاحتراق".

الفوسفور يؤخر نمو النباتات

وإذ أوضح أبيض أن "المساحات التي تتأثّر بالحريق المباشر معظمها مناطق حرجية منها أشجار الزيتون والفواكه"، قال إنه "بعد أن يحترق الفوسفور الأبيض الذي هو مادة كيميائية غير ثابتة يترسّب في التربة، وإذا كانت نسبة الفوسفور في مستويات عالية في التربة فهو يعطّل امتصاص النبات للمغذيات ويتأخّر نموها نتيجة إتلاف صحة التربة و قدرتها على دعم نمو المحاصيل".
 ومن الآثار السلبية للفوسفور الأبيض تحدّث أبيض عن تلوّث المياه " إذا كان هناك فوسفور مرتفع في البحيرات والمناطق التي تعيش فيها الأسماك، فهذا الأمر يشجّع نمو الطحالب ما يؤثر سلباً على الأسماك ويؤدي إلى نفوقها".

 ومن التأثيرات السامة للفوسفور أيضاً أشار أبيض إلى "تأثيره على التربة وعلى حياة الميكروبات والحشرات والديدان التي تؤدي أحياناً دوراً جيداً و إيجابياً في خصوبة التربة"، لافتاً إلى أن "فقدان هذه الحشرات والديدان والميكروبات سيؤدي إلى انخفاض طويل الأمد في إنتاجية التربة".

 وبالنسبة الى الأشجار المثمرة، أكد أنه" إذا تعرّضت للفوسفور الأبيض ستحترق"، شارحاً أن "الفوسفور الأبيض لن يكون موجوداً على النبات ولا سيما الزيتون لكن سيكون هناك ترسبات من المواد التي تحول إليها بعد احتراقه بشكل غبار من بقايا اشتعاله و لا يبقى لها أثر سيما بعد غسلها". 

دراسة حول الفوسفور

 أما في المناطق المتضررة بشدة فكشف أبيض أن "وزارة البيئة أعدّت دراسة في شهر كانون الثاني/يناير الماضي بالتعاون مع مختبرات البيئة والزراعة والغذاء  في  الجامعة الأميركية حيث تبيّن بأن نسبة الفوسفور في بعض المناطق تعدّت 1000 مرة للمعدل الطبيعي وبين  100 الى 400 مرة المعدل الطبيعي في أماكن أخرى".

اقرأ أيضاً: تجاوزت كل الحدود.. الأضرار البيئية الناجمة عن العدوان

واستدرك ليقول "لكنّ هذا الأمر يتطلّب المزيد من الجهود لإعداد دراسات أكثر على هذه المناطق فور انتهاء العدوان الاسرائيلي من أجل وضع برنامج لإصلاح التربة وإعادة استصلاح هذه الأراضي وإعادة زراعتها من أجل الحصول على المحصول الذي كان سابقاً"، مشيراً إلى أن "النسب العالية من الفوسفور ستؤخّر النمو الطبيعي للنبات".